يا من تخاصم دعوة الإخوان
11كانون22018
هلال علي
1- فلربما
2- ولاية الرئيس مرسي
3 - تربص الغرب
4 - تمرد
5 - انقلاب
6 - رابعة
7 - إعلام البهتان
8 - قضاة الإنقلاب
9- صمود الرئيس
10- حربٌ على الإسلام
11- الوعود والسراب
12- ندمٌ وتراجع
13- يا أهل مصر
14 - يا أيها الكتاب
15 - يا جيشنا
..
16 - يا ربَّنا
******
يا من تُخاصمُ دعوةَ الإخوان= مهلاً ....عسى في الأمر وجهٌ ثان
فلربما كانوا الكرام بعهدهم= قد جاهدوا لِكرامة الأوطان
و لربما بذلوا وما انتظروا هنا= أجراً سوى من واهب منان
رأَوْا الشريعةَ عدلَها ونظامها= طوقَ النجاةِ لنا لبَرِّ أمان
و لربما كانوا الأساس بثورةٍ= بينايرَ ثارت على الطغيان
فالزور والتزوير سابقَ عهدنا= تكرارُه قد صار كالإدمان
والزور من كبرى الكبائر قولةُ= الهادي البشير المصطفى العدنان
ولربما عند الرئاسة رشحوا= من غيرهم من أكرم الأعيان
قد قدموا منهم رئيسا بعدما= كان اعتذار المكي والغرياني
ولربما قد فاز مرسي بانتخابات=بلا زورٍ و لا بهتان
بنزاهةٍ في مصرَ لم نَرَ مثلَها=غطَّت على ما فات من أحزان
وكذاك جاء البرلمان بعهدهم= بنزاهةٍ ما شك فيها اثنان
و لربما بدأ الرئيس بنيةٍ=و عزيمةٍ و بجهده المتفاني
ولربما أعطى المثال لقدوةٍ= ترجو تمام الخير والعمران
ولربما خط الطريق لمصرنا=لتكون درة هذه البلدان
بالعلم والأخلاق ينشد نهجها= بهما تُشيّد نهضة الأوطان
بدأ القرار بنزع صورته فلا= وُضعت على بابٍ ولا جدران
ولربما فتح المجال فأقبل= المستثمرون بهمةٍ وأماني
ومهاجرون أَتوْا لمصر ليسهموا= في نهضة التصنيع والبنيان
ولربما أعطى المعيلة حقها= ومعاشها لتعيش باطمئنان
يغشى المجالس والمساجد آمناً= فالعدل خير وسيلةٍ لأمان
يسعى لخدمة شعبه متوكلاً=مستعصماً بالواحد الديان
ولربما ما كان يأخذ راتبا=سل إن تشأ مالية الديوان
ولربما كانت صوامع قمحنا= كلٌ تراه كمخزنٍ ملآن
ولربما فتح الشهية فانبرى= الإبداع من فكرٍ و من أذهان
حرية الرأي المُعارض عنده= ما صُودرت بالقيد و السجان
بل ربما وسع الجميع بحلمه= واختار نهج العدل و الإحسان
ولربما غاظ العدوُّ صعوده= هو صورةٌ للمسلم الرباني
ورأَوْا زراعة بذرةٍ لكرامةٍ= من بعد زرع القهر و الحرمان
وجدوه ليس هو الذي يرجونه=لا .. لن يطيع الأمر في إذعان
وجدوه ليس هو الذي يسعى لهم= مستجدياً للعطف و الإحسان
وجدوا لديه الاعتزاز بدينه= و بشعبه و بصادق الإيمان
في هيئة الأمم التي هي عندهم= صلى على علم الهدى العدنان
وجدوه يذهب حيث شاء مسافراً=من غير ما إذنٍ و لا استئذان
بمطارهم قد جاء فيه رئيسهم= مستقبلاً لأكابر الضيفان
هذا الرئيس أتى يُمثل شعبه=لم يأت من زورٍ و لا بهتان
ولربما انتبه اليهود و حولهم= حلفاءُ من غربٍ و أمريكان
وتذكروا الإخوان كيف جهادهم= ضد اليهود بسالف الأزمان
فالغرب يبغي الدين محض شعائر= ومخدرا للنفس والأبدان
لا عزةً و كرامةً يسعى لها= مرسي بدعم جماعة الإخوان
إن عزَّ إسلامٌ بمصرَ فإنه= حتماً يعز بسائر البلدان
أَوَ يصنعون سلاحهم و غذاءهم= ودواءهم بالجد و الإتقان
أَهناك غزة هل ستكسب ناصرا= ضد اليهود بعزة الجيران
ولربما نسى الكثير مقالةً= لوزير دولتهم موشى دايان
لسنا نخاف العرب مجتمعين بل= نخشي لقاء جماعة الإخوان
أَبمصرَ قد وَليَ الأمورَ خيارُها= تلك المصيبة عندنا بمكان
أفنفقد العملاء بعد بقائه= معنا بطول تعهُّدٍ و مِران
والشعب قام بثورةٍ من بعد ها= قد صار كالمتنبه اليقظان
ولربما الدستور جاء بعهدهم= مثلاً لعدلٍ يُحتذَي بضمان
دستورهم فيه الشريعةُ مبدأٌ= واستُوحيت من محكم القرآن
ولربما نجدُ القرارَ محرراً= في مصرَ ليس مقيداً بهوان
قالوا أنتركهم ليثمرَ غرسهم= بالعزِّ في وادٍ و في بستان
إنا نرى الإخوان أكبر صخرةً= سدَّت علينا منافذ البلدان
إسلامهم فيه الجهادُ محركٌ= للشعب ضد الظلم و الطغيان
ولطالما استعصوْا على تخطيطنا= بالمكر أو باللف و الدوران
هم ينظرون لنا كأعداءٍ لهم= حيث اغتصبنا الأرض بالعدوان
قال اليهود ألا احذروا و تربصوا= فالأمر جدٌّ ليس فيه توان
إذ تلك أول مرةٍ في عهدهم= نجد الرئيس هناك في الإخوان
قالوا سننظر ما يكون و إنما= نرجو التدخل قبل فوْت أوان
و الغرب قام مع اليهود مدبرا= لمكيدةٍ بالسمِّ كالثعبان
قد أوعزوا لرجالهم هيا اعملوا= في الكيد و التثبيط و الخذلان
هيا أشيعوا أنه مُتَحيزُ=لعشيرةٍ و الأهل و الخِلان
بالطعن حلوا برلمانات لهم= كم عندكم من حاذقٍ طعَّان
و محاكم الدستور فيكم عندها= حِيَلٌ إلى التعويق و البطلان
وتمرَّدوا أو رتبوا لتمردٍ= بالشحن و التشويه و العصيان
بل حرضوا عصب المصالح ضده= ليكون في فقرٍ من الأعوان
بل أحرجوه بمنع بنزينٍ و لو= قد كان موفوراً لدى الخزَّان
ولربما قد أرسلوا ونشاً إلى= قصر الرئيس لهدم بعض مباني
والبلطجية يُجمعون بأمرهم= لإثارة الفوضى بأي مكان
ولربما قد ظل مرسي صامداً= لم يثنه عبثٌ من الصبيان
ولربما أعطوْا إشارتهم لكي= يثب الخئون لمقعد السلطان
ولربما يونيو تكون خيانةً= قد دُبِّرت بالسر والكتمان
ولربما كان الذين تظاهروا= لم يبلغوا المليون في الميدان
ولربما قد كان معظمهم من= الأتباع و المداح و الصلبان
ولربما قد بالغوا في حجمها= بالزيف و الإعلام و الإعلان
ولربما قد سار خلف ركابهم= أسرى لشاشاتٍ من البهتان
ولربما فتحوا التظاهر ساعة= ليمرروا التمهيد للإعلان
مِن بعدها منعوا التظاهر كلَّه= برصاصهم و الضرب في المليان
لو يسمحوا بتظاهرٍ لو مرةً= خرجت جموع الشعب كالطوفان
سمَّى التظاهر ساعتين بثورةٍ= يبنى عليها دعائم السلطان
وتظاهراتٌ بالألوف تُعارضُ= من عند مطروح إلى أسوان
في الأولى يرمى بالورود مُرحِّباً=و بتلك يرمي الجمع بالنيران
يونيو انقلابٌ واضحٌ و مدبرٌ= متكامل التخطيط و الأركان
يونيو انقلابٌ واضحٌ ومدبرٌ= متكامل التخطيط والأركان
دبابةٌ مع شاشةٍ ممسوخةٍ= مع بعض قاضٍ مائل الميزان
معهم تُحرِّضهم عمائمُ قد أتت= لنفاقهم في صحبة الكُهَّان
حفل الضرار استُدعِيَتْ أو هرولتْ= بالإفك فيه عمائمُ السلطان
هيّا إلى الفتوى لنُقنع جيشَنا=بالضرب في غلٍ وفي شنآن
بل حَذِّروا الأوطان من إرهابهم=فجماعة الإخوان كالشيطان
وبتهمة الإرهاب دوماً فالهثوا=هم أهل شرٍ هادِم فتَّان
إعلامنا .. ضباطنا .. و جنودنا=هيّا نُحرضُهم على الإخوان
واحذر من الإخوان صوْت مُدافعٍ= عما يُذاعُ بأبشع البهتان
فالصوتُ منهم صادقٌ و مؤثرٌ=وموضحٌ للحقِّ يالبرهان
فلتحبسوا الآلافَ بل عشراتِها= بل و امنعوا نطقاً بأي لسان
ولربما حُبِست ألوفٌ غيرهم=رفضوا جميعا سطوة الطغيان
قد أُوهم الجيش بأن عدوه= الأصلي جماعة الإخوان
أما اليهود فإنهم أحبابه= و لهم كثيرُ مودةٍ و أمان
فالحرب للإرهاب صارت حُجَّةً= أو فرصةً للّبس و التَّوَهان
يمضي بها يشكو بكل زيارةٍ= للغرب أو للصين و اليابان
ويقول هيّا كي نُقاومَ كلنا=خطراً من الإرهاب قد أعياني
ولربما ارتكب الخئون جريمةً=ليصيحَ يا غوثاه أين الجاني
و الله ربُّ العرش عدلٌ شاهدٌ=هو حسبنا ليردَّ بغي الجاني
ولربما في قصف رابعةٍ أبى= أن يَخرُجَ الناسُ بلا أكفان
ولربما رفض النصيحة أن يفضَّ= الإعتصام قنابل الدخان
بل قاد مجزرةً ليقتل عامداً= بل أسرفوا في القتل في إمعان
قتلوا المئات بل الألوف بساعةٍ= قتلوا من الآباء والولدان
قتلوا النساء ولم يُراعوا حرمةً= قد حُرِّمت في سائر الأديان
بل إنها حربٌ تأجج نارها= حرب علي الإسلام لا الإخوان
وترى الصبي ينادي يا أمُّ ارجعي= يا لوعة الثكلى أو الصبيان
قتلوا المُصاب و من يُعالجه فما= سَلِمَت عيادةُ مسجد الميدان
بلغ الفجور مداه فانقلبوا إلى= حرقٍ لأشلاءٍ و للأبدان
وأتوا بجرافاتهم كي ينقلوا= ما كَّوَّمُوه هناك من جثمان
صورُ المجازر و المذابح شاهدٌ=عدلٌ و تستعصي على النسيان
صارت إشارتها تُجَرَّمُ عندهم= حتى من الفتيات والغلمان
كاد المُريب يقول إني قاتلٌ= تلك الإشارة خنجرٌ بكياني
ستظل رابعة الصمود شهادةً= في فضح إجرام الخئون الجاني
ستظل رابعة الصمود منارةً=تُذكي حماس الشيب و الولدان
وكمثل رابعةٍ هناك النهضة=كلتاهما للجرم شاهدتان
وهناك في كل الأماكن شاهدٌ= بفجور هذا الانقلاب الجاني
واسأل لماذا شجعوا في تركيا= عزمَ انقلابٍ ضد أردوغان
أفبعد هذا قيل يونيو ثورةٌ= بل إنقلابٌ حاقدُ الأضغان
أُخدود رابعة يئنُّ و يشتكي= لله ربٍّ واحدٍ رحمن
كم من ملايين الأهالي تشتكي=ربَّاه إن الظلم قد أدماني
كم من أراملَ أو ثكالى قد غدت= تبكي بدمعٍ ساكبٍ هتَّان
كم من أقارب للأسارى ترتجي=فرجَ الكريم الرازق المنَّان
صبراً فإن الله بالغُ أمره=وغداً ستُعدل كفة الميزان
بل حَّرضوا كل المنابر عندهم=بالإفك والتمثيل والهذيان
بل أسكتوا كل المنابر غيرهم=من شاشةٍ أو قوْلةٍ و بيان
من سبَّ في الإخوان فهو مقربٌ=و له مكافأةٌ و بعض نيشان
من زاد في إفكٍ و في تسفيههم=فهو المُقَدِّمُ أفضل القربان
و ترى الخبيث و كيق ينفثُ سمَّه= ليُضَلِّلَ الفلاح في الغيطان
و يُقَدِّم الهزل الرخيص بضاعةً=لتروجَ في الآذان و الأذهان
واليوم يُطردُ خاسئاً من مجلس=لصداقةٍ بسفير شرِّ كيان
ياليت مَن سمِعُوه قبل تبيَّنوا= ما قاءَ من كذبٍ و من غثيان
أوْ ذاك يزعمُ أن رابعةً بها=كُرةٌ من الأموات و الأكفان
هي تحت أرضٍ خبأوها لا تُرى=مِن أيِّ إنسٍ منكمو أو جان
أو ذاك أو تلك التي درجت على= سُخْف الحديث و قوْلة البهتان
قد كمَّم الأفواه إلا من أتى=بنفاق قولٍ خادعٍ فتَّان
وقضاة سوءٍ بانحيازٍ قد أَتَوْا= حكمٌ و خصمٌ إذ هم الاثنان
سُئلِوا أترضوْن الإدانة مسبقاً= قالوا نعم .. بالغلِّ و الشنئآن
أحكامنا الإعدام أصلٌ إنما= منّا المؤبد عاملٌ إنساني
كل القضايا عندهم معجونة=بالزور والتلفيق و البهتان
كل القضايا قصة هزليةٌ=العدل فيها قشرة الألوان
أما الحقيقة أنهم قد أضمروا=ظلماً و حقداً للأسير العاني
تركوا الذين على الألوف قد افترَوْا= بالقتل والتعذيب في إمعان
وتنمروا للأبرياءِ لديهمو= من غير بينةٍ و لا برهان
لكنّ ربَّك شاهدٌ .. هو حسبنا=هو من يفرِّجُ كربة الأحزان
عشرات آلافٍ بسجنٍ ظالمٍ= و ترى الأعمَّ حداثة الأسنان
تُهَمٌ تُكالُ بلا حسابٍ ما دَرَوْا= عِظَمَ العقاب لتهمة البهتان
حكموا بإعدام المئات سفاهةً= أسَمِعتَ عن عَتَهٍ و عن هذيان
أو حكم إعدام الضرير لأنه= له تهمة " القناص " من عميان
و إلى القضاء العسكري إحالةُ= المدنيِّ من كهلٍ و من شبان
يا ربّ فارحمنا برحمتك التي= شملت جميع الخلق و الأكوان
قد جاء مرسي بانتخابٍ كاملٍ=شهدت عليه هنا عُدول لجان
كانت طوابير الزحام مواكبا=للناخبين و سل شهود عيان
و لربما لو كان مرسي طامعاً=في منصبٍ أو في غرور أماني
ما كان يصمد صابراً متحملاً= ما ليس في المقدور للإنسان
ولكان قدم الاعترافَ بغدرهم= ليعيش حرّاً بعد سجنٍ قاني
لكنه رفض الدنيَّة قائلاً= الشعب قام اختارني وعناني
لا لن أُفرِّطَ في إرادة شعبنا=و أبيعَها للكاذب الخوَّان
ثمن الإرادة للشعوب حياتنا=قد قالها العالِم الربَّاني
إن طالبوني كلُّهم بتنازلٍ=بَيْعُ الإرادةِ ليس في إمكاني
قل لي برَبِّك كيف يُمنع أهله= من أن يَرَوْه و لو لبضع ثوان
قل لي برَبِّكَ كيف يُعزلُ صوته= خلف الزجاج العازل الصوّان
أفذاك في عرف المحاكم جائزٌ ؟!= كتمٌ لصوتٍ من أسيرٍ عان
أم أن صوتَ الحق هم يخشونه=و يرونه كالمدفع الرنان
يخشون صوت الحقِّ يدمغُ إفكَهم= و يُذاعُ في الإعلام و الإعلان
حربٌ على الإسلام مهما أعلنوا=للناس أنَّ الحرب للإخوان
و انظر لأقوالٍ بها هذيانُها=تدعو إلى التسفيه و النكران
فالمسلمون الآن خمسٌ ما لهم؟=هل يأكلون بقية الأديان
لابد من حذف النصوص بديننا=إذ فيها ما يدعو إلى العصيان
تدريبهم في الجيش هيكل مسجدٍ= قد صار مقصِدَ رميهم و نشآن
متحدِّثُ الإعلام عن جيش لنا=هو "جاذب الستات" !! .. يا لًهَوَان
هيا إلى وهْم الوعود و هزلها=هي كالسراب لهائمٍ ظمآن
فغداً ترَوْن الخيرَ يمطر عندنا= بعد انتهاء جماعة الإخوان
الشعب منتظرٌ لمن يحنو عليه= و جئتكم بمودةٍ و حنان
و وعوده مثل السَّراب تبخَّرت= بعد الخداع لغافلٍ ولهان
و لربما صار التدنِّي ظاهراً=في كلِّ ناحيةٍ و كلِّ مكان
أخلاقنا و الاقتصاد و أمننا=صارت حديث الثائر الغضبان
هذا التدنِّي و التراجع هل له= صلةٌ بغيبة دعوة الإخوان
هل صح وصفٌ كان يُذكرُ أنهم= في مصرَ هم رمّانة الميزان
وبكل مصلحةٍ و كلِّ إدارةٍ= تجد الفساد يعيثُ كالجرذان
وخذ المثال وزير تموين لهم= قصص الفساد تزيد في الأحزان
لا لن تقارنه بباسم إنه= شتان بين كليهما شتان
وانظر إلى الأسعار كيف توحشَّت=و الناس كم تشقى بها و تعاني
قبل انقلاب البغي ما كنا نرى= ذاك الصراع بتلكم الأضغان
سيناء .. يا سيناء .. يا أرض الحمى=هل ما جرى قد كان في الحسبان
بالأمس كان الكل يسعى دائباً=نحو النماء و سرعة العمران
واليوم في عهد انقلابٍ لا نرى=إلا نعيق البوم و الغربان
قد فرَّغوا منكِ الحدود لَربَّما= بأوامرَ من خارج الأوطان
قد هدَّموا منك البيوت و حرَّقوا= منك الزروعَ بمُثمِرِ الأغصان
كم قتَّلوا .. كم فجَّروا .. كم هجَّروا=فدياركم تخلو من السكان
سيناء قبل الإنقلاب يزورها= منا الألوفُ بكلِّ الاطمئنان
سيناء في حرب العبور تطوَّعَت= للذوْد عن عرضٍ و عن أوطان
ما بالها بالانقلاب تحوَّلت=لمعاركَ بالقتل و النيران
فكَّر قليلاً سوف توقنُ جازماً=مَن يا تُرى هو مجرمٌ أو جاني
و اسأل عن الخير الذي وَعدوا به= إذ مرَ في ظلمٍ لهم سنتان
هذا الجنيه يصير منحدراَ إلى= نصفٍ لقيمته بكل هوان
تفريعةٌ لقناتنا ما غيرت= إيرادها إلا إلى نقصان
و دراسة الجدوى تغيبُ فما لها=عند العساكر من كبير الشان
و الوعد بالربح الذي سيزيد عن= مائةٍ من المليار قد أبكاني
و الوعد بعد الوعد وهما خادعاً= كل الوعود تذوب بالنسيان
وانظر لمؤتمرِ اقتصادٍ واعدٍ= في الشرم في فرحٍ و في احضان
وانظر إلى أرضٍ ستُزرع عندنا= المليون و النصف من الفدان
ما بال وعدٍ بعد وعدٍ ضاعف= الأسعار في حالٍ من الغليان
لا تنسَ وعد طبيبهم و لوائهم= في الجيش في فخرٍ و في إعلان
وصلوا إلى مصلٍ جديدٍ عندهم= لعلاج فيرس سي بكل زمان
و علاجهم سيخ الكباب و كفتةٌ= من لحم أبقارٍ و لحم الضان
و البعض قد يرجوا الشفاء بمصلهم= و البعض قال اللحم للجوعان
لا هذه أو تلك يُرجى خيرها=فوعودهم شيٌ من الهذيان
كم مركز للبحث صار مراقِباً=للأمر في عجبٍ و في استهجان
و البعض ممَّن أيَّدوه تراجعوا=بعد انكشاف حقيقة البهتان
و البعض من أحرار مصر تبينوا=عرفوا حقيقة الانقلاب الجاني
و البعض يقفز من سفينة الانقلاب=أحس قرب الخسف و الطوفان
مرسي الذي قلنا ضعيفٌ لم يكن= يرضى لمصر بذلةٍ و هوان
ما كان يمنع مَن تظاهر ضدَّه= بل كان يعذر ثورة الغضبان
ما كان يشكو شعبه لعدوِّه= و يكرر الإرهاب في هذيان
ما كان ينسى دينه ونبيَّه=إن كان في بلد من البلدان
في هيئة الأمم الكبيرة عندهم= صلى على علم الهدى العدنان
ذكر الصحابة راضياً مترضياً=وسط الجموع هناك في طهران
ما كان يقبل أن يُحرِّض جنده= كي يقتلوا الشعب الأمين الحاني
ما كنتُ أعلم أن رابعةً بها= ذاك الفجور بتلكم الأحزان
قتلٌ و تجريفٌ و حرقٌ دونما= نظرٍ لحرمة ذلك الانسان
هل ذاك في مصر التي في خاطري=تاريخها في القلب و الوجدان
ما كان يَقبل أن يوافقهم على= سدٍ يضر بمصرَ و السودان
ما كان يقبل أن يكون لنيلنا=سدٌ يُعيق تدفق الشريان
ما كان يقبل أن يُروِّع آمناً=في بيته متدثراً بأمان
والبعض قال الآن ما يجري لنا=من سوء حالٍ أو شديد هوان
فلعله بعض العقاب لأننا=في الظلم نسكت دونما نكران
ما كان مرسي فاشلاً لكنهم=قد خططوا للمكر و العصيان
قد حرضوا في مصر أجهزةً لكي= تسعى لتعويقٍ بكل أوان
قد أعلنوا وداً و لكن أضمروا=في السر إجماعاً على الخذلان
لو كان حقاً فاشلاً لتربصوا= تركوه يسقط دونما عدوان
قد جاء منقلبٌ بغير إرادةٍ= للشعب بل قفزاً إلى السلطان
وهو الذي دوماً يقرر وحده= مهما بدا في الأمر من خسران
إذ ذاك إعلان المبادئ شاهد=عن بيع ماء النيل و الفيضان
و كذاك ترسيم الحدود ببحرنا=مع قبرصٍ في السر و الكتمان
و كذا مفاجاة الصنافير التي= بيعت بدون العلم أو تيران
مصرُ التي في خاطري وكياني= خسرت بظلم جماعة الإخوان
يا أهل مصرَ الطيبين تداركوا= ما كان مِن ظلمٍ على الإخوان
فالظلم ليس يخصهم هم وحدهم=هم أولٌ و الشعب بعد الثاني
والظالمون و من رَضُوا عن ظلمهم= في حمل إثم الظلم مشتركان
فاربإ بنفسك أن تكون مشاركاً=في الظلم أو ترضاه للإنسان
وتبرأوا من كل ظلمٍ واقعٍ= إنكارُ قلبك أضعف الإيمان
كم مسَّهم هم و الكرام بصفِّهم= ظلمُ اتهاماتٍ بلا حسبان
قتلٌ .. ملاحقةٌ .. و تعذيبٌ .. فلا= تقفوا بنيتكم بصفِّ الجاني
و تبينوا .. و تثبتوا .. إن جاءكم= إعلامهم بالفسق و البهتان
من زخرف القول الكذوب طلاؤه= ليغرَّ بالأضواء و اللمعان
في شعب مكة مشركون تبرأوا= ممن يحاصر دعوة الإيمان
فكوا الحصار لهم و قالوا لا نرى=مِن قومنا المظلوم بالحرمان
تلك النصيحة إنها ليست لهم= من أجل الاستعطاف و الإحسان
لكنها للساكتين أو ارتضَوْا= من بينهم ظلماً على إنسان
للظلم عاقبةٌ لمن يرضى به= فيها أليم الخزي والخسران
أَوَتعلمون مَن الأشدُّ عداوةً=للمسلمين و دعوة ةالإخوان
فهم اليهود فلا تكن في صفِّهم= بعداء أهل الصدق و الإيمان
يا أيها الكتاب منكم حاذقٌ= بالشعر أو بالنثر فيه معاني
هذا خبيرٌ أو كبيرٌ أو له= ذاك العمود بتلكم الأركان
إن فاتك الإنصاف هل يجزيك ما= سطَّرتَ من خلطٍ من التبيان
حتى و إن لَمَسَ انتقادُك جانباً=من عيب هذا الانقلاب الجاني
حتى و لو أحسنتَ في عرضٍ لما=أوردتَ من فرعٍ و من عنوان
إن لم تقف في وجه ظلمٍ فادحٍ= و يقول مظلومٌ لقد واساني
فاكتب من الكلمات حشواً زائلاً=و لْترعَ في ترفٍ مع الهملان
يا جيشنا .. ( أين العدو ) رسالةٌ= لا بدَّ من وعْيٍ لها و بيان
ليس العدوَّ جماعةً من شعبنا=نادت بشرع الواحد الديان
ليس العدوَّ شبابُ مصرَ مطالباً= بإرادةٍ للشعب في الميدان
ليس العدوَّ الطفلُ يرفع شارةً=ليقول رابعةٌ لها تحناني
أمِّي هناك .. رصاصةٌ في قلبها=جاءت إليها من سطوح مبان
ليس العدوَّ الأهلُ في سيناء قد= غضبوا لتجريفٍ و قتلٍ جاني
ليس العدوَّ مرابطٌ في غزةَ= ليردَّ هجمة مفترٍ و جبان
آباؤكم من قبل قد عبروا بنا=خط القنال الحرّ في رمضان
في يوم أن كان اليهودُ عدُوَّنا=و الشعب و الأوطان في الوجدانِ
ياربنا عجِّل بكشف الغمَّة=و ائذن بحقِّ ينجلي ببيان
و افضح فجور من افترَوْا و تجبَّروا=عملاءِ صهيون و أمريكان
اظهر حقيقتهم على ملإٍ لكي= تُجلى الأمورُ لمن له عينان
رُدَّ الحقوق لأهلها من بعد ما= سَرَقَ اللصوص نفائسَ البنيان
ليعيش فينا الكل ينعم هانئاً= ما بين مسلمنا ما بين نصراني
يا ربّ و اجعل جيشَ مصرَ مُدافعاً= عن ديننا بشجاعة الفرسان
و اجعل نكايته على من أنشأوا= ببلادنا بالغصب شرَّ كيان
وفِّقْه يعرف نهجه و طريقه= للذَّودِ عن عرضٍ و عن أوطان
و اجعله درعَ المسلمين مُقاوماً= للظلم و الإفساد و الطغيان
و اجعل رسالته لنصرة شعبنا=من شرَّ صهيون و من عدوان
يا ربنا ولِّ الأمور خيارنا= ندعوك بالحنان بالمنَّان
أعد الوئام لأهل مصرَ بعدما= راجت وقيعةُ خادعٍ فتَّان
و ارفع لواء المسلمين مرفرفاً= بالخير يغمرنا بكل مكان
وسوم: العدد 754