من تناص النصوص إلى تناص الحضارات

فى دراسة تحليلية معمقة لقصيدة "القبو الزجاجى" للأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم، قدم الأستاذ الدكتور أيمن تعيلب أستاذ الأدب والنقد المقارن بجامعة أولوداغ بتركيا، كتابه الهام:

من تناص النصوص إلى تناص الحضارات

الذى تناول فيه مصطلح "التناص" فى الخطاب النقدى المعاصر وأشكاله وآلياته وأنواعه، وأثر الحضارات فى مسيرة الأدب وانعكاس ملامح هذه الحضارات على النتاج الأدبى.

يذكر أن قصيدة "القبو الزجاجى" للأستاذ الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية، التى اختارها المؤلف كنموذج ينطلق من خلاله لعرض موضوعه، هى عبارة عن رسالة موجهة إلى السلطان محمد الفاتح (فاتح القسطنطينية) وقائد الفتوح الإسلامية فى منطقة البلقان، تستنهض الهمم لبعث ماض عظيم حبست الدنيا أنفاسها انبهارا به وإجلالا له.

يقول الشاعر فى مطلعها:

أيـُّها الفَاتِحُ .. ضيَّعنا مَفَاتِيحَ المدائنْ!

ونَسِينَا البَحْرَ .. والموجَ وتهليلَ السفائنْ!

ونَسِينَا الخيلَ والرمحَ .. وأسْرارَ الكمائنْ

سُورَةُ الفَتْحِ هجرناها .. وبدَّدْنا صَداها

وتراءَتْ فى حَنَايانا أنِينًا وحَنِينًا

كُلُّ أشْجارِ الفُتُوحِ أراها

عَارياتٍ مِنْ رؤاها

من ثمارِ المجْدِ ..

فى أوراقها جفَّتْ دماءٌ

كُنْتَ تَسْقِيهَا شَذَاهَا

أيها الفاتحُ أقبلْ .. أنتَ مازلتِ فَتَاهَا

انزِعْ السَّيْفَ من الغِمْدِ فقد تُهنا وتَاهَا!

كتاب "من تناص النصوص إلى تناص الحضارات" للأستاذ الدكتور أيمن تعيلب أستاذ الأدب والنقد المقارن بجامعة أولوداغ التركية، صدر عن مركز نهر النيل للنشر فى مائتين وأربعين صفحة فى طبعة أنيقة.