التمرد الطائفي في مصر

التمرد الطائفي في مصر

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

اسم الكتاب : التمرد الطائفي في مصر – أبعاده وتجلياته

اسم المؤلف : أ . د .حلمي محمد القاعود

الناشر : مكتبة جزيرة الورد – القاهرة

تاريخ النشر: 2011م

عدد الصفحات: 248 .

يعالج هذا الكتاب موضوعا مهما ، ويضع يده على الحقائق المسكوت عنها ، أو التي يتم التعتيم عليها لأسباب شتى .

يقول المؤلف في المقدمة :

" لقد ظلت العلاقات بين عامة الشعب ( مسلمين وغيرهم ) على مدى أربعة عشر قرنا من الزمان تتسم بالهدوء والتلقائية ، ولم يفسدها إلا محاولات المتعصبين الطائفيين الذي جنحوا إلى استغلال الظروف الداخلية أو الخارجية ، وانقلبوا على أهليهم وتمردوا على أشقائهم ، كما جري في أثناء حملة السفاح نابليون على مصر عام 1798م ، وبعد هزيمة 1967م مذ تولى الأنبا الحالي قيادة الكنيسة أواخر عام 1971م .

ويقول :

" كان عبور قناة السويس في حرب رمضان 1393 هـ = 1973 م بداية فزع في الغرب الصليبي الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة ، واعتقاد لديه بأن مصر والعرب بالتالي ؛ يمكن أن يكون لهم دور في واقع المنطقة ،ومستقبل في بناء أمة  ؛ تملك المعرفة والوعي والقوة والتصدي لمخططات الهيمنة والسيطرة الأجنبية ، والقدرة على الوقوف في وجه الغزو النازي اليهودي الذي تمركز في فلسطين ، وانطلق منها يهدد دول الجوار ، ويحتلها ويفرض عليها الذل والعار .." .

" عقب محادثات فك الاشتباك ، أو الكيلو 101 على طريق السويس ، عاد " هنري كيسنجر" ، وزير الخارجية الأميركي ، ومستشار الأمن القومي إلى بلاده ، ليضع خطة تفتيت المنطقة وتمزيقها على أسس عرقية ودينية ومذهبية وطائفية ، بحيث تنشغل الأمة العربية الإسلامية عن قضيتها الأساسية ، وهي تحرير المقدسات الإسلامية في فلسطين ، وإعادة أهلها إلى مواطنهم ، ونزع مخالب الشر والعدوان من الغزاة النازيين اليهود . شمل المخطط معظم البلاد العربية ، ونشرته الصحف الأميركية ، ونقلته في كتابي " الحرب الصليبية العاشرة "  قبل ثلاثين عاما تقريبا ؛ وبدأ التنفيذ  بالفعل في لبنان ، واستمرت الحرب الطائفية خمسة عشر عاما ، ما بين 1975 إلى 1990 م ، وخسر اللبنانيون جميعا ، وفي السودان حارب النصارى مؤيدين باليساريين السودانيين حكومة بلادهم  لأكثر من ثلاثين عاما ، انتهت بدولة الجنوب التي صار لها نشيد وعلم وعاصمة ووزراء وسفارات وجيش يستورد الدبابات  والطائرات والأسلحة الثقيلة . وفي العراق نجح الأكراد بعد وصول الدبابات الأميركية عام 2003  م ، واحتلال بغداد في إنشاء كيان كردستان  ،وله أيضا نشيد وعلم وبرلمان والبشمركة (= الجيش الكردي ) ، وبقية المناطق مرشحة للتمزيق على امتداد الوطن العربي ، ولا أحد بعيد عن مخطط التمزيق والتفتيت مهما ادعي قربه من الولايات المتحدة وصداقتها " .

" ومع ضعف السلطة أمام المتمردين الطائفيين ، واستسلامها للضغوط الخارجية ، فقد استطاع هؤلاء الحصول على مكاسب غير متوقعة ، في مقدمتها حرمان الشعب المصري من التعبير عن إسلامه وعدم تطبيق شريعته، في الوقت الذي ترفض فيه الكنيسة تنفيذ الأحكام القضائية التي تدعي أنها لا تتفق مع ما جاء في الإنجيل !"

نحن المسلمين نؤمن بموسى وعيسى عليهما السلام ، ولا يكتمل إسلامنا بغير هذا الإيمان ، ونتمنى لغير المسلمين أن يعيشوا بيننا مسالمين موادعين ، دون أن يشعروا أننا " غزاة "  ، أو أن اللغة العربية "عار "، أو أن لغتهم الأصلية هي " الهيروغليفية " !

وبالطبع فليس من المسالمة أن تفرض الأقلية إرادتها على الأغلبية ، وليس طبيعيا أن نغير القرآن الكريم ، أو نلغي الإسلام في المناهج التعليمية ،والبرامج الإعلامية لترضى الأقلية ، فهذا تجاوز لا يمكن قبوله ولا الاستسلام له .

إن خروج الطائفة من معتزلها أو " الجيتو " الذي وضعها فيه قادة التمرد ، أمر ضروري ، كي يشاركوا في الحياة العامة ،ويعيشوا حياة  المجتمع بتحولاتها واهتماماتها المختلفة .

لقد تحدثت لجان تقصى الحقائق في ممارسات التمرد الطائفي منذ أوائل السبعينيات في القرن الماضي حتى الآن ، عن عدوانية المتمردين ، واستهتارهم بالقانون ، واستيلائهم على أراضى الدولة ، حتى رأينا مؤخرا استخدام لغة العنف والدم بطريقة منظمة .. مما يعنى ضرورة وقف هذا التمرد ومحاسبة قادته ، حتى يسلم الإسلام والوطن والمواطنون -  مسلمين وغير مسلمين - جميعا .