تأملات في السرد العربي

أحدث إصدارات دار فضاءات للنشر والتوزيع

للدكتور إبراهيم خليل

 صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب "تأملات في السرد العربي" لمؤلفه الناقد الدكتور إبراهيم خليل في 235 صفحة من القطع المتوسط، توزعت في عدد من المحاور التي عالجت جملة من الأعمال السردية لكتّاب من سورية، وفلسطين، والأردن، والسودان، ولبنان.

 يتناولُ هذا كتابُ عددًا من المسائل المتصلة بالسرد العربيِّ عن طريق الدراسة التحليلية النصّيّة للحكاية، والرواية العربيّة، فهو يقفُ لدى بعض الروايات التي صدرتْ في زمَن ٍمُبَكـّر مثل رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس"، ورواية حليم بركات "ستة أيام"، ورواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، ورواية "عرس الزين" للمؤلف ذاته، ورواية "سلطانة " لغالب هلسا. وبعضها صدر قبيْلَ سنواتٍ كرواية "الصعود إلى المئذنة" لأحمد حرب، ورواية "منْ يؤنس السيدة" لمحمود الريماوي، ورواية "رحلة السفرجل" لوليد إخلاصي، ورواية "مدينة الله " لحسن حميد، و "عندما تشيخ الذئاب" لجمال ناجي. وبعضها صدر مرتين، أو أكثر، كرواية الطيّب صالح، ورواية "صهيل المسافات" للكاتبة ليلى الأطرش. وبعض هذه الروايات لكتابٍ ينشرون للمرة الأولى، منهم: يحيى الحباشِنَة، وعماد مدانات، ومحمود الريماويّ، الذي عرفناهُ كاتبَ قصةٍ قصيرةٍ من الدرجة الأولى.

 ولا تقتصرُ في تناولها على جانب ٍمعيّن تتبّعه في جلّ الروايات، ولكنها تعتمِدُ التنوُّع في التناول؛ ففي رواية " الصعود إلى المئذنة" يتمّ التركيز على "الراوي الشاهد"، وفي من يؤنس السيدة يتم التركيز على الراوي المشارك إلى جانب الراوي العليم، وفي تناول "لمدينة الله" يجري التركيز على فانتازيا السرد، والمكان، وفي رواية جمال ناجي جرى التركيزُ على صراع الأمْكنة، واللغيّات، وفي تناول روايةِ "سلطانة " نظر للرواية من زاوية علم النفس، أما رواية "الحديقة السريّة" لمحمد القيسي فقد جرى تناولها من خلال التجنيس، باعتبارها نصّاً حائرًا، مُرْتبكاً، بين الرواية والسيرة. وثمة رواياتٌ تناولها البحثُ من زاوية التركيز على تفاصيل الحياة اليومية، كرواية "حِنْو البير" لعماد مدانات. وأخرى ُنظر إليها منْ حيْثُ التقنية المَشْهديّة كرواية "موسم الهجرة إلى الشمال"، و "رحلة السفرجل" لوليد إخلاصي. أما رواية "عودة الطائر إلى البحر" لحليم بركات، فقد انصبَّ الاهتمام في تناولها على علاقة الرواية بالأسْطورَة، وعلى المدى الذي يسْمح ُبه السَّرْد في استخدام اللغة الشعرية.

 ويجد القارئ في مستهل الكتاب فصليْن، أحدهما يدورُ حول محكيِّ المُتخيَّل وممكنات السرد العربي، وهو تحليلٌ لحكاية "هند وبشر" من قصص الحبِّ عند العرب. وفي هذا التحليل يحاولُ المؤلف الكشف عن ملامح خاصَّة تميَّز بها السردُ العربيُّ الشفويُّ القديم. وأمّا الفصل التالي له "اللغة في السَّرد العربي" فقد تناول فيه تطويع اللغة للتعبير عن مكونات الرواية، وما لوحظ على بعْض الكتاب من استخدام لغةٍ أدبيّة تميلُ إلى التقعُّر مما يفسِد ُالسَّرْد، ويضعفُ الرواية، أو الإفراط في استخدام لغةِ الشِّعْر، وما يغلب عليها من مَجاز يصِلُ حد التعسُّف، مما يُبْعدها عن اللغة السردية التي ينبغي أنْ تتصفَ بالتشخيص، أي: أنْ تكون على أقدار المتكلمين، وأقدار الشخوص، وأنْ تسْهم- إلى جانب العناصر الأخرى - في إذكاء مُخيلة القارئ.