لماذا اللغة العربية

اللغة العربية

بين مكر الأعداء وجفاء الأبناء

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

في محاولة جادة لإثارة قضية خطيرة تهمنا نحن أبناء لغة الضاد ..

كتب شيخنا وأستاذنا الدكتور / عدنان النحوى – مؤلفاً بعنوان العربية بين مكر الأعداء وجفاء الأبناء بأسلوبه السلس والسهل الممتنع ووقوفاً بجوار أهل اللغة فقال نحن لا نخاف على مستقبل اللغة العربية ولا على مستقبل الإسلام فالله قد تعهد بحفظ كتابه الكريم رسالة ولغة وإنما نخاف على أنفسنا على المنتسبين إلى الإسلام على أبناء اللغة العربية حين يقف الجميع بين يدى الله سيحاسبون على تقصيرهم فى حماية اللغة العربية ونصرتها وحماية دينهم وفى مقدمة الكتاب ذكر شيخنا برهاناً ودليلاً ساطعاً على حماية اللغة العربية من الضياع فى قوله تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الآية (9) سورة الحجر ، وإن معركة الإسلام ممتدة فى الأرض والزمان لن تتوقف ذلك لأن أعداء الله مصرون على نشر فسادهم وضلالهم ينفقون بسخاء لنشر الفتنة والفساد فى الأرض ولأن الإسلام مصر على نشر الحق والصلاح والدعوة إلى الله ورسوله ما وجده جنود المؤمنين المنقين الصادقين الذين يطلبون الآخرة ويؤثرونها على الدنيا واللغة العربية لسان الإسلام والمسلم لسان الحق فى هذه الحياة الدنيا لسان الدعوة الإسلامية فى الأرض فمعركتها تمثل جزءاً رئيسياً من معركة الإسلام وقال تعالى " وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ " الآية (17) سورة القمر ، مفتاحان يسر الله بهما الكتاب والسنة وهذان المفتاحان هما اللغة العربية والإيمان الصادق مفتاحان لا يغنى أحدهما عن الآخر ومفتاحان متلازمان لو فقد أحدهما ذهب التيسير وإن أساس توعية المسلم اليوم هو أن يدرك أن الله خلقه للوفاء بمهمة عظيمة فى الحياة الدنيا يتميز بها المؤمن عن غيره من خلق الله والمؤمن هو الإنسان الذى يشعر ويؤمن بأنه يحمل رسالة ربانية خلقه الله للوفاء بها ، وفى الباب الأول من المؤلف اللغة العربية فى تاريخها ومسيرتها الربانية وبها لمحة موجزة عن تاريخ اللغة العربية ، واللغة العربية بين ماضيها وحاضرها ، واللغة العربية بين سائر اللغات أما الباب الثانى فاشتمل على اللغة العربية بين الخطر الذى يتهددها وبين مسئولية المسلمين وبين حقيقة الخطر الذى يتهدد الأمة المسلمة حين تضعف اللغة العربية ، واللغة العربية بين الاتجاهات المختلفة فى واقعنا اليوم ، واللغة العربية والدعوة الإسلامية ومسئولية الدعاة المسلمين فى البلاد الناطقة بغير العربية .

وقد أورد عالمنا الدكتور النحوى قصيدة اللغة العربية تنعى حظها من أبنائها للشاعر المصرى الكبير حافظ إبراهيم الذى قال فيها أجمل أبيات العربية :

أنا البحر فى أحشائه الدر كامن          فهل سألوا الغواص عن صدفاتى

إلى معشر الكتاب والجمع حافل         بسطت  رجائي  بعد بسط شكاتى

أما الباب الثالث ففيه اللغة العربية والممارسة العملية لها وكيف ننمى تذوق الطفل للغة العربية وتدريس بعض العلوم بغير العربية واللغة العربية بين التقنية الحديثة والعولمة ، أما الباب الرابع فيبين لنا الكاتب لماذا يحاربون اللغة العربية ويبين لنا أيضاً وجوب التكلم بالفصحى ووجوب دراستها ، واللغة العربية ومسئولية المسلمين ، ويبين لنا الظاهرة الواضحة العجيبة هى أنه مع اشتداد الدعوة القومية العربية وجميع مصطلحاتها مع هذه الدعوة ضُربَت اللغة العربية وضعفت وبلغت أشد درجات الضعف أدعو أن اللغة العربية هى التى تجمعنا وليس الدين فكانت النتيجة أن فقدنا العاملين نسبياً ومرحلياً وذلك لأنه لابد أن ينتصر الإسلام ولابد أن تنتصر اللغة العربية وإنما هى مرحلة ابتلاء وتمحيص على سنن الله الثابتة ، ولكن أورد كاتبنا أنشودة ملأت الأسماع والأبصار على حد قوله هى :

بلاد العُربِ أوطانى         من الشامِ لبغدانِ

وتعددت القوى التى تحارب اللغة العربية من أفراد وجماعات ومؤسسات ودول وحركات فكرية ومذهبية وأسوأ ما فى الأمر أن غلبت العصبية الوطنية الجاهلية بين بعض المسلمين وشدتهم إلى مسارات مختلفة فزادت الفرقة بين المسلمين وزاد تسلل المجرمين فاستبدلت شعوب لغتها الوطنية بالعربية أو استبدلتها بلغات أجنبية واستمر هذا الحال يزداد خطوة خطوة ومرحلة مرحلة حتى صارت بعض اللغات الأجنبية هى الأولى فى هذا القطر أو ذاك .

وفى الخاتمة وضع شاعرنا أطال الله عمره على إحدى درره الشعرية والتى زينت مؤلفه بقصيدة لغتى الجميلة فقال :

مـالى  خلعت ثيابى وانطلقت iiإلى
قـد  كـان لى حلل أزهو ببهجتها
هـذا  الـبيان وقد صاغته معجزة
نـبـع  يفيض على الدنيا فيملؤها
فـعـد إلـى لـغة القرآن iiصافية




سـواى أسـألـه الأثواب iiوالحُللا
عـزاً ويزهو بها من حل وارتحلا
تمضى مع الدهر مجداً ظل متصلاً
ربـا  ويطلق من أحواضه iiالحفلا
تجلو لك الدرب سهلا كان أو iiجبلا