الإخوان المسلمون والمؤامرة على سوريا

الإخوان المسلمون

والمؤامرة على سوريا

تأليف : جابر رزق

عرض : نذير علمدار

  مؤلف الكتاب الأستاذ جابر رزق ، كان في الأربعين من العمر عندما ألّف هذا الكتاب . اعتقل تسع سنوات ما بين /1965 ـ 1973 / موظف في مجلة الإذاعة والتلفزيون ، متزوج وله ولدان شايان متزوجان ، وهو سكرتير مجلة " الدعوة " ، وله اهتمام كبير بقضايا وطننا الإسلامي بصورة عامة ، وقضية سورية بصورة عامة ، وكان ، رحمه الله ، يعيش هذه القضية بقلبه وفكره .

  وقد أصدر الكتاب ليعرف المسلمين والعالم كله ، بحقيقة الحكم الطائفي وما يعانيه الشعب في سورية من قتل وإرهاب ، ومن بطش وتنكيل ، وكيف يتصدى المجاهدون لهذا النظام الدكتاتوري الأرعن ، ليسقطوه ويحرروا الأمة من أغلاله . ومما نلفت الأنظار إليه أن هذا الكتاب صدر في القائمة السوداء في الأرض المحتلة .. فلنلاحظ مدى تعاطف إسرائيل مع هذا  الحكم الطائفي ..

  يقع الكتاب في مئة وخمسين صفحة من القطع المتوسط ، صدر عن " دار الاعتصام " المصرية ، ويشتمل على مقدمة واثني عشر فصلاً ، وسبقت المقدمة صفحتان : الأولى فيها إهداء إلى روح الشهيد مروان حديد رحمه الله تعالى ، وإلى إخوانه شباب سورية المجاهدين ، والصفحة الثانية فيها اعتراف من رجل المخابرات الأمريكية " مايلز كولاند " في كتابه " لعبة الأمم " بدور المخابرات الأمريكية في الإعداد لانقلاب حسني الزعيم والتخطيط له .

  بين المؤلف المؤامرات الرهيبة التي حيكت للقضاء على العالم الإسلامي ، والتي أبرزها إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، والقضاء على الخلافة ، ومسلسل الانقلابات الذي شهدته سورية التي هي هدف حيوي من أهداف المؤامرة الاستعمارية ، هذه الانقلابات التي أدت إلى سيطرة حزب أسد على السلطة .

  ثم يتحدث المؤلف ، ببالغ الحرارة والأسى عن دور الجاسوسية الإسرائيلية في صنع أبطال الخيانات ، التي انكشف طرف من خيطها " بإيلي كوهين " فأعدم وأسدلوا الستار على بقية الخيط لأنه يفضح رجال الحكم في سورية وغيرها . ولم يكن كوهين وحده في الساحة ، فقد كشفت الأيام عن غيره من الجواسيس .. وكان دائماً يسدل الستار على المجرمين الكبار !!

  ثم يعرض المؤلف دور المجرمين الكبار في تسليم الجولان في حرب /1967 / التي كوفئ عليها وزير الدفاع حافظ أسد برئاسة الجمهورية ، ويقدم الحقائق الدامغة من كتاب " سقوط الجولان " لمؤلفه ضابط استخبارات الجولان : مصطفى خليل بريز .

  أما عن تصدي الإخوان المسلمين للمؤامرة ، فيستعرض المؤلف نشأة الإخوان في سورية وجهادهم ضد الاستعمار الفرنسي ، ثم جهادهم في فلسطين ، ويذكر شهادة الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعالى لإخوان سورية إذ قال : " لو كنت في بلاد الشام لغزوت العالم في عشر سنين " .

  وعن مواجهة الإخوان مع الحكم الطائفي يستعرض المؤلف تاريخاً حافلاً بذلك ، بدءاً بأحداث حماة عام 1964 ، ومروراً بحادثة المسجد الأموي في دمشق ، ثم حادثة المقال الإلحادي في مجلة جيش الشعب /1967 / وما أعقبها من اعتقالات ، ثم حوادث الدستور التي عمت القطر السوري كله /1973/ واعتقال العلماء وقادة الإخوان المسلمين ، ثم مظاهرات حمص في احتفالات المولد النبوي الشريف ، ثم قيادة النظام وكبار جلاديه ..

  ثم يقدم نبذة عن الشهيد مروان حديد ، فيعرف بأسرته ودراسته ، وانتظامه في صفوف الإخوان ، ثم قيامه بأعباء الجهاد ضد الحكم الطائفي ، ودخوله السجن مرات عدة ، والحكم عليه بالإعدام .. ثم خروجه من السجن ، وبدئه بإعداد العدة لمواجهة النظام الطائفي ، ثم اعتقاله ، وكيف عذب على أيدي جلاديه أشنع العذاب ، لتفيض روحه طاهرة زكية إلى بارئها لتلتقي بركب الشهداء ، ولتكون منارة على الطريق لمن بعدها من المجاهدين الشرفاء .

  وهكذا يحيط الكاتب بجوانب قضية سورية مشيداً بأبطالها وشهدائها مندداً بطغاتها ، وذلك كله بأسلوب مشرق وروح إسلامية نبيلة .