يقول باترك سل

كتاب باترك سل عن الأسد عنوانه  ( الأسد : الصراع على الشرق الأوسط ) الطبعة الأولى شركة المطبوعات بيروت (1992) ، وباترك سل صحفي بريطاني مقرب من حافظ الأسد ، ويعيش حالياً في دمشق بعد أن تزوج سورية ، ووزع الكتاب في دمشق بضع سنين ثم جمع من السوق وصودر ومنع توزيعه ، يقول في ص : (167) (( ...ومع اقتراب بوادرالبت في النزاع القائم بين الضباط والقيادة القومية بقي الأسد بعيداً إما بدواعي الحذر ، أو النفور ، ولمثل هذه الأسباب أخذ في ذلك الصيف إجازة من مهماته كآمر للقوة الجوية وذهب إلى لندن لمدة ثلاثة أشهر ، [ انتهت يوم 23 / شباط 1966) أي يوم الحركة التصحيحية الأولى ، واصطحب معه أحد كبار ضباط السلاح الجوي ناجي جميل ، وآمر الشرطة العسكرية ، حسين ملحم ، والطبيب يوسف صايغ ، وكانت تلك حتى كتابة هذه السطور أول وآخر زيارة له إلى بريطانيا[i][i] )، وأقام الرجال الأربعة في شقة بمنطقة ( كنزنغتون ) ، والذي عرف حتى الآن أن اتصال الأسد بالرسميين البريطانيين كانت زيارته لوزير الدولة للشئون الخارجية (جورج طومسون ) في مكتبه بالوزارة ، وقد كان لبريطانيا علاقة بالسلاح الجوي السوري حين زودته بطائرات وتدريبات بين (1953 – 1955) ، إلا أن هذه العلاقة انقطعت بعد تحالف سوريا مع مصر غبد الناصر ، أما السبب الظاهري لرحلة ألأسد إلى بريطانيا فكان لتلقي العلاج لألم في ظهره ورقبته نتج عن هبوط اضطراري عندما كان طيارا متدربا ، إلا أن أوجاع ألاسد وآلامه ربما كانت من نوع المرض الدبلوماسي )) انتهى كلام باترك سل ...

تعليق للباحث الحالي :

يقول باترك سل : ذهب يعالج من آلام في العمود الفقري ([1][1])، مذ صار معه حادث طيران كاد يودي بحياته ، وهذه الكذبة من سل مكشوفة ( وكأن سل غبي بالكذب ) فقد فاتتـه قضايا كشفت لي جوانب أساسية وهامة من حياة حافظ الأسد ... يكذب سل لأن قائد القوى الجوية في سوريا يستطيع استقدام ماشاء من الأطباء والأجهزة ليتعالج بها ، ولايغيب عن عمله ثلاثة شهور لعلاج العمود الفقري ... والحقيقة عندي أنه ذهب ليضع مع أسياده اللمسات الأخيرة على بقية الخطـة ، حيث ستبدأ المرحلة الحرجة ، وهي الصراع مع العلويين ( صلاح جديد ) ، حيث صار يواجه لأول مرة في حياته بعد شباط (1966) ، يواجه في العلن ، وكان قبلها يتفرج على المتصارعين حتى يغلب أحدهم الآخر ، وقبل أن يتبين النصر للجميع ، وبعد أن تلوح بشائره ، كان يقف مع المنتصر .

ففي صراع البعثيين مع الناصريين ، كان حافظ متفرجاً ، والجميع يعمل لمصلحته . وفي صراع البعثيين السنيين بقيادة محمد أمين الحافظ ضد البعثيين العلويين والدروز ، قاد صلاح جديد ذلك الصراع ، وغاب حافظ عن سوريا ثلاثة شهور في معمعة الصراع ، ولم يترك لندن إلا بعد أن حسم الأمر في (23 شباط 1966) ، وحقق صلاح جديد ، و سليم حاطوم ، بمساعدة رفعت الأسد ماكان يحلم به حافظ الأسد ، وأزيح البعثيون السـنة من طريق حافظ أسـد .

أما في صراع حافظ مع صلاح جديد أو قل صراع حافظ مع الطائفة العلوية التي حملته وحملت أباه وجـده ، من الضياع والتشرد إلى القمـة ، فقد لزم أن يكون حافظ في واجهة الصراع للمرة الأولى في حياته ، وهذا تطلب دورة مكثفة لمدة ثلاثة شهور في لندن . 

                

[1][1] ـ باترك سيل ، ص 167 .

[i][i] - آخر وليست أول ، لأنه زار بريطانيا وهو في رتبة ملازم فقط واستقبله وزير الدفاع البريطاني كما يقول الدكتور منير الغضبان في كتابه سوريا في قرن ص (  1/ 382  ) يقول الدكتور غضبان : (( ويحدثنا أحد زملائه عن رحلة سرية لحافظ رافقه بها إلى بريطانيا ، حيث كان  التقرير أن لديه بعض التحليلات الطبية هناك ، فمضى مع مرافقين إلى بريطانيا ، ولكن المذهل في الأمر أنهم وجدوا وزير الدفاع البريطاني ينتظرهم مستقبلاً في المطار ، أما المرافقان فقد مضيا إلى أحد الفنادق في العاصمة لندن ، تروح وتجيء عليهما وجبات الطعام ، وأما حافظ فلا يدرون عنه أين ذهب !!!، حيث أمضى ثلاثة أيام ، دون أن يروه بحجة إجراء التحليللات الطبية ، والمعالجة ، وبعد ثلاثة أيام عاد إليهم ، وتوجهوا عائدين إلى دمشق بوداع وزير الدفاع البريطاني ....ويكاد سيل يلمس هذا الموضوع لمساً مباشراً ثم يخفيه فيقول (( وكان لاغتيال المالكي نتائج حاسمة في تاريخ سوريا الحديث ، إذ وجد حزب البعث نفسه أكبر قوة في القوات المسلحة ، مما خدم بالتالي مستقبل الأسد ، وبعثيين آخرين ، فوقع عليه الاختيار وحده من أجل الترفيع ، كما تقرر أن يعطى تدريباً إضافياً ( سل 89 – 90 ) . وكان المفروض أن يوفد إلى بريطانيا لإكمال التدريب على الطيران ، لولا تبدل العلاقات مع الغرب بعد دخول الاتحاد السوفياتي على الخط العربي بواسطة عبد الناصر ....  ومن المعروف أن حافظ ألأسد أعطي الرتب التالية ( رائد مقدم  عقيد عميد لواء ) في مدة (8/3/1963) وحتى صيف (1966) أي في مدة تقل عن أربع سنوات ، لأنه كان نقيباً في آذار (1963) .... والعرب غافلون ، وكلما حذروا أمين الحافظ منه يقول : أنزل طياراته بهذا المسدس (وهو ..... طبعاً ) .