موسوعة القصص التربوي

عرض وتقديم : رابطة أدباء الشام 

مما لا شك فيه أن الفن الروائي استطاع أن يحقق أمرين في العصر الحديث. الأول: أن الجدل الذي ثار طويلاً حول القصة قد حسم لصالحها بعد أن ثبتت أقدامها، والآخر: أنها تفوقت على الأنواع الأدبية الأخرى بعد أن ظهرت الحاجة الماسة إليها!

فقد شهدت السنوات الأخيرة حركة ملحوظة في انتشار القصة بأنواعها. وإذا قيس هذا الانتشار بما طبع من دواوين الشعر يتبين أن هذا الفن أصبح أكثر رواجاً، وأصبح له جمهور كبير يتقبله؟! مع ملاحظة أن القصة بشكلها الفني تعد جديدة عند أغلب النقاد قياساً بالفن الشعري.

وقد اشتملت هذه الموسوعة على كل ما أمكن الوصول إليه من القصص ودراستها دراسة هدفت إلى التعريف بالقصة أو الرواية أو المجموعة أو السلسلة القصصية، وهو تعريف يُعنى بإبراز الفكرة والمضمون، ثم تقويم الشكل الفني بإيجاز غير مخل، وكان الحرص منصباً على طبيعة العمل، لا على شخصية الكاتب؛ لأن مدار العمل -كما تقول المقدمة- تحدد في أمرين: فكري تربوي، فلا تتعارض القصة مع التصور الإسلامي. والآخر: فني، بحيث تستوفي القصة كثيراً من الشروط الفنية لهذا اللون.

ومجمل الأعمال المدروسة إما مستمدة من القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو السيرة النبوية، أو التاريخ القريب أو البعيد أو من التراث. وإما مستمدة من الواقع الفكري والاجتماعي والسياسي، أو من التجارب الإنسانية التي تلتقي مع مفاهيم الإسلام في نقطة ما، ولا تتعارض معها.

ونستطيع القول أن الموسوعة قامت بمسح شامل لمعظم الأعمال القصصية الإسلامية المعاصرة.

وأما الطريقة التي نُفِذَ فيه هذا العمل فقد قام على قرآءة القصة أولاً للتأكد من موافقتها للمنهج المختار، ثم تم تلخيصها في عدد من الصفحات، ثم يُثَنى عليها بتكثيف ما فيها من أفكار وأحداث، واختصار لا يؤثر في فكرتها الأساسية، ثم التنقيح وتوضيح طريقة العرض التي استخدمها الكاتب ومستوى أسلوبه، ومستوى القرآء الذين تناسبهم مستعينة في بعضها بما كتبه الآخرون عنها، وإبراز وجهة نظرهم حيالها.

وقد ضَمت الموسوعة أكثر من 400 عمل قصصي، وعددا من الفهارس الفنية التي تساعد القارئ على الوصول إلى مبتغاه

1- فهرس تراجم المؤلفين.

2- فهرس أسماء القصص ومؤلفيها.

3- فهرس القصص حسب أسماء مؤلفيها وبلدانهم.

4- فهرس دور النشر.

5- فهرس المراجع.

6- فهرس المحتويات.

وقد قدم لهذه الموسوعة الدكتور عبد الحميد أبو سليمان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقول: "نقدم هذه الموسوعة إلى الأسرة خاصةً، والمهتمين بالشأن التربوي والفكري عامة، دليلاً فعالاً إلى أداة مهمة من أدوات الثقافة و التربية وهي القصة، التي إذا أحسن اختيارها كانت وسيلة ناجحة سهلة محببة لتنمية الثقافة وبذر القيم والمفاهيم والسلوكيات الإجتماعية القوية، جنباً إلى جنب مع إرساء البناء النفسي السليم، وتقديم الرؤية الاجتماعية البناءة للشباب".

كما قدم لها الدكتور حيدر عبد الكريم غدير الذي تابع العمل في الموسوعة منذ كانت فكرة إلى أن استوت على سوقها بالقول: "إن السعادة تغمرني وأنا اقدم لهذه الموسوعة الجامعة التي كانت حلماً جميلاً في حياتي، راجياً أن يجد فيها الأساتذة والمربون والآباء والأمهات والدعاة والإعلاميون عوناً لهم في خدمة القرآءة الجادة لدى أبناء الأمة عامة ولدى الشبان والناشئة منهم خاصة، والنية منعقدة بإذن الله على استمرار إصدار هذه الموسوعة من قبل المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وتحديثها وتوسعة دائرتها بين حين وآخر، وعلى ضوء ما تفضل به القراء الكرام من نصائح، وعلى ضوء الجديد الذي تقدمه المطابع باستمرار. ويضيف: وينبغي إزجاء الشكر للشاعر يحيى الحاج يحيى لإخراج هذا العمل وتنفيذ خطته على هذا الوجه المشرف الذي صابر فيه وثابر وأنفق الوقت والجهد بحماسة مشكورة، فتحول هذا الحلم على يديه إلى حقيقة بهيجة نافعة، فجزاه الله خير الجزاء، وأعانه على تحقيق أعمال مماثلة بالتعاون مع المعهد لها خصوصية وتميز بتوفيق الله".

وقد صدرت الموسوعة في حوالي 1000 صفحة من القطع المتوسطة في ثلاث مجلدات كانت

1- للناشئة.

2- لطلاب المرحلة الثانوية وما يعادلها.

3- للشباب.

وقام بإصدار طبعتها الأولى لعام 2009م الدار العالمية للنشر والتوزيع بالقاهرة والمعهد العالمي للفكر اللإسلامي.