نهر الذهب في تاريخ حلب!!

كتاب عن مخطوط قديم نادر من التراث الحلبي الثمين, تأليف الشيخ كامل الغزي(1853-1933), طبع منه الغزي في حياته ثلاث أجزاء بين 1922-1926م, وكانت طبعته الاولى عام 1991م, واعيد طبعة بحلة قشيبة 1999م, دار القلم بحلب, وحققه الدكتور شوقي شعث والاستاذ محمود الفاخوري, وقد طال انتظار المهتمين لطبعة ثانية تداوله بين ايديهم, وقد اصبح الكتاب حقيقة واضحة امامهم, يقسم الغزي كتابه الى مقدمة ضخمة, واربعة ابواب كبيرة, وزعها على اربع أجزاء, وعن الجزء الرابع لم يطبع حتى اليوم, ولا يعرف انه كان معد للطبع في حياة الغزي ام كان ينوي تأليفه بعد طباعة أجزاء الثلاثة وقد تكون مسودته موجودة ثم انتقلت الى الورثة.

(1) الجزء الاول: يشتمل على المقدمة وحدها, فقد ذكر بعض من ألف في تاريخ حلب من حقائق واوصاف واحوال, وعن اسماء حلب وجغرافيتها, وما مدحت من شعر ونثرو وعن صناعاتها ونباتاتها وتجاراتها ومدارسها, وما يقوم على ارضها من مختلف الملل والنحل, والعادات والتقاليد, والنظم الادارية والمالية, وما يتبع حلب من الاقضية والنواحي والأولوية. 

(2) الجزء الثاني: يشتمل على الباب الاول مخصصا للكلام عن أحياء حلب ومعالمها التاريخية, من الاسوار والابواب والقلعة, يسجل كل ما وقعت عيناه من تراث معماري واثاري, متحدثا عن اوقاف حلب وما كان ينفق منها على الجوامع والمدارس والتكايا, مستفيدا من عمله  الذي كان يزاوله في المحكمة الشرعية مما سهل له الرجوع الى سجلاتها المحفوظة وما حوته من معلومات قيمة ومفيدة.

(3) الجزء الثالث: يشتمل عل الباب الثاني وفيه يتقصى تاريخ حلب منذ اقدم العصور حتى الربع الاول من القرن العشرين, ويدخل في ذكر الامم التي سكنت والدول التي حكمتها, وكذلك  فتح المدين في صدر الاسلام والحوادث التي طرأت عليها وما اصابها من زلازل وكوارث, نتيجة لتنقل الدول وتبدل الحكام, وتعاقب الحروب والاوبئة, والفتن والمجاعات, وفق ترتيب السنين, حتى دخول الانتداب الفرنسي الى سورية, ويفصل في الكلام على احوال حلب في ظل هذا الانتداب. ويخم الجزء بخلاصة ذكر عدد من الاماكن القديمة التي يقصدها السياح والتي يوجد فيها العاديات والذخائر النفيسة. 

واخيرا هي قراءات  في كتاب اعتمد فيه الغزي على مصادر كثيرة مطبوعة ومخطوطة, ويعد كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب , موسوعة ثقافية اجتماعية وعمرانية تتلاقى فيها صور الماضي الغابر بالحاضر الراهن في زمن الغزي.