أدب الحرب عند المتنبي 2

أدب الحرب عند المتنبي

د. حسن الربابعة

[email protected]

4."صور من لباس المحارب ودلالاته"

يُعَدُّ اللَّباسُ الحربيُّ من أدواتِ القتالِ التي يَذِبُّ بها المحاربُ عن جِسْمِهِ ضرباتِ العدوّ، وبعضَ طَعْناتِهِ، ومن أبرزِ مَعْداتِ القتالِ التي وظّفها الشاعرُ  مبتدئاً من لِباسِ الرأسِ إلى الجَسَدِ كُلّه هي: المِغْفَرُ الذي يُلْبَسُ على الرأسِ تَحْتَ البَيضةِ "الخوذة" ويستر العنق(104)، على ما نَفْهَمُهُ من مصطلحات:(105)

والدّروعُ الساترةُ للجِسْمِ بأنواعِها المختلفة ِ،ويستعينُ المحاربُ بِتُرْسٍ يَذُودُ بهِ طعنَ الخَصْمِ، فَكَيفَ وظّفها الشاعرُ؟ وما دلالاتُها؟.

أما المِْغفَرُ فأبرزَه بصورة حركية دموية ثاكلةَ الرأس: مغفرا ولا رأس عليه؛ لَقَدْ انقطعَتْ في الفِتَنِ الداخليةِ:(106)

        تَرَكْنَ هامَ بَنيِ عَوْفًٍ وَثَعْلَبَةٍ   على رُؤوسٍ بِلا ناسٍ مَغافِرُهُ

وأَمّا البَيْضةُ فهي من تجهيزات ِالمعْرَكَةِ التي يَعْرِضُها الجنديُّ مصفوفةً على الدروع، بلباسِ المعركةِ الكامل:(107)

        وأنّ البَيْضَ صُفَّ على دُروعٍ      فَشَوَّقَ من رآهُ إلى القتالِ

وهي بيضاءُ اللونِ على نحو توثيقي لها، في عصره تلمعُ في القتام:(108)

        أحجارُ ناس فَوْق أَرْضٍ من دمٍ    وَنُجُومُ بَيْضٍ في سَمَاءِ قَتَامِ

وأَمّا الدّروعُ الواقيةُ لِلبَدَنِ فصنوفٌ مِنها؛ الدّلاصُ الزُّغْفُ، والجَوْشَنُ، والسَّربالُ، والسابغاتُ، فالدَّلاصُ الزُّغْفُ من عُدَّةِ الفارس؛ على نحو من جاهزيته القتالية:(109)

        فَرَسٌ سابِقٌ وَرُمْحٌ طوِيلٌ   ودِلاصٌ زُغْفٌ وَسَيْفٌ صَقِيلُ

والدُّروعُ السابغاتُ يَلْبِسُها قادةُ الرُّوم لِتَرُدَّ عَنْهَمْ طُعونَ الرَّماحِ وأسنّتها، ولا تُؤْثَّرُ فيها:(110)

        تَرُدُّ عَنْهُ قَنا الفُرسانِ سابِغَـةٌ    صَوْبُ الأسنْةِ في أثنائِها دِيَمُ

        تَخُطُّ فيها العوالي لَيْسَ تَنْفُذُها   كـَأَنَّ كـُلَّ سِنانٍ فَوْقَها قَلَمُ

ومنها السَّربالُ، مَلْبوسُ مَمْدُوحِهِ أبي شُجاعٍ الذي اكتفى بواحدٍ منه، لِثِقتهِ بِنَفْسِهِ في المعركةِ:(111)

        عَلَيْه مِنْهُ سرابيلٌ مُضَاعَفَةٌ    وَقَدْ كَفاهُ من الماذيَّ سِرْبَالُ

وَصُوَرُ الدّرعِ عِنْدَ الشاعرِ تُعَدُّ "خطَّ الدفاعِ الثاني" فيما أفهمه منه؛ ذلك لأنَّ السَّيََف والرُّمْحَ هما "خط الدفاع الأول" عن جِسْمِ ممدوحهِ:(112)

        فَدَعّه لَقىً فإنّك من كِرامٍ      جَواشِنُها الأسنَّةُ والسُّيوفُ

وانتقلَنا مع الشاعرِ إلى مشهدِ درعٍ سابريٍ، قويَّةُ الحَبْكِ، لا نَخْتَرِقُها الأسلحةُ وإنما تخترقُها النظرةُ النَّجلاء:(113)

        مَثَّلْتِ عينَكِ في حُشايَ جِراحَةً    فَتَشابَهـا كلِتاهمـا نَجْلاءُ

        نَفَذتْ علـيَّ السَّابريَّ وَرُبَّما     تَنْدَقُّ فيه الصَّعْدَةُ السَّمْرَاءُ

وفي مَوْقِـفٍ حَرْبِيّ يَعُدًُّ الشَّجَرَ الذي يَسْتَتِرُ الرُّوم به مُعادلا للدّروعِ بجامعِ الحِماية:(114)

        فَلا سَقَى الغَيْثُ ما واراه مِنْ شَجَرٍ   لَوْ زَلَّ عَنْهُ لَواَرَتْ شَخْصَهُ الرَّخَمُ

وانتقلَ إلى تحوّلاتِ الدَّرعِ في دلالاتِها، فَعَدَّ رسائلَ الرُّوم، وهي تطلبُ الصُّلْحَ مِنْ سيفِ الدولة دُروعاً، تقيهم بأسَهُ، وبصورةٍ تجسيميّة ضافية:(115)

        دُروعٌ لِمَلْكِ الرُّوم هذي الرَّسائلُ    يَرُدُّ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَيُشاغِلُ

        هِيَ الزَّرَدُ الضّافي عَليهِ وَلَفْظُها    عَليـكَ ثَنَاءٌ سابغٌ وَفَضائِلُ

وتتبدّى الصورةُ اللونيّةُ لدروع الرُّوم، وهي مُصْطَبِغَةٌ بدمائهم المُعَصْفَرة؛ وقد جَفّتْ عليهم، كألبسةِ النَّسوة مِن تَضرابِ السَّيفِ العربي:(116)

        خنثى، الفحولَ، مِنَ الكُماةِ بِصَبْغَهِ    ما يلبسون مِنَ الحديدِ مُعَصْفَرَا

وأمّا التُّرْسُ "الذي يقي المحاربَ به نَفْسَهُ من سِهـامِ الأعـداءِ ورِماحِهـم"(117)، فَوَرَدَ بمترادفاتٍ منها المِجَنُّ، الذي يبدو ظهره ناتِئا، وَبْطُنهُ لاطِئا صُعودا وحُدوراً، يعادلُ به ظَهْرَ ناقته:(118)

        في مِثْلِ ظَهْرِ المِجَنَّ مُتَّصلٍ     بِمِثلِ بَطْنِ المِجَنَّ قَرْدَدُها

وإذا ضَنَّ مؤرخو العَرَبِ، من معاصري حربِ سيفِ الدولةِ، في عهدِ الشّاعرِ علينا، بأوصافِ هذه الأدواتِ الحربيّة، وألبسة فرسانِها ومحاربِيها، فإنّ المتنبي صَوَّرَها لنا على مشاهدَ مختلفةٍ، أبرزتِ الدراسةُ مشاهدَ منها،وهذا من فضلِ الأدبِ على التاريخ، الذي ضَرَبَ صَفْحا عنها، أولا وَفَضْلاً ثانيا على وصف كريمر لجنود سيف الدولة، بما قالُهُ فيهم: "بأنَّهم كانوا مغاويرَ مُحبّين للحَرْبِ، لا يكترثون؛ يَلبسونَ الجانبّياتِ، ولكنّهم يَضَعونَ على وُجوهِهِمْ مغافرَ من اللونِ المصفّح، سِلاحُهم الرَّماحُ الطَّوالُ، والتّروسُ الكبيرة، التي تُغطّي الجسمَ وأقدامُهم، من خَشَبٍ لَيّن"(119).

5."صور من الخيل ودلالاتها في شعره"

وتوقَّفَ الشَّاعرُ عِنْدَ صُوَرِ الخيل؛ توقَّفا لافتا، فََشْكَّلَتْ محوراً بارزاً في شِعْرِه، ولا غروَ فهي وسيلةٌ رئيسةْ للحربِ في أيامه، وواسطةٌ في كَرِّ الحروب وَفَرِّها، ولهذا نَقَلَنا مَعَهُ إلى مَشَاهدَ عَنِ الخيلِ، وأنواعِها وأَلوانِها وتدريباتِها وقتالِها، ورموزِها، ودلالاتِها، فَأَخَذْنا مِنُها شرائحَ للتمثيل شاهدة.

فها هو يُطْلِعُنا على صَوَرِ الخيلِ، مدربةً، تُصِيخُ بِأَسْمَاعِها إلى نِداءِ الصَّرِيخِ لنجدته:(120)

        وإنْ نَقَعَ الصَّرِيْخُ إلى مَكَانٍ    نَصَبـنَ لَهُ مؤلَّلة دِقاقا

وأرانا صورةَ الجُرْدِ منها، قصيرةَ الشَّعْرِ، مدربةً: تتّبِعُ تعليماتِ القنا التي بين آذانها:(121)

        وَجُرْداً مَدَدْنا بَيْنَ آذانِها القنا     فَبِْتـنَ خِفافاً يِتَّبِعْنَ العواليا

وفي مشهدٍِ آخر؛ نرى صُوْرَةً لخيلِ طويلةِ العُنُق، تَصْلُحُ لمعاقَرَةِ الموتِ، مُتَلّفتا إلى ما يستجادُ من الخيل(122) فيقول:(123)

        أُفَكِّرُ في مُعاقَـرَةِ الَمنايـا     وَقَوْدِ الخيلِ مُشْرِفَةَ الهوادي

والخيلُ نشيطةٌ تجاذِبُ فرسانَها الأعنّة، كَأَنّها أفاعٍ على أعناقها:(124)

        تُجاذِبُ فُرْسَانَ الصَّباحِ أَعِنَّةً   كأنَّ على الأعناقِ منها أفاعيا

واستجادَ صلابةَ الحافرِ، وهو الخبيرُ بالخيلِ في صورةٍ حِسّية؛ ندركُها بصورةٍ لَمْسِيّة؛ ذلك أنَّ علماءَ الفِراسِة، يستدلّونَ بحافِرهِ الصُّلبِ على ما في باطنِه:(125)

ثم عَرَض صورةً بصرية لمسية لحافره، وهو يَنْقُشُ حافياً على صُمِّ الصَّفا صَدْرَ البُزاة: (126)

تَماشى بأيدٍ كُلّما وافتِ الصَّفاَ     نَقَشْنَ بِها صَدْرَ البُزاةِ حَوافِيا

و تكتبُ حيناً بسنابِكها الحرفَ الأول من اسم "علي" على الصّخرِ الجلمدِ إذا ما وقعتْ عليه(127):

أَوَّلَ حَرْفٍ من اسمه كَتَبَتْ   سَناِبكُ الخيلِ في الجلاميد

ومن صورها في ميادين المعركة أنْ تطأ بسنابِكها رؤوسَ العدا المتساقطة، وتشربَ في جَماجمهم:(128)

كَأَنَّ خيولنَا كانت قديمـا    تُسقـَّى في قُحوفِهِم الحليبا

فَمَرّتْ غَيْرَ نافرةٍ عَليِهْم    تَدُوْسُ بنِا الجَماجمَ والتَّريِبا

وهي خيولٌ عزيزةٌ أَلَفِتِ الانتصاراتِ، فاعتادت ألا ّتأكَل، الا من فَوقِ هِام العُدا ، ولا تشربَ الا من غُدرانٍ مشوبةٍ بِدَم:(129)

تَعَوّدَ ألاَّ تْقَضَمَ الحَبَّ خَيْلُـهُ   إذا الهامُ لمُ تَرْفَعْ جُنُوْبَ العلاِئقِ

ولا تَردَ الغُدرانَ إلاّ وماؤُها   من الدَّمِ كالرّيحانِ تَحْتَ الشَّقائِقِ

وفي ميادينِ المعركةِ تبدو عابسةَ الوجهِ، مُمَوَّهَةَ بعرقِها وغبارِ الصحراء، ممنطقةً على أوساطِها لِتَقْمَعَ الفِتَن:(130)

        عوابسَ  حَلَى يابِسُ الماءِ حُزْمَها    فَهُنَّ على أوساطِها كالمَناطِقِ

وَينقلُنا إلى حربِ خيولٍ عربيةٍ بأخرى عربية، تنتصرُ خيولُ سيفِ الدولةِ، على خيولِ القبائلِ الثائرة؛ فتهربُ تُدمي بَعضُ أيديها بَعضا، في صورة دموية حركية:(131)

        يُدْمَّي بَعْضُ أيدي الخيلِ بَعْضاً      ومـا بِعُجـايةِ أثـرُ ارتهاش

وإذا اتسختْ قوائمُها بالوحلِ، فموعدها قريبٌ  من دم الأعداء بصورة معنوية دمـوية:(132)

فَـدانـَتْ مَـرافـِقُهُنَّ الثّرى    علـى ثِقـَةٍ بالـدمِ للغـاسلِ

والفَرَسُ من الفارس، فهي قوية لقوة فرسانها:(133)

        وما تَنْفَعُ الخيلُ الكرامُ ولا القنا    إذا لمْ يَكُنْ فَوْقَ الكرامِ كِرامُ

واعتادت أنْ تقتحمَ المعاركَ فُتُطْعَنَ في نحرِها، لا من خلفها:(134)

        مُحَرَّمَةٌ أكفالُ خيلي على القَنا     محلَّلـَةٌ لِبّاتـُها والقـلائـدُ

والشاعرُ يُعِزُّ خيلَهُ، فيوظِّفُ الكنايةَ عن صفةٍ، لإبرازِ إعزازه، فهو يُنْعِلُ أَفراسَه عَسْجَدا من مالِ سيف الدولة:(135)

        تركتُ السُّرى خَلفي لِمَنْ قلَّ مَالُهُ    وأَنْعَلْتُ أفراسي بنُِعماكَ عَسْجَدا

والشاعر معروفٌ عند الخيل مألوفٌ لها:(136)

        فالخيلُ والليلُ والبيداُء تَعْرِفُنـي     والسَّيْفُ والرُّمْحُ والقِرطاسُ والقَلَمُ

ومن مصطلح التشخيص(137) يشخِّص فرسَه بعد أن رَفُهَ عَيْشُهُ، فَيُخَذِّلَهُ عن اقتحام المعارك: (138)

        يَقولُ بِشِعْبٍ بـَوّانٍ حِصانـي    أَعَـنْ هذا يُسارُ إلى طِعانِ

أبوكـم آدمٌ سـَنّ المعاصـي    وَعَلـّمَكمُ مُفارقةَ الجنِـان

ولكنَّ الشاعر في غير هذا الموقف،لا يعرف النعيمَ المقيمَ، ويمقتُ التوقَّفَ عن إدراكِ المعالي ، وقلّما يَخْلُدُ إلى الفِراش كغيِره:(139)

وملّنيَ الفِراشُ وكانَ جَنبي     يُمَلُّ لقاؤه فـي كُلِّ عـامِ

وما فـي طِبّه أنـّي جوادٌ     أضرَّ بِجِسْمِهِ طُوْلُ الجِمام

تَعَوَّد أنْ يُغبِّر في السَّرايـا    ويدخلَ مـن قِتام في قِتام

واستوقَفَهُ صهيلُ الخيلِ بصورتهِ في حَرَبٍ عَلنيّة، قادها سيفُ الدولةِ في حربِ القبائلِ الثائرةِ، فلم يَحْسِبْ للكتمانِ حِسابا:(140)

        تَصَاهَلُ خَيْلُـهُ متجاوبـاتٍ    وما من عادةِ الخيلِ السِّرارُ

ولو لم تكن الحرب علنية، َلأَسْكَتَ الخيلَ؛ حفاظاً على سرِّية المعركة كما قال الشاعر:(141)

        إذا الخيلُ صاحَتْ صِيِاحَ النُّسو (م)   رِحَزَزْنا  شراسيفَها  بالجِذَمْ

6."صور من فنون الحرب"

وفُنُونُ الحرب محورٌ بارزٌ في شعرهِ، يُشهِدُنا عليها، تتناولها مشجَّرة على النحو الآتي:-

 

(1)

أمّا المطاردةُ فبرزتْ بصورةٍ حَرَكيّة، يطارِدُ سيفُ الدولةِ قوّاتِ الرُّوم فيرمون بأسلحتهم للإعاقة، ولكنَّ سيف الدولة يهزمُهم.(142)

        فرموا بما يَرْمُونَ عنه وأدبروا          يطئون كُـلَّ   حَنّيِةٍ مِرنْانِ

يَغشاهمُ مَطَرُ السَّحابِ مُفَصَّلاً            بمثقَّــفٍ ومُهَنّدِ وَسِنـَانِ

                                (2)

أمّا حِصارُ القلاعِ فأطالَ مُدَّتَهُ حَوْلها فَقَذَفَتْ فيها، واستسلمتْ لسيفِ الدولة بأسلوب تشخيصي نفسي ذليل:(143)

        تَمَلُّ الحُصُونُ الشُّمُّ طُوْلَ نِزالِنا   فَتُلْقِي إلينا أهلَها وتَزْولُ

(3)

وأمّا نَصْبُ الكمائنِ فكان بالخيلِ؛ للإيقاع بالعدو ومفاجأتهِ، وفي وادٍُ يُوقَعُ الخسائرُ فيه:(144)

وَهُنَّ مَعَ الغِزلانِ في الوادِ كُمَّنٌ    وَهُنَّ مع العِقبانِ في النِّيقِ حُوّمُ

                             (4)

وأمّا بناءُ القِلاع والتحصيناتِ، شأنُهُ فِي بناء قَلْعَةِ الحَدَثِ الحمراء، فيرفعُ السُّورَ لِيَصُدَّ الرّيح الهوجاء، وَيُفْزِعَ لِعُلوِّهِ الطير:(145)

فَأَضْحَتْ كَأَنَّ السُّوْرَ مِن فَوْقِ بَدْئِهِ   إلى الأرْض قَدْ شَقَّ الكواكبَ والتُّرْبا

        تَصُدُّ الرِّياحُ الهُوْجُ عنها مَخافـةً   وَتَفـْزَعُ مِنْها الطّيـرُ أَنْ تَلْقُطَ الحَبّا

(5)

أمّا اجتيازُه الأنهر (146)فَبِخَيْلِهِ السابحاتِ مؤنّثا إياها، على أنّها مشخصةٌ عاقلة:(147)

        فَهْنَّ مَعَ السِّيدان في الَبرِّ عُسَّلٌ    وَهُنَّ مَعَ النِّينانِ في الماءِ عُوَّمُ

وقوله:(148)

        تَجَفَّلُ الخَيلُ عَنْ لَبّاتِ خَيْلِهِـم     كَمـا تَجَفَّلُ تَحْتَ الغارةِ النَّعَمُ

(6)

ومن فنونِ القتالِ الالتفاتُ المزدوجُ على الخصمِ بجناحي هُجوم، بجيش سيف الدولة:(149)

        ضَمَمْتَ جَناحيهم على القلب ضَمّةً     تَموتُ الخوافي تَحْتَها والقوادِمُ

(7)

والإحاطةُ بالعدو فَنٌّ من فُنونِ الحربِ التي صورها الشاعرُ، وهي عمليةُ "التطويق" في صورةٍ تَمثيليةٍ، كأَنَّها التقاءُ الهُدْبِ بالهُدْبِ، وينتصر على الدُّمسْتُق في حَركتِهِ العسكرّيةٍ هذه(150):

مَضَى بَعْدَما التفّ الرّماحانِ ساعةً    كَمَا يَتَلَّقى الهُدْبُ في الرَّقْدَةِ الهُدْبا

 (8)

ومن فنون القتال "التستر"عن الرّمايةِ بالشجر(151):

فلا سقى الغيثُ ما واراه مِنْ شَجَر    لو زالَ عَنْه لَوَارتْ شَخْصَهُ الرَّخَمُ

(9)

والتمويهُ فن من الحرب، يتموَّه الفارسُ والفَرَسُ معا، فيبدوان فـي هيئةٍ واحـدة:(152)

لَها في الوغى زِيُّ الفوارسِ فَوْقَها     فَكُلُّ حِصانٍ دارعٌ مُتَلَثِّمُ

(10)

ومن فنونِ الحربِ توظيفُهُ الحربَ النفسيةَ بصورةٍ لافتة، ومصطَلَحُها اليومَ "مجموعةٌ أعمالٍ تَستهِدفُ التأثيرَ على أفرادِ العدوِّ، بما فيهم القادةُ والأفرادُ غيرُ السياسيين، وتخلُقُ تصوّرا ما لدى العدوّ،أو نفيَ تصوراتِ ما عنده، عن طريق الدّعايةِ أو عملياتٍ عسكريةٍ استعراضيةٍ والتنسيقِ بين العملِ العسكريِ والدبلوماسي لِخَلْقِ تصوراتٍ معينّةٍ لأحداثِ الفوضى والبلبلةِ عند العدوّ "(153)، فها هو ينقضُ مزاعمَ القبائلِ الثائرةِ على سيفِ الدولة، فَيَعُدُّ خَروجَها عليه، إسخاطا لله عزَّ وجلَّ، فلنتركْهُ يتساءلُ بحربهِ النفسية وبأسلوب دعائي، برأي من انقادت إليه قبيلةُ عقيل؟ ألِلْمَوْتِ والهلاك؟(154)؛ وذلك لأنَّها قبائلُ وإنْ كانت قويةً، فإنها ضعيفةٌ أمامَ سيفِ الدولة، الذي لاشَكّ فيه سيهزِمُها، فتشمتُ بها القبائلُ الأخرى؛ ذلك لأَنَّ سيفَ الدولةِ هَزَمَ قبائلَ أقوى منها، وهو أسلوبٌ يَجْمَعُ بين إضعافِ عزيمِة الخصم، ورفعِ معنويةِ ممدوحِهِ، مستنداً إلى سِجلِّهِ الحربي؛ فقد أَذَلَّ فيما مضى قبائلَ عزيزةً، فما بالك بهذه القبيلةِ المتمرّدة.(155)

وَسَوْقَ عَليٍّ مِنْ مَعَدٍّ وَغَيِْرِها     قبائـلَ لا تُعطي القُِفيَّ لِسَائِقِ

ثم يُحاوِلُ أنْ يُزِعْزِعَ ثِقةَ القبائلِ الثائرةِ بقائِدها، فَيَشُنُّ حربَهُ النفسيّةَ على واسطة نقلهِ "الناقةِ" التي لا تصلحُ للحربِ أصْلا، كما يَشُّنُها على فكرتِهِ الباطلِة في ادّعائِه حَقَّ الإمامِة، وبصورةٍ ساخرة:(156)

وَجَيْشَ إمَـامٍ علـى ناقـةٍ      صحيحِ الإمامِة في الباطلَ

ثُمّ يُوسِّعُ حربَهُ النفسيّةَ، على الثوراتِ الداخليِة، فَيَخْلُقُ تصوراتٍ خطيرةً على أمنِ الدولةِ الإسلامية، تشغلُ سيفَ الدولةِ عن حروبهِ مع الرُّوم،ِ لِرَدْعِ خَطَِرهِم ودَرْئِه، وهو توجُّهٌ وطنيٌّ كما ترى، لِكنَّهُ يَُغلِّفُهُ بحربٍ نفسيةٍ يحاولُ أن يُثبِّط من معنوياتِ المقاتلين، ضِدَّ سيفِ الدولةِ أولا ويرفعَ ثانيا من معنوياتِ سيفِ الدولةِ وجيشِهِ من خلال عَرْضِ مشاهدَ، من سِجلِّه الحربيِّ المشرِّف، الذي أذلَّ العدوَّ على قُوّتِه، بقوةٍ تحويلية؛ تَرَكَ الرُّوم ذليلةً، فتنهضُ صورةٌ متخفيةٌ من بيِن السطورِ، تُشْعِر المتلقي أنَّ حَرْبَ القبائلِ فاشلةٌ يكادُ يُحْكَمُ عليها من الآن:(157)

        ولا شَغَلوا صُـمّ القّنـا بُِقلوبِهـِمْ    عن الرّكز لكن عن قلوبِ الدماسِقِ

        ألم يحذروا مَسْخَ الذي يَمْسَخُ الِعُدا    وَيَجْعـَلُ أيدي الأُسِْد أيدي الخَرانِقِ

وفي مشهدٍ نفسي آخر، يَعْرِضُ مَشْهدا دمويَّا نفسياً، لقبائلَ ثائرةٍ من قبلُ، وهم متساقطو الرؤوسِ تَتَعثَّرُ أَرْجُلُهم بها في موقفٍ مُروِّع، وقد عَرَضَ المشهدُ صُوَراً تتثاغى فيه شيِاههم، وتتراغى معها إبِلُهم، بعد أن افتقدتْ أهلها، بصورةٍ صوتيةَ مِعواء:(158)

        مَضَوا متسابقي الأعْضَاءِ فيه    لأَرْءوسِهم بِأَرْجُلِهِمْ عِثارُ

        يُبَكِّي خَلْفَهُـمْ دَثـْرٌ بُكـاهُ      رُغـاءٌ أوْ ثُؤاجٌ أو يُعارُ

ثم يُذكرّهم بمشهدٍ آخر، يقطرُ أسى، يَعزفُ لهم أنّةَ حُزْنَ على مصير السبايا العربيات منهم –وهو الشَّرفُ التليدُ الذي يهتمُّ به العربي منذ كان وحتى الآن- وقد أرْدِفْنَ سبايا راكباتِ، بعد أنْ دِيْسَتْ أطفالٌ صغارٌ تحت سَنابكِ خيلِ ممدوحه سيف الدولة:(159)

        وَأرْهِقَتِ العذارى مُرْدفَاتٍ    وَأوْطِئَتِ الأَصَيْبِيَةُ الصِّغارُ

ولكنه، وهو يثيرُ هذا الشَّجى النفسيَّ، يَعْلَمُ أنّه يثيرُ حفيظةَ العربي ليثأرَ، أو رُبّما لِيَنْقُمَ على من كانَ سبباً فيهِ، لكنَّه لدرايتِه بالنَّفْس المتلقيّة، وحسنِ خبرته بها، يَعْرِضُ مشهداً نبيلاً لسيِف الدولة، فهو بدلا من قَتْلِهِ الأسرى وهَتْكِهِ أعراضَ السبايا، يَفكُّ أَسْرَهم، ويعفو عنهم، ويعيدُ السبايا العربياتِ، معززاتٍ دون مَساسِ بِهِنَّ، ولا ريبَ في أنّ هذا الموقفَ الإنساني، يَسْتَلُّ سَخيمةَ النفوسِ الثائرة، فيغيِّرُ من رأيِها في سيفِ الدولة، ويرفعُ من شأنِ ممدوحِهِ، ويحاولُ توحيدَ الكلمِة ورصَّ الصفوفِ العربيةِ، وينبذُ تَفَرَّقَها، وبالتالي يدعوها إلى تدبّرِ أمِرها مَليّا، قبل أنْ تُفَكِّرَ في أمِر الخروج عليه، ولعلّها تصلحُ أسلوباً ناجحاً من الأساليب المعاصرةِ في الحرب النفسية(160):

        فَعُدْنَ كَما أُخِذْنَ مُكرَّماتٍ   عَلَيْهِنَّ القَلائـدُ والمَلاَبُ

وُيذكِّرُّهمُ بمشهدٍ نبيلٍ آخر؛ لسيفِ الدولة الذي يرفعُ السيفَ عن أعناقهم لِما للنّسب المشترك، وحقّ الجوار عليه من حقّ:(161)

        لَهُمْ حَقٌّ بِشْرِكِكَ في نِزارٍ   وأدنى الشِّرْكِ في أَصْلٍ جِوارُ

وفي موقفٍ نفسي آخر؛ يشحذُ هِمّةَ سيفِ الدولة، لِئلا ينخذلَ عن هدفهِ السامي، في قراعِ الرُّوم على كثرةِ ما يرى من تعاونِ المسلمينَ مع المشركينَ الرُّوم، إمّا لِعَجْزِهم أو لِجُبْنِهم، فيوظّف (أل) التعريف من طاقةِ اللغة، لَِيكْشِفَ صورةَ الحشدِ المتعاونِ ضِدَّهُ، فيعرِّفُ المسلمين، يتعاونون مع "المشركين" ولو نَكَّرَ المسلمين- وهو قادر على ذلك والوزن لا ينكسر، وهو في خدمته، على "البحر المتقارب" لما أعطت دلالةً مكثفةً على نوع التحدّي المشتركِ الذي يواجُهه ممدوحُه المتمّيزُ على مقارعة الخصوم المسلمين والمشركين معا، ومع ذلك يقارعُهم وهو في أحْلَِك الشدائِد، لأنَّهُ واثقٌ بنصر الله تعالى، ركيزتهِ الأولى التي عليها يعتمدُ، أمّا غيرُه من المسلمينَ فأبرَزَهم جبناءَ، عُجُزَّا، كأنهم دانوا بدين النّصرانية فيقول:(162)

        أرى المُسلمِين مع المُشركين    إمـا لِعَجْزٍ وإمـَّا رَهَبْ

        وأنتَ مَـعَ اللهِ فـي جانبٍ      قليلُ الرُّقاد كثيـرُ التّعب

        كَأَنَّـكَ وَحْـدَكَ وَحـَّدْتَـهُ      ودانَ البريّةُ بابـنٍ وأبْ

ولعلَّ الصورةَ الموسيقية التي في البيت الأول تعادل "التدوير" الممتدَّ بين الشطرين تعاونَ المسلمين مع المشركين التي أفرزتها أل "المسلمين" تعاونا عاما ممتدا غير محدَّد.

أمّا حربُهُ النفسية على الرُّوم فأشَُّ وأقوى، فها هو يبرزُهم حشودا مصمَّمة على إبادة المسلمين واجتياحِ قلعةِ الحَدَثِ وهدمِها، ولهم دورُهم الاستخباريُّ في جمع المعلومات الدقيقة عن المسلمين كما أشرتُ إليها من قبل، ومع ذلك يهزمون.

ولَعَلَّ من أبرزِ أدوارِ الشاعرِ في حربهِ النفسية، أن يُوظَّفَ نَفْسَهُ موجَّهاً معنوياً لجيش سيف الدولة في هزيمته وانتصاراته، لردّ اعتبارِ جيشهِ وقائدِه في الأولى، وشحذِ هِمّتِهم لمقارعة الرُّوم المتحشّدين في الثانية.

ففي هزيمةِ سيفِ الدولةُ يهوَّنُ عليه أمرَها حتى لا ينهارَ معنويا، فيذكرَ أَهمَّ أسبابِها، وهي خِيانَتُهم سيفَ الدولة، وتشاغلَ المسلمينَ في الغَنائم، وأَمّا أسرى العرب فَخِسَاسُ القومِ وجبناءُ، لأِنِهَّم اختفَوا بين جُثَثِ القتلى الرُّوم، وخسائرُ المسلمين تنقيةٌ للجيِش من سِفلتِهم وأراذِلهِم، وأَسرُهُمْ جزاؤهم:(163)

        قُلّ للدَمُسْتُقِ إنَّ المسلمينَ لكم    خانوا الأميرَ فجازاهم بما صنعوا

        وَجدتموهم نيِاما فـي دمائِكمُ    كـأنَّ قتـلاكم إياهــمُ فَجَعـوا

لقد أرادَ الله سبُحانَه تصفيةَ الجيشِ من خِساس الجند فَخَلَّصَهُ من أراذلهم:(164)

        وإنّما عَرَّضَ اللهُ الجنودَ لكم    لكي يكونوا بلا فَسْلِ إذا رَجَعوا

فألقى الشاعرُ اللومَ على الجُند، لا على القائدِ سيفِ الدولة، الذي يَدينُهُ معاصِرُه المؤرخُ ابنُ مسكويه، ويعزو سَبَبَ الفشلِ إلى إعجابه برأيه، إذ لم يكن  يقبلُ رأيا ممن أشيرَ بِهِ عليه؛ بتجنُّب الدّربِ التي خَلفْه، ونصحوهُ بالعودةِ إلى طرسوس معهم فأبى، لكي لا يقالَ إنه أصاب برأي غيرِهِ، فانهزم، وتخلّص منهم هو و (300) ثلاثمائِة رجلٍ بعد جَهدٍ وَمَشَقَّة، وهذا سُؤءُ رأي من يجهَّل آراء الناسِ العقلاء(165).

وإذا صحَّ الخبرُ كما يرويِه ابنُ مسكويه كاتبُ ابنِ العميد- وربما كان ذا غايةٍ في دَرْجِ الخبر- فإن المتنبَّي دَأَبَ على الاهتمامِ بالقائد وسِماتِهِ، أمّا اهتمامُهُ بصورةِ الجُند فقليلةٌِ على ما أَشَرْتُ من قبل؛ فَلَهُ عُذُره؛ إذ إنّ القائَد نجا ونجا الشاعرُ معه، وما عليه ألا يشحذَ هِمةَ قائدٍ مُنْهَزِمٍ، دون أن يعاقبَهُ على هَزيمتِهِ وبشعره مرتين، وهو لا يجرؤ أصلا على نَقْدِهِ، وقد صَحِبَهُ في غير معركةٍ من جهة، ولأنَهُ يشحذُ هِمَّتَهُ ليِنتقمّ مِمّن ظَفِرَ به من جهةٍ أخرى، وعليه فأرى أنَّ الشاعرَ حقّقَ من الناحيةِ النفسيةِ هدفيه هذين، فها هو من جهة يُثني على شجاعتهِ، وقد رآه عيانا في أتون المعركة:(166)

        وما حَمِدْتُكَ في هَوْلٍ ثَبَتَّ بِهِ    حتى بَلَوْتُكَ والأبْطالُ تَمْتَصِعُ

ومن جهةِ أخرى ينفخُ فيه روحَ الجِهاد، ليثأرَ من هزيمته، بعد أن بلغَ سيفَ الدولة خبرٌ عن تحشّد الرُّوم بأربعين ألفاً، بعد ثلاثِ سنوات من هزيمته، فتهيَّبَهُمْ جيشُهُ، فَطَلَبَ سيفُ الدولة من شاعِره، أن يُذكيَ رُوحَ الحماسِة فيهم، فلبّى أوامرَه، فنفخَ فيهم روحَ الحميَّة، بصورٍ شتى منها: أنّ جَيْشَ سيفِ الدولةِ قد تحشَدَ بِعُدَّتهِ الكاملِة وأعدَّ للحربِ عُدَّتها وحشا خيل الرُّوم أسنَّة:(167)

        وَخَيْلٍ حَشوناها الأَسنَّةَ بَعْدَما    تَكَدَّسن من هَنَّا وَمِنْ هَنّا

ومنها أنَّ الحربَ كَرٌّ وفَرٌّ، والرُّوم يدركون ذلك تماما، والمسلمونَ أصحابُ روحٍ قتاليةٍ عالية:(168)

        وقد عَلِمَ الرُّوم الشَّقيّونَ أَنْنا   إذا ما تَرَكْنا أرضَهم خَلفْنَا عُدْنا

ومنها أَنّنا "بضمير الجمعِ المتكلم" نرتدي للحرب عُدَّتها، ونتهيَّأ لها سيوفا ورِماحا، فيضفي على حربهِ النفسيةِ طابعا خاصا؛ لاشتراكهِ الشخصيِ معهم في المعركة التي تهيّأ لها:(169)

وإَنّا إذا ما الموتُ صَرَّح في الوغى    لَبِسْنا إلى حاجاتِنا الضَّرْبَ والطَّعْنا

ومنها أنَّ النفسَ الإنسانيةَ، هي صاحبةُ القرارِ في الخوفِ والأمن، فتخافُ إذا تخّيلتِ الخوفَ، أو يُرْبَطُ جأشُها فترى في الحرب أمنا:(170)

        وما الخوفُ إلاّ ما تخوَّفَهُ الفتى       وما الأَمْنُ إلاّ ما رآه الفتى أمْنا

ثم ينقلُهُم بحربِه النفسيِة إلى مشهدٍ حربي، كانَ من سجلَهم الحربي السابق مع الرُّوم، إذْ أحرزوا نصرا، وأهر قوا فيه دمَ الرُّوم، التي بَرَدَتْ في يومِ اللُّقان، وفي صورةٍ لونية لمسيةٍَّ ممتتشجةٍ بحماسةٍ وتصميم، على متابعة القتال، موظفاً التضادّ الذي يجمعُ بين شيئين متطابقين، الباردَ السخْنَ موظفاً ضمير الجمع المتكلِّمَ المنفصلَ، الذي أفهم منه اعتمادَهم على أنفسهم، لا على سِواهم في تحقيق الهدف(171):

        فَقَدْ بَرَدَتْ فَوْقَ اللُّقانِ دِماؤهمْ        وَنَحْنُ أناسٌ نُتْبِعُ الباردَ السُّخْنا

مُوظِّفاً فعلاً مضارعا مستمرّاً متعدّيا يَحْمِلُ معه حربَه النفسيةَ المصمَّمةَ على القتال، مُستنهِضا فيه الهِممَ العسكريَّةَ العالية، يكرَّرُ ضمير المتكلّم منفصلاً ومستتراً (نحن نتبع).

              

(104)   الموسوعة العسكرية: مادة بيضة.

(105)   المرجع نفسه، مادة بيضة، خوذة، مجلدا1، ص284، خوذة، مجلد1، ص240.

(106)   ديوانه، ج2، ص224.

(107)   ديوانه، ج3، ص216،البيض: المخفر من الحديد يكون على الرأس.

(108)   ديوانه، ج4، ص127،البَيْضة: الخوذة، القتام: الغبار.

(109)   ديوانه، ج3، ص274، وفي روايةٍ سابخٌ.

(110)   ديوانه، ج4، ص140، أي عن ابن شميشيق، والصّوب: الأنصاب (وماء كالمطر).

(111)   ديوانه، ج3، ص405، السربال: الثوب، واالماذي: الدّرع اللينة.

(112)   ديوانه، ج3، ص35، يصف جوشناً لأبي العشائر، ودعه لقى: مُلْقياً.

(113)   ديوانه، ج1، ص143، السابريّ: درع محكمة النّسج، الصّعدة: القناة.

(114)   ديوانه، ج4، ص140،الرّخم: طائر جارح كبير،يشبه النّسر خلقةً، وهو خسيس يأكل الجيف.

(115)   ديوانه، ج3، ص232، عند دخول رسول الرُّوم عليه في صغر سنه(343هـ).

(116)   ديوانه، ج2، ص271، أي صيّرهم خناثى، والكُماة: جمع كميّ وهو المتستر بالحديد.

(117)   الموسوعة العسكرية: مادة ترس،ج1، ص266.

(118)  ديوانه، ج2، ص27 ، المِجَنَّ: الترس، والقردَدَ: أرض مرتفعة غليظة؛ أو فيها نجاد ووهاده.

(119)   المحاسني: شعر الحرب، ص265، نقع: ارتفع صوته وَبَعُد، الصريخ: المستغيث، المؤللة: آذان الخيل الدقيقة.

(120)   ديوانه، ج3، ص44..

(121)   ديوانه، ج4، ص421، الجُرْد: خيل قصيرة الشعر، و العوالي: صدور الرّماح.

(122)   ابن قتيبة الدينوري، كتاب المعاني الكبير في أبيات المعاني، كتاب الخيل.

(123)   ديوانه، ج2، ص76،مشرقة الهوادي: طوال الأعناق.

(124)   ديوانه، ج4، ص422، فرسان الصباح: فرسان الغارة، الأعنة: سيور اللجام.

(125)   عبد الله بن محمد الجزي الكلبي: كتاب الخيل مطلع اليمن، تحقيق محمد العربي خطابي، ص54.

(126)   ديوانه، ج4، ص422.

(127)   ديوانه، ج1، ص389، السُنبك: طرف الحافر، الجلاميد: الصخور.

(128)   ديوان المتنبي، ج1، ص265، القحوف: عظم فوق الرأس، والتريب: عظام الصّدر.

(129)   ديوانه، ج3، ص71.

(130)   ديوان المتنبي، ج3، ص65، يابس الماء: العَرَق، والحزم: جمع حزام وهو ما يشدّ به الوسط والمنطقة حزام أيضا، وعابس: حال منصوب، وحلى: من الحلية.

(131)   ديوان المتنبي، ج2، ص318، عجاية: عصبة في اليد فوق الحافر، الارتهاش؛ حَكّ الدابة إحدى يديها بحافر الأخرى.

(132)   ديوان المتنبي، ج3، ص156.

(133)   ديوان المتنبي، ج4، ص110.

(134)   ديوان المتنبي، ج3، ص393.

(135)   ديوان المتنبي، ج2، ص135.

(136)   ديوان المتنبي، ج4، ص85.

(137)   الدكتور عدنان حسين قاسم، الثقافة العربية، طرابلس بحث نشر بعنوان "التصوير والاستيعاب" في الشعر، ص40..

(138)   ديوانه، ج4، ص389.

(139)   ديوانه، ج4، ص276و ص279.

(140)   ديوانه، ج2، 214 ، السّرار: كلمة سرّاً.

(141)   شرح الديوان، حاشية، ج2،214. والشرسوف طرف الضلع المشرف على البطن، والجذم: السوّط.

(142)   ديوانه، ج4، 315، الحنيَّة: القوس، المرنان: يسمع لها رنين، الفصّل: يعني السّيف والرُّمْح، من تفصيل القلادة التي يُجعل فيها بين كل لؤلؤتين خرزة، والمثقف: المقوم يعني الرُّمْح، والمهنّد:السيّف الهندي.

(143)   ديوانه، ج3، ص225، الشُم: المرتفعة.

(144)   ديوانه، ج4، ص72، كمن: جمع، والنيق: أعلى موقع في الجبل، حوّم: جمع حائم، وهو من حومان الطّير

(145)   انظر موقع الحدث في بلدان الخلافة الشرقية، ليسترانج، ص154، ص166، والخريطة رقم 4، والأبيات في ديوانه، ج1، ص192.

(146)   ديوانه، ج4، ص72، والسيدان: الذئاب، جمع سيد، وعُسَّل: سراع، والنينان هي الحيتان، ومنه ذو النون النبي يونس عليه السلام.

(147)   ديوانه، ج4، ص72.

 (148)   ديوانه، ج4، ص136، تجفل: حذفت إحدى التاءين تخفيفاً واللبّان: أعلى الصدر، النعم: المواشي.

(149)   ديوانه، ج3، ص103، الجناحين: ميمنة الجيش وميسرته، والقوادم: ريش ما فوق الخوافي منه.

(150)   ديوانه، ج1، ص189، والرماحان: رماح الفريقين، والهُدْب: أشفار العين.

(151)   ديوانه، ج4، ص140.

(152)   ديوانه، ج4، ص78، وزيّ الخيل: تُلبَسُ تجافيفَ صيانة لها من الطّعان والفوارس.

(153)   الموسوعة العسكرية: الحرب النفسية، مجلد 1/ 767.

(154)   ديوانه، ج3، ص64.

(155)   ديوانه، ج3، ص66، القُفي: جمع قفا، بمعنى لا تنهزم، وعلي: اسم سيف الدولة.

(156)   ديوانه، ج3، ص157، الإمام: الخارجي، وعنده إمام المبطلين.

(157)   ديوانه، ج3، ص71، الصُمّ: الصّلاب، ركز الرّماح: غرزه بالأرض، الخرائق: إناث الأرانب.

(158)   ديوانه، ج2، ص207- 208، الأرجل تسابق الرءوس، الدثر: المال الكثير، الرُّغاء: صوت الإبل، والثؤاج: صوت الغنم، واليعار: صوت المعز.

(159)   ديوانه، ج2، ص209، مردفات: مركبات خلف الرّجال.

(160)   ديوانه، ج1، ص207، الملابُ: ضَرْبٌ من الطيب فارسي مُعَرّب.

(161)   ديوانه، ج2، ص215، الشّرك: مصدر شِركة، نزار: جد العرب.

(162)   ديوانه، ج1، ص232.

(163)   ديوانه، ج2، ص338-339.

(164)   ديوانه، ج2، ص340، الفسْلُ: الرذل الدنيء العاجِزُ.

(165)   ابن مسكوبة: تجارب الأمم، ج2، ص181، وعنه ينقل ابن الأثير: الكامل في التاريخ، مجلد8، أحداث سنة 340، والمحاسني: شعر الحرب، ص282، والشاعر شهد هذه المعركة مع سيف الدولة.

(166)   ديوانه، ج2، ص343، تمتصع: تهرب، والامتصاع لغة والمماصعة: التقاتل و التجالد بالسيوف.

(167)   ديوانه، ج4، ص300،  خيل حشوناها الأسنة: طعن خيل الرُّوم بالأسنة، هَنّا: ههنا وههنا.

(168)   ديوانه، ج4، ص300.

(169)   ديوانه، ج4، ص300.

(170)   ديوانه، ج4، ص302.

(171)   ديوانه، ج4، ص301، والُّلقان: موقع ببلاد الرُّوم (تركيا اليوم).