الراب جحر ضب سلكه المأجورون والمستلبون وتعشقه ضحايا عقلية القطيع
جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ، قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : قال فمن ؟ " .
يعبّر هذا الحديث الشريف عن أخطر من تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما سيصيب أمته بعده من انحراف عن دينها بفعل تقليد غيرها التقليد الأعمى حتى يفضي بها ذلك إلى أسوأ الأحوال ،ولا يوجد أسوأ من أن تسلك خلف غيرها جحر الضب الذي لا يوجد أنتن ولا أقذر منه بسبب رائحة بوله الكريهة. ولا شك أنه لا يرضى بولوج هذا الجحر بدافع التقليد الأعمى إلا ممتهن لنفسه وفاقد لشخصيته وهويته الإسلامية .
وما أكثر حجور الضب التي دخلها كثير من المحسوبين على الإسلام وهم إما مأجورون ومرتزقة يسخرهم من يرغبون في أن يسلكها المسلمون خلفهم بغرض إبعادهم عن هويتهم الإسلامية، وهؤلاء هم الأخطر على الأمة أو مستلبون حالت ظروفهم دون التشبع بهويتهم الإسلامية فقلدوا هويات غيرهم.
ومن ضمن جحور الضب التي سلكها المأجورون والمستلبون على حد سواء جحر ما يسمى " بالراب " وهو نوع محسوب على الفن والغناء ظهر أول ما ظهر بالضفة الشرقية للولايات المتحدة في مدينة نيويورك ، وبالضفة الغربية في مدينة لوس أنجليس في سبعينيات القرن الماضي ، وكانت بدايته في أحياء الفئات المهمشة من الزنوج .
ولفظ " راب " هي اختصار لعبارة " إيقاع وشعر " باللغة الانجليزية Rhythm and poetry
وهو نوع من الغناء مصحوب بالرقص عبارة عن حديث يتم فيه التلاعب بالألفاظ دون التزام بإيقاع واحد أو لحن معيّن مع استعمال نوع من التقفية ، وغالبا ما يتحدث فيه أصحابه ـ وأغلبهم من شعراء شعبيين ومن أفراد عصابات منحرفة السلوك ـ عن أنفسهم وتدور مواضيعه حول التعبير عن الاستياء من الأوضاع الاجتماعية السيئة والتمرد عليها، فضلا عن الحديث فيها عن الحب والجنس والعنف والطيش ... وقد يؤدى الراب بين عنصرين يتباهى الواحد منهما على الآخر. ولقد نشب صراع عنيف بين راب الساحل الشرقي والساحل الغربي للولايات المتحدة أزهقت بسبب أرواح كثيرة .
وانتقل الراب من مسقط رأسه بالولايات المتحدة التي تأتينا منها كل بلية إلى أوروبا ، ومنها إلى القارة السمراء بما في ذلك شمالها ثم الشرق الأوسط .
ويحرص مغنو الراب على حشد أكبر عدد من الحشود المشجعة لهم، وهي في الغالب من الأغرار ضحايا عقلية القطيع التي تساق و تستدرج إلى حفلات هذا النوع من الغناء إن جاز أن ينسب إلى الفن أو يقبل الفن انتماءه إليه.
ولقد ابتدع راب يسمى الراب الديني المسيحي، كما أن بعض المحسوبين على الإسلام في الولايات المتحدة قد وظفوه للحديث عن قضايا دينية وروحية ، نذكر منهم جماعة سمّت نفسها " أمة خمسة في المئة "، ومهما تكن نية هؤلاء، فإنهم على كل حال قد دخلوا جحر ضب الراب ، وقد يكون ذلك من تخطيط العقلية الماكرة الخبيثة التي تستهدف الهوية الإسلامية .
وإن قال قائل لماذا لا يوظف الراب كما وظفته جماعة " أمة خمسة في المئة " ؟ نجيبه من خلال استحضار القاعدة الفقهية التي تقول : " ما كان كثيره يسكر فقليله حرام " وعليها ننسج قاعدة مثلها تقول : " ما كان أصله بذاءة وفحشا واستهتارا ... فالنسج على منواله وإن عفت الألسنة، وحسنت النوايا لا تؤمن بوائقه " . أوليس قد ظهر فينا "طوطو" الذي جمع حوله جمعا غفيرا من الأغرار الذين يتحرقون لتقليد أغرار الغرب ، فجاهر بشرب الخمر ، وتدخين الحشيش أو استهلاك ما هو أدهى منه ، وكشف عن جسده ، وأمطرهم بوابل من فحش وبذاءة لسان ؟ ومع ذلك رصد له مال محاويج الأمة أحوج ما يكونون إليه في زمن الغلاء ، ولقي الدعم ، ودافع عنه وزير الثقافة عندنا وأيده في ذلك وزير العدل ، وهو ما لا يدع مجالا للشك بأنه قد وظف توظيفا لأداء دوره في استدراج أغرارنا إلى جحر الضب المنتن في هذا الظرف بالذات لقياس مدى عطل الوعي عندنا إلا أنه جرت رياح استهجان ما جاء به طوطو على أوسع نطاق بما لم تشتهه سفن من وظفوه أو سخروه .
ولو أن "طوطو" حذا حذو جماعة " أمة خمس في المئة " وتغنى بقيم إسلامية لما سمح له بصعود الركح أو المنصة للغناء ، ولربما صنف ضمن لائحة الدعاة إلى الكراهية والتطرف والإرهاب ....
وأخيرا نقول إن أمتنا لن تسترجع عافية هويتها الإسلامية ما لم تتنبه إلى ما ينصب لها من جحور الضب في كل الميادين وعلى رأسها ميدان الفن الذي يستهوي نفوس الأغرار بالدرجة الأولى ، وهم الشريحة الأكثر عرضة للاستلاب الهوياتي .
وسوم: العدد 1003