الفقه الحركي المعاصر-3

الفقه الحركي المعاصر

3

د. خالد أحمد الشنتوت *

[email protected]

www.Dr-khaled.net

هذا هو الموضوع الثالث الذي أقتبسه من كتاب أخي الدكتور موسى إبراهيم الإبراهيم، وعنوانه ( نماذج من التجارب الجهادية ضد الأنظمة الطاغية الاستئصالية ) في ص  (420) ، وسوف أعرض ماقدمه الكاتب حرفياً :

يقول الكاتب (( لقد ابتليت سوريا بزمرة من الحكام العلمانيين العسكريين الذين لم يدخروا جهداً في القضاء على الإسلام  قبل الحركة الإسلامية ، وكان آخر المطاف تسلط العسكر هؤلاء على البلد مما جعل المسلمين في سوريا يعيشون حياة استثنائية لم يعرفوا مثلها حتى في ظل الاحتلال الفرنسي الغاشم ، مما أوصل الأمر أخيراً إلى المجابهة المسلحة في عام (1979) وكان البادئ هو النظام الحاكم ، وكان الشباب المسلم ومن ورائه الشعب في موقف الدفاع عن النفس وعم حرمات الدين وثوابته .

واستمرت المعارك ثلاث سنوات متواصلة حتى لتنتهي بمجزرة حماة الباسلة التي قصفها العسكر بالمدافع والدبابات ـ وسقط فيها خلال يومين أكثر من ثلاثين ألف شهيد ، واستبيحت فيها جميع الحرمات وانتهكت الأعراض على أيدي الجيش الطائفي الذي سلم الجولان لإسرائيل .

واليوم ورغم كل ماحدث تفتح الحركة الإسلامية في سوريا صدرها للحوار مع النظام بما يكفل لها وللشعب السوري المسلم الأبي حقه في الحرية وممارسة الدعوة لهذا الدين . )) انتهى كلام الكاتب .

تعليق الباحث الحالي :

هناك عدة أمور بحاجة إلى توضيح في كلام الكاتب :

1-   استمرت المعركة في حماة ثلاثة أسابيع، معركة من جانب واحد، أي الجيش ممثلاُ بسرايا الدفاع والوحدات الخاصة يقتل الشعب ويتفنن في القتل  مرة يرش المازوت على عدد من النساء والأطفال في أحد الأقبية ويشعل النار فيهم، ومرة يجمع ألف وخمسمائة مواطن جنوب الملعب البلدي، يجمعهم في الســاحة العامة للحي، ويطلق عليهم نيران رشاشاته وبنادقه الآلية،وينهب البيوت والدكاكين وسوق الصاغة، وعندما تراجع كتاب(حماة مأساة العصر) تجد أصنافاً من أساليب القتل الوحشية استخدمت من أجل إبادة أهالي مدينة حماة ...

2-   أؤكد على ماقاله الكاتب ((وكان الشباب المسلم ومن ورائه الشعب في موقف الدفاع عن النفس )) ... ومن متابعة ماكتب عن تلك الفترة اتضح بأدلة قاطعة أن النظام يقصد فتح معركة مع الشباب المسلم ليتخذ ذلك ذريعة لقتل أبناء الحركة الإسلامية، فقد كان يدفعهم دفعاً إلى السلاح كي يبيدهم .

3-   ذكر الكاتب مجزرة حماة الكبرى، وحبذا لو ذكر أيضاً مجزرة جسر الشغور ، ومجزرة هنانو ، ومجزرة أريحا ، ومجزرة كفرنبل ، ومجازر حماة عام (1981) مثل مجزرة باب البلد، ومجزرة نيسان (1980) وغيرها، ومجزرة تدمر (1980) ومجزرة تدمر المستمرة التي راح ضحيتها قرابة عشرين ألف من خيرة أبناء الشعب السوري .

4-   ذكر الكاتب المجابهة المسلحة بين الحركة الإسلامية في السودان ونظام النميري (1970- 1976) ، ثم انتهى الأمر إلى المصالحة والمشاركة في الحكم بعد ذلك ، ومن الجدير ذكره أن جميع الدول العربية متفاهمة مع الحركة الإسلامية فيها ، بحيث تكون الحركة الإسلامية مشاركة في الحكم كالجزائر والكويت وغيرهما، أو في صف المعارضة كمصر والأردن وغيرهما، ماعدا النظام الأسدي حيث مازال يكرر ( أما الإخوان المسلمون فلا ينفع معهم إلا الاستئصال ) قالها الأسد الأب عام (1965) وكررها الأسد الابن عام (2005) ... ولايوجد نظام في العالم يحكم على المواطن بالإعدام بسبب توجهاته الفكرية ، كما هو المرسوم (49) القاضي بإعدام كا من انتسب للإخوان المسلمين في سوريا ....

               

*دكتوراه في التربية