الغناء العراقي يخسر صلاح عبد الغفور!
الغناء العراقي يخسر صلاح عبد الغفور!
شاكر فريد حسن
فقد الغناء العراقي قبل أيام المطرب الشعبي المعروف صلاح عبد الغفور ، صاحب اغنية "شلونك عيني شلونك" ، الذي غادرنا على حين غرة اثر حادث مروري في مدينة اربيل العراقية باقليم كردستان، مخلفاً وراءه ارثاً غنائياً كبيراً مكوناً من ثلاثين البوماً ، وأكثر من 300 اغنية .
وصلاح عبد الغفور من المطربين العراقيين الكبار ، ينحدر من اصل كردي . لمع نجمه وذاع صيته في الثمانينات من القرن الماضي ، وتجاوزت شهرته حدود العراق . وهو من جيل فني اصيل ومبدع وراق وملتزم أثرى الحياة الغنائية والمشهد الفني العراقي ، وترك بصماته الواضحة فيها وعليها. تبوأ مكانة متميزة ومرموقة بين الاوساط الفنية والجماهيرية في العراق وخارجه بشخصيته الانسانية النبيلة المتواضعة والدمثة ، وفنه الجميل الرائع ، وصوته الشجي الصداح كالبلبل الغريد في الفضاء العراقي والعربي ، واقترابه من الناس البسطاء وانغماسه بهمومهم وآلامهم وجراحاتهم وعذاباتهم اليومية . هؤلاء الناس الذين اسعدهم وابكاهم بصوته وآهاته ودمعاته السخية واغنياته ، التي طغى عليها طابع الحزن والشجن والأسى .
غنى صلاح في بدايات حياته اغاني المطرب العراقي الكبير ناظم الغزالي بتوزيع جديد ، ثم غنى المقام العراقي والاهازيج التراثية والمواويل العراقية ، وغنى ايضاً اغاني الحب والعاطفة والغزل والوطن والامل . ومن اغانيه التي اشتهر بها غير اغنيته المشهورة "شلونك عينك شلونك" نذكر : خسرتك يا حبيبي" و"بس تعالو" و"لا تلوموني" و"يا دنيا" و"يا عود اعزف حباً" و"بغداد بغداد" و"يا كاسك يا فلسطين" والكثير غيرها.
ان رحيل صلاح عبدالغفور هي خسارة جسيمة وفادحة للاغنية الشعبية العراقية ، وصدمة كبيرة وقوية لمحبي صوته واغانيه، وللوسط الفني العراقي والعربي ، لما تميز به من اعمال جميلة وصوت حزين باك يتغلغل عميقاً في الروح والصميم ويلامس المشاعر وشغاف القلب .
مات صلاح عبد الغفور وفي قلبه حزن والم وغصة وحسرة وغضب على الخلاعة والرداءة ، التي وصل اليها الواقع الفني والغنائي العربي في مرحلة الردة وتراجع الاغنية . فسلاماً لروحه ، وسيبقى بغنائه الملتزم في وجدان الناس وعقولهم ومخيلتهم دائماً وابداً.