مجلة سيسرا 2 القادمة من نادي الجوف الأدبي
تساؤلات حول الإبداع الأنثوي و حوارات مع أمجد ناصر و هبـة عصام و وفاء مليح و إبداعات شعرية وقصصية.
ضمن إصدارات النادي الأدبي بالجوف صدر حديثا العدد الثاني من مجلة سيسرا الثقافية حاملا معه العديد من المواد الثقافية والأدبية.. ففي افتتاحية المجلة يشير رئيس نادي الجوف الأدبي الأستاذ إبراهيم الحميد إلى أن ( مجلة ) سيسرا تدخل عددها الثاني ، محملة بالرؤى والطموح ، لتقديم مادة ثقافية تعبر عن المشهد الثقافي المحلي و العربي ، مؤكدة معه هويتها ورؤيتها وجديتها ، خاصة مع تفاعل المحبين والمبدعين الذين أثروها وعززوا مسيرتها الجادة بإبداعاتهم منذ انطلاقتها، وبإثرائهم سيتم إن شاء الله تقليص فترات صدورها لتصبح مجلة فصلية ، إلى جانب الاستعانة بالعديد من الزملاء المهتمين بالشأن الثقافي ، بما ينعكس عليها شكلا ومضمونا في أعدادها القادمة .
وقد نوه الحميد إلى أن الأصدقاء و المحبين يدركون مدى الصعوبات التي تواجه العمل الثقافي بكل أشكاله ، ليقف على أقدامه ويسير قدما إلى أن يصبح فاعلا في المجتمع ، ليس كأي نشاط إنساني ، بل كنشاط لابد منه ، لتصحيح مسيرة مجتمعنا الذي ظل النشاط الثقافي و العمل الإبداعي فيها هامشيا ، و غائبا إلى حد بعيد .
واختتم رئيس أدبي الجوف افتتاحيته بتجدد الدعوة ، لجميع المهتمين ، للمشاركة في المجلة ، لتعزيز انطلاقتها ، وإثرائها ، عبر عناوينها الموضحة.
وقد تضمن العدد خمس حوارات ثرية كان الأول مع الشاعر الأردني أمجد ناصر رئيس القسم الثقافي بجريدة القدس العربي الذي ذكر بأن القصيدة المثالية التي يريدها لم تتحقق له بعد، وأن رحيل محمود درويش المبكر كان خسارة بكل المقاييس. خسارة للسردية الفلسطينية في وقت هي في أشد الحاجة إلى صوت إنساني عميق وقادر على توجيه خطاب ذكي إلى الآخر.
وجاء الحوار الثاني مع الشـاعرة المصـرية هبـة عصــام التي تشق طريقها بخطىً سريعة إلى عالم الشعر ، وتقول بأنه أكثر الفنون التي تستنزف روح مبدعها ، وهو حالة إنسانية خارجة عن المألوف .وهي كثيرا ما تتفاعل مع الحياة والناس بنصف تركيز، وسرعان ما تحن لعالمها الخاص.وتضيف قائلة بأن الشعر هو الجنون بحد ذاته ، وإن المجنون لا يُسأل عما يفعل.
أما
الحوار الثالث فكان مع الكاتبة والقاصة المغربية وفاء مليح التي شبهها البعض
بالكاتبة الفرنسية الشهيرة فرانسواز ساغان، التي اشتهرت بروايتها الأولى والجريئة
"صباح الخير أيها الحزن" .تقول وفاء مليح بأن الكتابة هي مشروع وجود ، وعلى المرأة
الكاتبة لكي تمارس الإبداع أن لا تقمع الأنثى المبدعة بداخلها..ومعنى أني أمتهن
الكتابة أنني أحقق وجودي وأترجمه..فأستجيب لانفلات الذات المبدعة من قبضة الذات
التقليدية.
وجاء الحوار الرابع مع القاص المغربي إسماعيل البويحياوي الذي تميز بكتابة نصوص
قصصية قصيرة جدا جدا ، منها الممتع والساخر والمستفز للقاريء ، وأحيانا يكتبها
راقصة مفتوحة ومربكة. والكتابة – على حد قوله -أن تستل من نفسك بصمة أو قطرة تبقى
بعد الموت. وهو نوع من البقاء والانتصار على الزمن والفناء البيولوجي. يكتب لقارئ
مفترض يتخيله عارفا أو راغبا في المتعة، و المؤانسة ، و المعرفة الإبداعية. عاشقا
للعبة معانقة الحروف، وفك الرموز ، وارتحاق مكنوناتها ،والانغماس في عوالم التخيل
السامية.
أما الحوار الأخير فكان مع الشاعر السوري المقيم في السعودية شاهر الذيب و الذي يرى أن الحراك الثقافي في منطقة الجوف لا يرتقي إلى المستوى الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير في المجتمع، خصوصا إذا اقتصر على إقامة أمسية هنا أو محاضرة هناك، فالثقافة هو ما يطفو على سطح المجتمع، ويظهر مدى تعدديته وغناه الفكري والاجتماعي، وهو حركة مستمرة ، تعكس قدرة المجتمع على التطور والارتقاء بقدر ما تعكسه هموم ومشاعر مثقفيه بضرورة تضافر جهودهم ، بغض النظر عن الانتماءات الفكريّة لكل واحد منهم .
وفي مجال الدراسات والنقد تناولت سعاد العنزي "الاتكاء على الذاكرة الشعبية- شعيب حليفي... " وهو إحدى الشخصيات التي احتفت بالمكان والزمان، بما فيه من أفق روحانية، تسمو بالقارئ عن المادية، وعن الإغراق في الذاتية، عبر دوران حول الهوية الشعبية للبلاد المغربية التي تشكل جزءا من الهوية العربية، فهو الذي يجمع بين النفس الروائي الشاعري، والعمل الأكاديمي، فتتحقق متعة التلقي على أوسع مدى.
كما تناولت د. دعاء صابر قراءة لرواية العمامة والقبعة التي استطاع- من خلالها - الروائي العربي المعروف ( صنع الله إبراهيم ) أن يقدم للمكتبة العربية عملا روائيا جديدا بلغة القرن الثامن عشر، ومفرداتها التي تفاجئ القارئ وتجذبه بهدوء عبر نسيجها الدرامي وفصولها المتصلة بذلك الخيط الزمني الرفيع ، ليصير القارئ جزءا من شخوص تلك الرواية .
أما عبدالله السمطي .. فقد تناول ديوان ( تأخذه من يديه النهارات ) للشاعر إبراهيم الزولي ، الذي يقدم لنا شعرية تسترعي الانتباه إلى ما تكابده الذات الشاعرة في مراقبتها العالم ، وفي تأملها في صفحاتها الجمالية والذاتية لإنتاج حالة من الترجيع الشعري كسعي لاستعادة أزمنتها الجميلة المفقودة.
أما د. وجدان الصايغ التي تبادر إلى ذهنها تساؤل مفاده: ألم يستطع الإبداع الأنثوي أن يخلق له مملكته الخاصة، وملامحه المتفردة ، وجزره وعالمه وأجواءه .. فقد أوردت في هذا المجال رؤى وشهادات لكل من الشاعر اليمني والناقد الأكاديمي الدكتور عبد العزيز المقالح ، والشاعر البحريني علي عبد الله خليفة ، والشاعر السوري سليمان العيسى، والشاعر اليمني والكاتب المسرحي محمد الشرفي ، والشاعر العراقي والناقد الأكاديمي الدكتور علي جعفر العلاق – الأستاذ في جامعة الإمارات ، والشاعر العراقي والناقد الأكاديمي الدكتور عبد الإله الصائغ.
وتقدم هدى الدغفق دراسة شعرية يبدو فيها النسيان والتذكر، كثنائي متناقض تحضر بهما ومن خلالهما الشاعرة السورية سلوى النعيمي في ديوانها (إنا أعطيناك) ، الذي أهدته إلى دمشق ، وتتناولهما برؤيتها التي مع خصوصيتها لها حضورها العارم في مكونات قوية الحجة بالنسبة إلى الشاعرة، حيث بها تلد القصيدة صورها ، وتتوالد في مناخ التناقض ذاك،ثم تتوحد في ذات الشاعرة ..
وفي رحلة البحث عن المعنى يقدم د. عز الدين الوافي قراءة في رواية " الكيميائي" للكاتب العالمي باولو كويلو ،التي تحكي قصة شاب أندلسي اسمه سانتياغو، يتخلى عن عمله كراع، ليسافر بحثا عن حلم رآه مرات متكررة. وتقع أحداث الرواية في إسبانيا والمغرب، حيث يبدأ رحلته عبر الصحراء وأهرام مصر.حيث سيلتقي هناك بشخصيات منهم ملك وتاجر، وبالكيميائي الذي سيرشده إلى الطريق الذي عليه أن يسلكه.
إضافة إلى دراسات في "جماليات الكتابة " للكاتب المغربي هشام بن شاوي، و"الساحرة التي تحقق سعادتها "لهشام الصباحي، و "النص وفكرة موت المؤلف" للأستاذ الدكتور حافظ المغربي ، و "في جوامع الكمد .. القصيدة الجامعة" لسعد الحامدي الثقفي..
كما تضمنت سيسرا 2 مجموعة من المقالات لنورا العلي في "رؤية المتنبي حول الفراق والوداع"، و"الإعلام والثقافة " للدكتورة نجلاء عبدالحليم ، و"قراءة في ديوان العارف" لصالح الحربي ، وهيثم حسين في "عهود وأقنعة وخيانات "قراءة في رواية «رقصة البهلوان الأخيرة» لخيري الذهبي ،و "الطواف في الفراغ" لزياد السالم ، و"مزايا التعليم العتيق " للزبير بن مهداد..
وتقدم سيسرا في عددها الثاني مجموعة من الإبداعات الشعرية لكل من د. يوسف العارف ،وسماح عبدالله ،وعبدالله الزماي ، وعبدالرحيم الخصار ، وحسين مذكور، ومحمد يعقوب ، وفوزية السندي ، وعبدالصمد الحكمي ، وملاك الخالدي ، وإنصاف أبو العلا ، وجاسم محمد عساكر ، وحمدي هاشم حسانين ، و د.عبدالله الرشيد.
كما تقدم مجموعة من الإبداعات القصصية لكل من ابتسام التريسي، والحسن بنمونه، وكوثر القاضي ، وسهام عريشي ، وريا أحمد ، وعماد الورداني ، وعزة الزايد ، وعبدالله السفر ، وصالح العديلي، ومحمد علي قدس ، ودايس الدايس ، ونجاة خيري.
ويتصدر غلاف العدد و أبوابه الرئيسية ، مجموعة من اللوحات التشكيلية لعدد من الفنانين الأتراك المعاصرين ، الذين تم عرض أعمالهم في اسطنبول مؤخرا.
ووجه نادي الجوف الأدبي الدعوة لجميع الأدباء والمبدعين لتزويد المجلة بإبداعاتهم على إيميل المجلة
أو من خلال موقع نادي الجوف الأدبي الجديد :