مبادئ أساسيه في العلوم السياسية
عرض كتاب
مبادئ أساسيه في العلوم السياسية
هايل عبد المولى طشطوش
[email protected]
إن الأوضاع والأحوال المتسارعة
والمتغيرة التي تسود الكرة الأرضية في زماننا الحاضر وما صاحب ذلك التغير من تقدم
علمي وتكنولوجي وتطور في وسائل الاتصال والمواصلات ونشوء مفهوم العولمه وذوبان
الحدود وتحول العالم إلى قرية صغيرة تجعل أخبار الشرق تصل بثوان معدودة إلى أقصى
الغرب كل ذلك وغيره فرض علينا أن نكون مثقفين سياسيا شئنا أم أبينا ذلك لأن الإنسان
هو محور كل ذلك التغيير والتطور وهو السبب والأساس فيه لذلك فإنه لا يستطيع التخلي
أو التنازل أو التملص من دوره في كل ما يجري من إحداث فوق هذه البسيطة.
أن تحول العالم إلى قرية صغيرة جعل
الأحداث السياسية التي تدور بين جنبات هذا العالم هي الخبر الأول والأساس في كل
جوانب حياتنا لأنها تؤثر بشكل مباشر في حياة عامة الناس فتفرض عليهم مفاهيم الحياة
الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها فالسياسة في هذا الزمان هي المحرك الرئيسي
لكل مقومات الحياة فهي تدخل في تربية الفرد والأسرة والجماعة تبدأ مع الإنسان منذ
ولادته وطفولته ونعومة أظفاره فترافقه في صباه الأول ثم في مرحلة شبابه ثم في
رجولته فتضفي بظلالها عليه عند بلوغه مرحلة النضج الكامل والتقدير السليم لكل
معطيات الحياة.
ذلك أن السياسة وأحداثها المتغيرة في
زمن العولمه والتكنولوجيا وثورة الاتصالات وتبادل المعلومات عبر شبكات الإنترنت
والأقمار الصناعية جعل الثقافة فيها ومعرفتها مطلباً أساسياً فنجد الجميع يتحدثون
بالسياسة ويحللون الأخبار والأوضاع العالمية ويدرسون أحوال البلاد والعباد من خلال
الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية عبر الفضائيات والأقمار الصناعية
فأصبحت شغلهم الشاغل وحديث مجالسهم اليومية.
ولكن لا بد لمن أراد أن يتحدث في موضوع
معين أو أن يتبنى عملية التحليل لحدث ما، أو أمر معين أن يستند في كلامه وتحليله
إلى أسس ومبادئ وقواعد حتى لا يجانب الصواب أو يجافي الحقيقة وحتى يكون موضوعياً
بطروحاته أو أفكاره وليس عشوائياً أو متخبطاً لذلك أردت ومن خلال هذا الكتاب
المتواضع أن أضع بعضاً من المبادئ الأساسية في العلوم السياسية بشكل بسيط وطرح
موضوعي لتكون في متناول جميع الناس على اختلاف مستوياتهم
،
المدرس
،والطالب
في المدرسة أو الجامعة والمواطن المثقف والمواطن القارئ وربة البيت والعامل في
مصنعه واختلاف شرائح المجتمع الذي اختفت فيه الأمية وأصبحت في سجلات التاريخ فأصبح
الجميع يقرأ ويطالع ويرغب بالمزيد من المعلومات.
حيث وضع هذا الكتاب بأسلوبه البسيط
ليكون في متناول الجميع لكي لا يحللوا الأخبار والأوضاع السائدة في العالم دون
الاستناد إلى أساس علمي وأكاديمي فالتحليل والتمنطق بالكلام بدون أساس كمن يبني
بيتا بدون قواعد فالأساس الأكاديمي هو محور رئيسي للانطلاق نحو التحليل والتنبؤ
والمتابعة للأمور.
فهو يحتوي على موضوعات تهم قارئ
السياسة كما تهم غيره من أفراد المجتمع فهو يحتوي على ثلاثة أجزاء كل جزء مقسم إلى
العديد من الفصول فقد جاء الجزء الأول محتوياً على تعريف لعلم السياسة وما هو
المقصود بهذه الكلمة وبيان للتطورات التي مر بها علم السياسة ثم معرفة مدى ارتباط
علم السياسة بغيره من العلوم ثم في فصل آخر حديث عن الفكر السياسي وقد أخذت فيه
نموذجين هما: الفكر السياسي اليوناني والفكر السياسي الإسلامي بشيء من التفصيل مع
تعريف للاشتراكية والرأسمالية، وفي فصل آخر دراسة لموضوع الدول والحكومات مفاهيم
وأنواع.
أما الجزء الثاني من الكتاب فهو يتحدث
عن العلاقات الدولية مروراً ببعض القضايا الدولية كقضية الإرهاب وقضايا الحرب
والسلم والأمن القومي وحقوق الإنسان والعولمة والتعريف ببعض المنظمات الدولية التي
كان لها أثر كبير في العلاقات الدولية كهيئة الأمم المتحدة ودورها في حفظ الأمن
والسلم الدوليين.
أما الجزء الثالث فهو خاص بالنظم
الدبلوماسية والقنصلية وبيان لبعض المعاهدات الدولية الخاصة بتنظيم العمل
الدبلوماسي والقنصلي، بالإضافة إلى جزء رابع خاص بالملاحق.
كل ذلك تم وضعه بطريقة بسيطة وواضحة
قاصدا منه أن يكون كمدخل وأساس متواضع لمن أراد أن يتعرف أو يدخل إلى دراسة العلوم
السياسية
–
وخصوصا طلبه العلوم السياسية في المرحلة الجامعية الأولى -
التي أصبحت في هذا الزمان من أعظم واشمل واهم واكبر العلوم الاجتماعية التي تدخل في
صلب حياة الإنسان التي لا غنى عنها بالنسبة له.
وأخيراً أود أن أشير إلى أن موضوعات
هذا الكتاب قد تم جمعها واستقائها من مراجع مختلفة لعلماء ومفكرين وأساتذة متخصصين
في علم السياسة والعلوم المرافقة والمصاحبة له فقد جمعتها بلغتي الخاصة بعد تبسيطها
والبعد فيها عن التعمق لتكون سهلة الفهم وتحقق الغرض الذي وضعت لأجله لذلك لا ادعي
أنني جئت بالكثير من الجديد فالفضل في محتويات هذا الكتاب إنما يعود بعد الله إلى
أساتذتنا وعلمائنا ومفكرينا أصحاب هذه المراجع كونهم تعبوا و بذلوا الجهود المضنية
في التحليل والبحث والدراسة والمتابعة والمراجعة حتى وصلوا إلى تأليف هذه الكتب
الأمهات لتكون مراجع يستفاد منها في الدراسة والتعلم فلكل واحد ممن رجعت إلى أبحاثه
وكتبه ومقالاته ومعلوماته واستقيت منها مادة هذا الكتاب كل العرفان والتقدير أينما
كانوا وحيثما حلوا.
هذا
وأود أن أشير إلى أن الكتاب لاقى استحسانا وثناء من كل الأفراد والجهات العلمية
ومراكز النشر التي حصلت عليه لأسلوبه ومنهجيته البعيدة عن التعقيد بالاضافه الى
تنوعه ودقته في انتقاء المواضيع الأكثر حداثة في عالم السياسة والعلاقات الدولية .
ثم في النهاية أقول بأني بشر أصيب
وأخطئ ولا أدعي الكمال والتمام بل لابد من النقص والقصور فإن كان ذلك فهو ليس
مقصودا وإنما جاء لأن العمل الإنساني لابد أن يصيبه النقص والقصور "لأن فوق كل ذي
علم عليم".
والله أسال أن يكون هذا العمل فيه
الفائدة والغاية المرجوة لكل من أراد العلم وابتغى المعرفة.
اسم الكتاب
:مبادئ أساسية في العلوم السياسية.
المؤلف:هايل
عبد المولى طشطوش
الناشر
:دار الكندي للنشر والتوزيع اربد /الأردن.
السنة
:2007.
عدد الصفحات
: 437
صفحه