صحيفة ( العهد)
صحيفة ( العهد) :
إخوان سورية
د.عثمان قدري مكانسي
أصدر المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية العدد الأول لصحيفتهم التي أعلنوا قرب صدورها مرات عديدة في شهر كانون الثاني (يناير).. وصدر العدد التجريبي يوم الجمعة /5/ ربيع الثاني /1434 للهجرة ، الموافق /15/ شباط / 2013 للميلاد في ثماني صفحات . وأعلن مكتبهم الإعلامي أنها ستصدر كل أسبوعين ، واستهلت الصحيفة صدورها بالرقم ( صفر) وأصدرها المركز الإعلامي للإخوان السوريين ، وصدرت الصحيفة بعنوان ( العهد) رمزاً لعهدهم الوطن والشعب أن تكون الثورة الملهمَ الأولَ والأهمَّ في مسيرة جماعة الإخوان المسلمين السوريين ، والعمل لتوحيد الأطياف كلها تحت راية الحق والعدل والمساواة.
الصفحة الأولى كانت (عناوين ضمت ريبورتاجات ومقالات وبيانات ) وكانت الكلمة المفتاحية في الصحيفة للمراقب العام الأستاذ محمد رياض الشقفة تحدث فيه عن العهد والتزام الإخوان به في سبيل تحقيق الأمل المنشود للشعب السوري العظيم.، وكان بيان الجماعة في الصفحة الأولى دعوة للثائرين الأبطال أنْ يثبُتوا على درب الثورة والجهاد ، ثم كلمة مختصرة عن مجزرة حماة في ذكراها الأليمة الحادية والثلاثين ، وحثٌّ على التفاؤل والعمل الدائب لبناء سورية المستقبل.
وخصت الصفحة الثانية بالحديث عن الذكرى المتجددة لمجزرة حماة عام / 1982/ التي تقشعر لها الأبدان وتتقطع لها القلوب ، مع ذكر حقائق وأرقام عن المجزرة فهناك أربعون ألف شهيد وعشرون ألف مفقود ومئة ألف نازح . لقد قام النظام الدموي بتكريم القَتَلَة وترفيعهم مما يدل على همجية النظام ودمويته الطاغية.
أما الصفحة الثالثة فكان فيها ثلاث مقالات تحت عنوان الصفحة الكبير في زاوية الصفحة الأولى ( بانوراما الأخبار) أما المقال الأول فكان بعنوان " موارد الدولة من نظام الأسد إلى اللانظام " يؤكد الكاتب فيه على أن هدف الثورة الأول إسقاط النظام ولكن هذا الهدف المنشودَ ليس الأخير إنما هو بداية الطريق إلى بناء سورية الحديثة ،فمع ازدياد رقعة المناطق المحررة فإن الأعباء التي يتحملها الثوار تزيد يوماً بعد يوم.وأما المقال الثاني فقد تحدث عن أطفال سورية من خلال أطفال بلدة (دوما ) المدمرة بالقصف والقنص وقطع الكهرباء وشح الوقود وانقطاع الماء وكان عنوان هذا المقال : ( أطفال دوما : موت قبل الحياة ) وأما المقال الثالث فكان عنوانه ( الجيش الحر بين الكرّ والصمود ) يتحدث فيه الكاتب عن دور الجيش الحرِّ بأسلحته الخفيفة أمام ترسانة جيش الأسد وحلفائه المزوّد بكافّة انواع الأسلحة الثقيلة ، لكنّ الثبات والإصرار على تحقيق التحرير والنصر يصنع المعجزات .
وكانت مواضيع الصفحتين الثانية والثالثة سردَ أخبار تفتقر إلى التحليل .
أما الصفحة الرابعة فترويستها( جند وعهد). فيها مقال واحد عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين في سورية بعنوان ( آفاق تاريخية – الحلقة الأولى) يؤرخ مرحلة ( نواة التكوين ) للجماعة في سورية وعلاقتها بالجمعيات الإسلامية في سورية ولبنان ، ونجد لمحة مختصرة عن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها الأول الإمام حسن البنا . وبعنوانين صغيرين في الزاوية السفلى من هذه الصفحة ،وتحت عنوان ( إخوانيات ) نجد شعارهم ( الله غايتنتا ، الرسول قدوتنا ، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا ،الموت في سبيل الله أسمى أمانينا) وعنوان (قراءات إخوانية ) تعرّف بكتاب سيد قطب رحمه الله (معالم في الطريق) ، وكان هذا الكتاب من أهم أسباب الحكم عليه بالإعدام في عهد عبد الناصر.
وتحت عنوان ( مقالات ) في رأس الصفحة الخامسة نجد أربعة منها ، يبدأ الأول بعنوان" مجزرة حماة : محطة استبداد" ولعل الكاتب أراد أن يقول في مقاله هذا : إن هذه المجزرة التي أراد النظام الأسدي بها أن يخرس الشعب فلا يطالب بحريته إلى الأبد كانت شعلة الثورة المباركة التي بدأت نسماتُ ربيعها في درعا الصامدة. ونجد في الشريط المتطاول الأيسر من هذه الصفحة مقالَ " جرائم نظام عائلة الأسد لا تسقط بالتقادم" وفي المقال الثالث يؤكد صاحبه تحت عنوان" المهمّشون يكتبون التاريخ" أن سفر المجد المفتوح الآن يخُطّه المغمورون الذين يموتون في الحواري المُطفأة ،وينبتون بين صخرتين ملطّختين بالدم.أما المقال الرابع في هذه الصفحة فكان تحت عنوان" وقفة مع نفسك في رحلةٍ لاكتشاف الذات" وهو مقال تربوي عقلاني يدعو إلى الاهتمام بالنفس والعمل الإيجابي المتفائل والتخطيط للمستقبل تخطيطاً بصيراً قائماً على الفهم والتجربة.
أما (الإضاءات الدعوية والتربوية ) فهي العنوان الجامع للصفحة السادسة ، وتحت هذا العنوان الجامع نجد ثلاثة من المقالات التربوية أولها " طفل سورية..بعيداً عن الاكتئاب " تدعو الكاتبة فيه فيه إلى التفاؤل والبعد عن التشاؤم والاكتئاب كي يعيش أطفالنا حياة سويّة ، طرحت فيه عشرة عوامل للوقاية من الاكتئاب تستحق المتابعة والتأمل فيها ، ولعلّ المقال يستحق عناية لغوية أفضل.وكان المقال الثاني " امرأة وألف كرامة" معبّراً عن مضمونه وجذّاباً في طرحه إذ تحدث عن دور المرأة المسلمة التي كرّمها الإسلام فانتقلت تحت راية العدل والإنصاف من خندق الضعف إلى خندق التبجيل والرفعة وكان لها في مسيرة الثورة دورٌ أساسيٌّ . أما المقال الثالث بعنوان " الحسبة بثوبها الجديد وتطبيقاتها على واقعنا المعاصر" فإنّ كاتبه ينوّه فيه إلى دور الإنسان في بناء الوطن عن رغبة وتفان ليصل به إلى مستوى لائق ، وكان ما نشر جزءاً من مقال يكتمل في الأعداد القادمة.
ثم جاءت الصفحة السابعة تحت عنوانٍ جامع ( رحلة فكر) حوى ثلاث محطات ، أولاهنّ وصغراهنّ بعنوان " محطة ثورية" اقتبست من مقال للكاتب القطري المشهور : جاسم سلطان، يقرر فيه أن الإيمان بقدرتنا وصلاحيتنا وأحقيتنا في تبوء مركزنا بين الأمم ينبغي أن يكون ثورة على الخطأ وعلى الظلم بآن واحد. وكان المقال الثاني " تحت المجهر بين السلمية والسلاح " يؤكد أن السلمية كانت مرحلة لا بد منها أكسبتنا الشرعية والدعم الشعبي أمام العالم أجمع ، وأن الحركة السلمية لا تنفع مع نظام دموي طاغٍ. أما المقال الثالث فكان عنوانه " الرضا والاختيار الضابط الأساسي في انعقاد الإمامة شرعاً " مع تقدُمة سريعة لطرق اختيار الإمام في عهد الراشدين الأربعة إنّ رضا المسلمين واختيارهم الحر لحاكمهم يجعله حاكماً شرعياً وإلا فهو مغتصب.
وفي الصفحة الأخيرة – الثامنة - نجد أدب الثورة من نثر وشعر وكاريكاتير ، ثم هيئة التحرير ..
يمتاز العدد بحسن الترتيب : مقالات وصُوَراً ، وتناسقِ الألوان ، وجودةِ التبويب ،وتنوّعِ المقالات ، وصنعةِ الإخراج .
ويؤخذ عليه تعدُّدُ المقالات في الشأن الواحد( مجزرة حماة ) وهذا العددُ صحيفة صغيرة الحجم قليلة الصفحات ،إلا أن ذكرى المناسبة قد تفرض نفسها ،
فإذا ما أردنا الحكم الجامع على الصحيفة فإننا نراها بداية موفقة ، تدل على طموح شبابيّ متقدم ومَلَكات مبدعة في عالم الصحافة المقروءة تحتاج إلى صقل وممارسة مستمرة . ولعل الأعداد القادمة ترتفع بالمستوى إلى الهدف المنشود بالعمل النشِط الدؤوب.