دراسات في القصة والرواية في بلاد الشام

يحيى بشير حاج يحيى

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

تأليف: محمد الحسناوي

كتاب نقدي صدر في طبعته الأولى عام 1424هـ في (168) صفحة من القطع الكبير عن دار عمار بعمان الأردن.

يقسم إلى فصلين الأول خاص بقراءات في القصة، والآخر بالرواية.

احتوى الفصل الأول على دراسة لست مجموعات قصصية كانت على التوالي:

1- قراءة في مجموعة "المطر المر" لمحمد السيد.

2- قراءة في مجموعة "إيحاءات" لضياء القصبجي.

3- هناك طريقة أخرى "مجموعة" لحيدر قفة.

4- قراءة في مجموعة "عفواً أيها القهر" لحيدر قفة.

5- "آه.. يا وطني" لفاضل السباعي.

6- ست قصص من سورية.

واحتوى الآخر على دراسة لخمس روايات، جاء ترتيبها في الكتاب كالتالي:

1- رواية "بدر الزمان" لفاضل السباعي.

2- رواية "الثعابيني" لعبد الله عيسى السلامة.

3- رواية "الغيمة الباكية" لعبد الله عيسى السلامة.

4- رواية "سر الشارد" لعبد الله عيسى السلامة.

5- رواية "مارد في صدري" لنعماء المجذوب.

الملاحظة الأولى على هذا الكتاب، أنه التزم بمؤلفات مَن كان من بلاد الشام، مع أن له دراسات في القصة لآخرين كالكاتب العراقي د. عماد الدين خليل في رواية (الإعصار والمئذنة) وأنه لم يكرر ما كتبه في كتبه الأخرى، كما في نقده لرواية الأستاذ شريف الراس "طاحون الشياطين" رغم أنه شامي، ولا في ما كتبه عن إبراهيم عاصي، وعبد الله الطنطاوي وغيرهما.

ومن هذه الملاحظات أيضاً أنه خص الكتّاب والروائيين البارزين في ميدان القصة، فلا نجد عملاً لكاتب مبتدئ وكأنه يريد أن يستخلص ميزات الرواية والقصة في بلاد الشام من خلال هؤلاء الذين هم في مرحلة النضج! أما لماذا كانت دراسته لأدب بلاد الشام في كتاب يخصص له مع أن الساحة الأدبية تعج بهذا اللون في أقطار الوطن العربي، فيورد الجواب على شكل سؤال أيضاً: لماذا خص القرآن الكريم بني إسرائيل دون الآخرين، والشعوب والجماعات والديانات بأكبر مساحة في العرض والتحليل القرآنيين؟

وكذلك يجد فيما فعله الأديب علي أحمد باكثير الذي خص مأساة فلسطين والمؤامرة الصهيونية عليها، يجد في ذلك أسوة حسنة في هذا المجال؟!

وإذا كان الكاتب –رحمه الله- قد اكتفى بهاتين الإشارتين فحسب فإنه ترك للقارئ أن يستخلص بنفسه الجامع بين هذه المجموعات والروايات من خلال قراءته لها، أو من خلال دراسة الكاتب لها.

وإذا كان لي أن أضيف، وقد قرأت ودرست أكثر هذه الأعمال، في كتابي "موسوعة القصة الإسلامية المعاصرة" فيأتي الجامع بينها جميعاً هو الإحساس بالقهر الفكري والسياسي والاجتماعي من خلال ما يعانيه الكتّاب أنفسهم ومن خلال ما يرونه متجسداً في أوضاع بلادهم وأشخاص مواطنيهم، ولعل العناوين قد أبرزت شيئاً من هذا: فالمطر المر عند محمد السيد، وعهدنا بالمطر طيباً مباركاً، والاعتذار من القهر في (عفواً أيها القهر) لحيدر قفة، والأصل أن يعتذر ويطلب بالعفو القهر وأهله لا المقهورون.. وفي "آه يا وطني" لفاضل السباعي تتعالى التأوهات وهي ليست تأوهات استجابة لنعيم جميل وقول بديع تطلب المزيد، ولكنها تأوهات قهر وآهات تطالب بالكف والتوقف، وقد تكبر هذه التأوهات، بل هي تكثر في الواقع لتتحول إلى مارد لا يسكن في قمم ولكنه يسكن في الصدر كما عند نعماء المجذوب "مارد في صدري".

ولعلنا أخيراً نشير إلى أن الجغرافية الفكرية والمكانية لأعمال هؤلاء الكتّاب تختلف، فهم داخل الوطن وخارجه ينظرون إلى أوجاعه ومعاناته من زوايا مختلفة ولكنهم جميعاً يحسون بها ومجمعون على محبة هذا الوطن وإنقاذه من ملله.