الشهيدان حسن البنا وسيد قطب
الشهيدان حسن البنا وسيد قطب
عرض: يحيى بشير حاج يحيى
عضو رابطة أدباء الشام
تأليف : صلاح شادي
يقول الناشر عن هذا الكتاب : إذا قُدر لشباب أمتنا الإسلامية ألايلتقي بالشهيدين ( حسن البنا وسيد قطب ) فإنهم يستطيعون أن يتعرفوا عليهما من خلال تلك السطور ، التي سيجدون فيها كيف صدقت توقعات الإمام الشهيد في سيد قطب ،دون أن يلتقي به ، وكيف أن الشهيد سيد قطب صدق في خياله حين كتب عن الفتية الذين يلمحهم قادمين ؛ يردون هذا الدين جديدا كما بدأ !
الإمام الشهيد حسن البنا
والقصة هي كما يلي : لما كتب سيد قطب – رحمه الله – كتابه ( العدالة الاجتماعية في الإسلام ) عام 1948 م ، صدّر كتابه بقوله : إلى الفتية الذين ألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديدا كما بدأ ،يقاتلون في سبيل الله فيُقتلون ويَقتلون ، مؤمنين في قرارة أنفسهم أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .... إلى أولئك الفتية الذين لاأشك لحظة أن روح الإسلام القوية ستبعثهم من ماضي الأجيال في يوم قريب ... جد قريب ) ولقد ظن الذين اطلعوا على هذا الكتاب أن المؤلف يقصد بهذه المقدمة شباب الإخوان المسلمين ،في الوقت الذي لم يكن قد عرف شيئا عن الجماعة وشبابها ..... فبادرت الحكومة آنذاك بمصادرة الكتاب وسحبه من الأسواق ؟!
سيد قطب رحمه الله
وكان تعليق الإمام البنا على هذا الكتاب حين قرأه : ( هذه أفكارنا وكان ينبغي أن يكون صاحبها واحدا منا ) وتحققت آمال الشهيد حسن البنا ولكن بعد أن لقي ربه وذلك في 12 فبراير عام 1948 ،حين كان سيد مريضا في أحد المستشفيات الأمريكية إذ لاحظ بهجة وسرورا يغمران مَنْ حوله من الممرضات والمرضى ؛ فظن أن القوم في عيد ؟ّ! غير أنه ذهل حين سألهم عن سبب بهجتهم تلك فكانت إجابتهم : لقد تخلصنا من عدو الغرب الأول في ديار الشرق .... لقد قُتل حسن البنا !!
وقد وجهت هذه الحادثة تفكير سيد قطب لأن يكون عضوا في جماعة الإخوان المسلمين ! وألايكتفي بالكتابة عن الإسلام فقط. وفي الطبعة الثانية لكتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام ، كانت المقدمة تشير غلى تحقق هذا الحلم ، فكتب : إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين فوجدتهم في الحياة قائمين ، يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم مؤمنين بقرارة نفوسهم أن العزة لله ورسوله والمؤمنين , إلى هؤلاء الفتية الذين كانوا في خيالي أمنية وحلما ، فإذاهم حقيقة أعظم منالخيال ،وواقع أكبر من الآمال ، إلى هؤلاء الفتية الذين انبثقوا من ضمير الغيب كما تنبثق الحياة من ضمير العدم وكما ينبثق النور من خلال الظلمات ...إلى هؤلاء الفتية الذين يجاهدون باسم الله ، في سبيل الله ، على بركة الله أهدي هذا الكتاب .....وأما الكتاب الذي نحن بصدده ، وبعد هذه المقدمة التي توضح بداية علاقة سيد – رحمه الله – بالحركة الإسلامية ، فقد قسمه المؤلف إلى قسمين : تحدث في القسم الأ ول عن الإمام حسن البنا ونشأته والظروف التي أحاطت بها ، وعن تأسيسه لجماعة الإخوان ، وعن مشاركة الإخوان في الأحداث على عهد البنا ، وتحقيق المجتمع الإسلامي بصورة عملية ، وعما تعرضت له الجماعة من تضييق . ثم استشهاد الإمام- طيب الله ثراه - وأفرد المؤلف صفحات لرسائله التي عرفت بالجماعة ومنهاجها وتصوراتها في البناء والتغيير ، والأساليب الموصلة للأهداف ،مع تسجيل للتجربة من خلال كتابه ( مذكرات الدعوة والداعية )
وفي القسم الآخر تحدث المؤلف عن نشأة سيد قطب وخصائص طفولته وعن حياته بين التخرج والاستشهاد ،وعن المحاكمة المهزلة ، وعن مؤلفاته المتنوعة مابين القصة والشعر والنقد والفكر الإسلامي .
ومن الموافقات في حياة الشهيدين أن كليهما ولد في عام 1906 م ، وتخرج في دار العلوم ،وقدر له أن يلقى الله شهيدا !
يمتاز هذا الكتاب بتكثيف المعلومات عن حياة الشهيدين – رضوان الله عليهما – دون أن يصل إلى حد الإخلال بها .
صدر عن دار الوفاء بالمنصورة – مصر في 80 صفحة من القطع المتوسط .