عروبة القدس في الأسفار التوراتية والنصوص التاريخية الحضارية
عروبة القدس في الأسفار التوراتية
والنصوص التاريخية الحضارية
د. خالد سليمان الشريدة
القدس الأرض المباركة أو إيليا كابيتولينا أو يبوس كما أطلق عليها
سكانها العرب اليبوسيين بتاريخها الحافل بالأحداث على مدار ما يزيد على خمس آلاف سنة 3200ق.م -1967م صدر بموسوعة كتابية تاريخية في مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع في إربد في الأردن عام 2014م للدكتور خالد سليمان الشريدة، حيث ركزت الدراسة على نصوص كتاب العهد القديم –التوراة- وما يحويه من اثباتات دامغة لا تقبل التأيل أتت على عروبة هذه المدينة في بنائها وعمرانها البشري وحضاراتها المتعاقبة، وهكذا باقي الكتب المقدسة - العهد الجديد والقرآن الكريم- وغيرها من النصوص التاريخية والدينية والأدبية والجغرافية المختلفة.
وجاءت دراسة القدس هذه في خمسة فصول متوازنة في356 صفحة من القطع المتوسط :
تحدث الفصل الأول عن تأسيس المدينة وتسمياتها باختلاف مصطلحاتها التي تظهر للعيان وطالما أعادت هذه المفاهيم والمصطلحات للمدينة المقدسة عروبتها ورفضت الافتراءات والقصص المختلقة بهذا الشأن، وتناول هذا الفصل جغرافية المدينة التاريخية والعقائدية بالشكل الذي جعلها محط أطماع مختلف الأمم الطامعة السابقة واللاحقة على حد سواء فما أشبه اليوم بالبارحة، ويذكر هذا الفصل ما عرضته وتنبأت به التوراة اليهودية من نصوص ضمتها أسفارها وفقراتها وكتب اليهود الأخرى في أثناء السيطرة اليهودية الإسرائيلية القديمة على مدينة القدس، وأضاف الباحث الشريدة في هذا الفصل دراسة مختصرة لمختلف المصادر اليهودية والمسيحية والإسلامية المهتمة بشأن هذه المدينة وما حوته من حقائق في هذا الصورة .
وتناول الدكتور الشريدة في الفصل الثاني مجموع ما تعرضت له هذه المدينة من غزو واحتلال أجنبي خارجي، بدءاً بالعبرانيين ثم الأشوريين ، والبابليين الذين سبوا هذه الجماعة اليهودية إلى مدينتهم بابل مرتين، ثم هيمنة الفرس واليونان والرومان والبيزنطيين على هذه المدينة المقدسة، حتى كان الغزو الصليبي في عصرنا الوسيط، وما آل إليه أمرها في العهد الحديث بأن خضعت للانتداب البريطاني الذي سعى بمختلف الوسائل وسهل سُبل تأسيس وطن قومي لليهود الجدد على هذه الأرض العربية،وآل أمره إلى دولة إسرائيلية قامت على أرض فاسطين عام 1948م، فكانت ردة الفعل العربية بالعناية الأردنية والسعودية خاصة حاضرة في ظل هذا الاحتلال للحفاظ على عروبتها وإسلاميتها ونظمها من خلال مشاريع نهضوية رائدة هادفة قامت على خدمة مقدسات المدينة وبنائها الإسلامي والمسيحي من جهة ودعم ثبات من بقي من شعبها العربي على هذه الأرض منذ 1948- حتى هذه اللحظة .
وكان الفصل الثالث برأي الباحث في إسلامية المدينة المقدسة وتاريخها الساطع ب المنبثق عن الفتح العمري سنة 15هـ وتواصل الحكم والوجود الأموي والعباسي على أرض هذه المدينة، وجاء الفصل بالإصلاحات المميزة التي قام بها الأيوبيون والمماليك والعثمانيون في مختلف أحياء المدينة وعمائرها الباقية حتى أيامنا هذه، وركز الباحث الشريدة في الفصل على تحليل المسائل الخلافية عند من تناول قبل هذه الدراسة تاريخ هذه المدينة مثل العهدة العمرية وعهود الأمان التي أعطيت لسكان المدينة الغرباء من غير العرب في تاريخها الطويل، في الوقت الذي لم تذكر المصادر ولو عهد أمان واحد أعطي لسكانها العرب الأصليين .
وتناول الفصل الرابع إسلامية المدينة وعروبتها وحضاراتها المتعاقبة من خلال إثباتات العناصر السكانية العربية وعلماء هذه المدينة وعمائرها الإسلامية والمسيحية الكثيرة، وزود الشريدة هذا الفصل بما توفر في مصادره من ولاة الإسلام على هذه المدينة المقدسة وبما كان لهم من أثر في إدارة هذه المدينة ومستقبلها الحضاري العربي الإسلامي .
أما الفصل الخامس فآثر الباحث أن يأتي على ذكر قائدين مميزين في تاريخ النضال من أجل عروبة المدينة القدسية وإسلاميتها ، وهما الملك العادل نور الدين محمود بن عمادالدين زنكي الذي وقف قائلاً:" إني لأستحي من الله أن يراني ضاحكاً والقدس ما زالت بيد الصليبيين" وقائده المميز السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي قيل له :" أتفقأ عينك يا صلاح الدين وتعود القدس ، فرد قائلاً : بل تفقأ العينان"، حيث قارن الباحث في سيرتيهما وثقافتهما وإصلاحاتهما ومكانة مدينة القدس عند كل منهما، وانتهت الدراسة في الجدل المزعوم بينهما بتلك الإتهامات الحاقدة بحقهما.
وجاءت خاتمة الدراسة برسالة للقارئ الكريم بما توصل إليه الباحث بحقيقة معززة مؤكدة بالأدلة والبراهين على عروبة مدينة القدس حتى عند من أراد نفي هذه العروبة وربما تكون هذه الدراسة أكثر إقناعا للفئة الطامعة في هذه الأرض، وخاصة بتلك الملاحق الست المزودة بنصوص توراتية لا يشك بها أهلها.