الصحراء بالباب

الصحراء بالباب

منيرة سعدة خلخال/ قسنطينة/ الجزائر

[email protected]

لم نذهب إلى الصحراء كما كانت تقتضي وجهتنا، ألفت خطانا التردد، و احتمت بفلول آخر النهار، درب المودة انكفأ و من ذاكرة الهدوء طلع الصبار ، عملاقا ، ماحيا لوثة الرمل المتهافت على أوتار القلب ليسحب الغروب ظله من خيال امرأة جلست لتداعب إمزاد التجريح الأزرق منذ حين ، و راحت تسمو في نشيد الغريب و تتبدد..

كذلك يستأنس بمشيئتنا المكان ، ينداح ، يتعرى و يقسو ..، تنائينا لنلتقي ، ربما ؟ و انحسر الصمت فينا و تحلل، رحيل في إثر رحيل ..في إثره رحيل ..لم نتعلق بحبال الجسور كي نسلم من مقتبل الفرح ، تعللنا بالذي يفصح عن بياضه في بياض البياض ، و انزوينا في هلال الليلة ، رذاذا خائفا يتوشح حيرة خريف مبتئس.

فكيف لأحلامنا -بعد- أن تتورد بالمآل ، بالصفح و بندى الشفاف يهلل لشمس حلولك العجيبة تتكلل بالأوان ، رافلة فيك و إليك تنساب فضة المدن المتعالية؟

 لماذا؟

 الصحراء بالباب؟

 يا لحمق المجيء المتأخر

 يا لهف أمومة المساء

 "غبرة الفهامة" من يرمم هذا الحضور ؟

 من يصلي لتعب يخلد للدعاء

 يستطيب حرث الظلال

 و من هوى الموج ينحت ناي البقاء

 في صباح يذرف أوردة المثول

 يذكي رحيقه دليل الفناء

 و هي -من دونه- الفراشة

 تنهض من حولها الأسوار القديمة

 تبيح حضنها لقهقهة الفصول

 عند باب الحكاية السابع تتفتح

 صفراء، ذميمة، كالوضوح تصير

 مسرحا تجريبيا لمجد الحال المنكوب

 بوجد السؤال الحريق..

 فيم يتعالى عواء الدوار المختوم

 بلازمة الضيق.

 و الماء يجرح أصابعي

 لتتشقق عند "الإبهام"

 بئس ملح الملامة

 يشتعل في شروخ السبت

 " مفتاح لقسنطينة ، مفتاح لقلبي"..

 و هذي الحروف صروحا تذوب

 أماني تجلت ، سفوحا ما ارتوت..

 فيا أيتها الريح المستبدة

 يا نار السلام و البرد

 يا نور الحزن الممتد

 إعصفي بهذي الصحراء المدد

 تغمرني اتساعا و فقدا

 هبي عليها جذور السلام

 و انثريها في سديم البلد

 سلمي للواحة لفح المقام

 و ازرعيني في سبيل الأرض يدا

 تهيء للكلام وكر الرماد

 كلما عادت طيور و هاجر مد