لماذا اللغة العربية ؟!
لماذا اللغة العربية ؟!
|
تأليف: د.عدنان علي رضا النحوي |
لقد أدرك الأعداء أهمية اللغة العربية وخطورة منزلتها في الإسلام وفي فهم كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكان من أهم محاولاتهم إضعاف صلة المسلم بلغته العربية . وإضعاف شعوره بضرورة التمسك بها . وطرح أفكار غريبة مريبة تصرف المسلم عن لغة دينه ورسالته في الحياة . واستمرت هذه المحاولات قروناً واستغرقت جهوداً كثيرة ، ومتابعة متواصلة دون ملل . وكانت هذه المحاولات والأفكار التي تُطرح مرتبطة بسائر المناهج والتخطيط الذي يضعونه لغزوه العالم الإسلامي . وتدمير طاقاته الإيمانية والبشرية وغيرها .
ولقد تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ الذكر الذي أنزله على رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلّم . وهذا يعني أنه تعهد بحفظ دينه وقرآنه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم واللغة العربية التي هي وعاء الذكر كله وبيانه ومادته.
هذا
الكتاب كان عبارة عن مقالة دفعتها إلى بعض الصحف ونُشرت في مجلة الخيرية الكويتية
عام (1418هـ ) ، لأثير بها اهتمام المسلمين ، شبابهم وشيوخهم ، رجالهم ونسائهم ،
باللغة العربية ، بتعلمها وضرورة تعليمها بعد
أن فشا الجهل بها ، وكادت أن تغلب اللغات الأجنبية والعامية عليها لدى ملايين
المسلمين ، وبعد أن انتشر الجهل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تبعاً
لذلك .
ولقد التقيت شباباً مسلمين من أقطار غير عربية ، يهتمّون باللغة العربية ونشرها وتوعية المسلمين بأهميتها . وحين اطلع بعضهم عليها اقترح توسعتها ونشرها في كتيّب عسى أن تتيسّر ترجمتها إلى لغات شعوب إسلامية أخرى .
ولم أجد من الضرورة توسعة البحث ليكون كتاباً واسعاً لا يستفيد منه إلا القليل . بل آثرت أن يكون موجزاً قدر الإمكان ، موفياً بالغاية ، مثيراً للقضية ، يحمل الحجة والبينة بما يكفي لإقناع من هداه الله إلى الإيمان .
وجاءت الموضوعات فيه على النحو التالي :
ـ اللغة العربية بين ماضيها وحاضرها .
ـ منزلة اللغة العربية في الإسلام .
ـ تميّز اللغة العربية من سائر اللغات .
ـ حقيقة الخطر الذي يهدد الأمة المسلمة حين تضعف اللغة العربية فيها .
ـ اللغة العربية ومسؤولية المسلمين .
ـ اللغة العربية ومسؤولية الدعاة المسلمين في البلاد الناطقة بغير العربية .
ـ اللغة العربية بين تاريخها وتاريخ مسيرة الرسالة الربانية .
وعلى أن يكون في هذه الموضوعات ، وما حملت من حجة ودليل من الكتاب والسنة ، ما يثير عزائم المسلمين ، ليُولوا هذه القضيّة غاية اهتمامهم ، سواء أكان ذلك في حياة الفرد المسلم في نفسه وبيته وأهله ، أم حياة الشعوب الإسلامية كلها في جامعاتها ومعاهدها ، وفي مؤسساتها المختلفة ، وفي آدابها وعلومها ، وفي سائر الميادين .