رسالة إلى الفنان عباس الإسحاقي
الفنان عباس الإسحاقي، سلام وبعد؛
أعبر عن تقديري وإعجابي العميقين أولا، ثم لا شك ولا مراء أن أغانيك بحاجة ماسة إلى ألحان جديدة،
أي: غنيت بلحن جميل، ولكن من هنا فصاعدا غيّر الألحان؛ ولا تقع هذه المسؤولية على عاتقك فحسب، بل تقع على عاتق الفنانين الملحنين أيضا.
ولا أدري هل يتواجد كثير منهم أم أنهم بتعداد أصابع اليد، ربما يجدر أن تتعرف على الشاعر حسن عاشور وله صفحة على الفيس، فهو شاعر مرهف وله ذوق في التلحين، أو ربما عليك أن تتعرف ومن طريق النت على ملحنين عرب؛ حتى لو أجهدك هذا الأمر وقتاً ومالاً لكنه يستأهل الجهد.
أو أن تعلن على صفحتك دعوة لملحنين، فقد يظهر ملحن مغمور من مدننا الأهوازية فتكون السبب في نجوميته؛ وأنت تعلم جيدا أن هناك مواهب غنية لم يفسح لها المجال للظهور لأسباب أنت أعرف بها مني.
واعلم يا صديقي العزيز أن أغاني أم كلثوم وعبدالحليم لم تخلد بكلماتها لولا إلحانها الساحر.
ولي طلب واقتراح آخر إن سمحت ووسع صدرك لسماع رأيي، وأما طلبي:
أرجوك ثم أرجوك أن لا تخلط الفصحى بالشعبية، ولو أنك مصر على الغناء بالفصحى كما يغني كاظم الساهر مثلا، فعليك إذن أن تدرس النحو والصرف أو أن تعرض الأشعار على نحوي كي يشكل لك الكلمات.
فقد سمعت منك أكثر من أغنية تبدأها ببيت أو بيتين بالفصحى وتخلط القواعد النحوية رأسا على عقب.
سيدي الفاضل وفناننا القدير، لو طمحت أن تذاع أغانيك من قناة ما على الفضائيات المعروفة عليك أن تلتزم باللغة.
في الأسبوع الماضي عندما كنا نستمع إلى أغانيك في السيارة، وبدأت الأغنية ببيت فصيح، ضغطت على زر الفلاش وانتقل إلى الأغنية الثانية، اعترضت زوجتي، فقلت: عباس لم يجهد نفسه ليراجع من يتقن القواعد حتى يشكل له الكلمات (اعني الفتحة والضمة والكسرة) وبصراحة أذني تتأذى من سماع كلمة مرفوعة تقرأ منصوبة، أو منصوبة تقرأ مكسورة. هذا وأرجو لك التوفيق في مسارك.
وسوم: العدد 761