استقلالية الإعلام
بين جدار الصمت وبريق البوح
سليمان عبد الله حمد
الاعلام يعاني من معضلة عدم الاستقلالية والمصداقية في الطرح فكثيرة هي القنوات التي تدعي الحياد وتروج لفكرة تعدد الآراء ، غير أن الواقع ينطق بعكس ذلك !!!
تعددت الفضائيات وازدادت الجرائد و الصحف و تنوعت المسميات ولكن الاعلام لا زال اعلاما سلطويا مرتبط بالنظام الحاكم وتقوم السلطات في دعم الكثير من الاقلام لتوجيهها بالشكل الذي يخدم اغراضها .
ومتطلبات استمراريتها وبقائها ادت الى فقدان الثقة بين الاعلام والجماهير .
في الكثير من الاحيان والى ارتباط
الاعلام بالعسكر والامن النظام مما يبعد
الكثير عنها ان سيطرة المال عبر السلطة على ملكية الصحف والمطبوعات في معظم البلدان
مما
جعل الاعلام يبتعد عن الحرية المطلوبة في اضهار حقيقة
واقع الحال !!!
وحقيقة الاستبداد وحقيقة ما يدور خلف الكواليس ويخطط أن حرية الصحافة هي الاساس في بناء اعلام قادر على النهوض.
وعلـى الصحفي الناجح ان يعرف كيف
يستطيع استخدام هذه الحرية وعدم أساءة
أستخدامها بما يتماشى مع المجتمع واعرافه وتقاليده متفهما لكافة الاحداث والضغوطات
الخارجية والابتعاد عن اعلام التشهير الغير مبني على اسس سليمة لتحقيق اغراض معينة
لجماعات معينة لنستطيع أخراج الاعلام من حالة الفوضى
الذي تعتريه في الوقت الحاضر
!!! ولأجل ان يكون للأعلام دورا واسهاما فاعلا ومؤثرا في القضاء على التخلف والفساد
والجهل يجب
التوسع في المجالات الاعلامية لتؤدي دورها في التنمية الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والبشرية والسياحية والدينية وتطوير اللغــة الاعلامية
وسد
النقص البشري الاعلامي المؤهل بالتسلح بالعلم والمعرفة
من خلال القراءة ودراسة ارض
الواقع واجراء البحوث وعمل الاحصائيات ووضع الافتراضات
ومواكبة ثورة المعلومات والاتصالات وتشخيص الخلل والكتابة عنه بدون
المجاملة لأحد
لان كلمة الحق هي الاساس فبين الحق والباطل كلمة وبين وبين
الجهل والثقافة كلمة وبين الضلم والحرية كلمة وبين النور والضلام كلمة فلو
كانت هذه
الكلمة مدروسة وصادقة بدون اية مؤثرات سرعان ما تجدها
تدخل الى القلب بلا قيود لتصل
الى ما تريد نحن نحتاج الى
اعلام قادر ليضعنا في الطريق الصحيح لا اعلام مديح
واعلام تمويه واعلام تستر عن
الحقيقة واعلام مكمم الافواه واعلام تضليل واعلام رعب وخوف
لان الاعلام
في الوقت الحاضر هو سلاح العصر الذي نستطيع ان نوصل صوتنا
فيه وان نستخدمه لمصلحة المجتمع وبنائه وفق احسن الاسس ونحارب به
من يريد التسلط
علينا فعلينا وقبل كل شئ هو تطوير اللغة الاعلامية
وتوسيع مجالات الاعلام وايجاد عنصر بشري اعلامي قادر ومؤهل مثقف مخلص للكلمة مبتعد
عن المال وعن
كل المغريات الدنيوية ليقوم بتحمل المسؤولية الأعلامية في
المجالات الادارية والمالية والاقتصادية والفنية والسياحية لنصل الى اعلام ناجح
وسريع مبادر هادف غير موجهه اعلام معافى من كافة الامراض النفسية قادر ومقتدر في شد
الجماهير متفاعل مع كافة شرائح المجتمع بعيدا عن الاستبداد و
عن كل الضغوطات والمغريات اعلام نقدي هادف متمكن قادر على النهوض يعمل
وفق اليات جديدة تستوجب قراءة ما يدور في العالم الخارجي متماشيا مع ثورة
المعلوماتية محافظا على الايدلوجية الحضارية والقيم الاجتماعية والتراث الثقافي
للمجتمع واصالته بعيدا عن التسيس ليقوم بدوره الفاعل في تشكيل الرأي
العام وفق احسن المعطيات يتصدى للهيمنة الخارجية ومؤثراتها نحن
بحاجة الى اعلام قادر الى استقطاب شريحة كبيرة من القراء مؤمنين بنقاء وصدق
الكلمة
واصالتها ورقيها والوصول الى الحقيقة لنقول باننا قد
وضعنا ارجلنا على اول درجات السلم للطريق الصحيح!!!
بلاشك بأن مفهوم الاعلام من حيث أنه مسيس ومفبرك ومنتج ومعد ومقدم برامج أو مخرج تلفزيوني مفاهيم يدرك مقاصدها كل من ركب موجة إعداد وكتابة سيناريو الحلقات وطاف حول أسوار البرامج المسموعة أو المرئية وحتى في مجالات الصحف المنشورة وغير المنشورة ... !!!
ولكن يبقى الصمت في النهاية بأن يكون الخيار المسموح به في ظل التطوير الاعلامي المعكوس صورة وصوتاً !!!
وتأكيداً لمقوله إن إستقلالية الاعلام تظل بين جدار الصمت وبريق البوح حلم يراود كثير من الاعلاميين !!!