ظلال هؤلاء بين الأفلول والدوام
ظلال هؤلاء بين الأفلول والدوام
سليمان عبد الله حمد
تمضي السنون وتعبر بنا الحياة مراحل متعددة وما بين مرحلة وأخرى يستوقفك شخص ما او أمر ما يؤثر على حياتك، يدخل في تفاصيلها، يعدل من طريقها ويضع بصمات واضحة لحياتك مثل هؤلاء الأشخاص يُعتبرون قدوة ويشاركون في تشكيل شخصيتك، تتابع سير حياتهم تقلباتهم وأفكارهم، قد يستمرون معك طوال الوقت وقد يختفون في لحظة ما فتبحث عنهم بين قصاصات الأوراق وصور قديمة !!!! ...
لكن لن تنسى تأثيرهم على مجرى الأحداث في لحظة ما هؤلاء الأشخاص هم أبطال حقيقيون لأحداث هامة في مجتمعهم ووسط اهلهم وجيرانهم وزملاء عملهم يضعون بصمات التميز والنجاح أينما ذهبوا وعندما يختفون هكذا دونما إرادة منهم تجد الكثيرون يتسآءلون أين هؤلاء الصادقون الذين من صدقهم جاء حتفهم، فهذا زمان المهازل زمان لا يحتمل الصادقين ولا الأنقياء الطاهرين، إنه زمان فقاقيع الصابون التي ترتفع مشكلة دائرة عريضة في الأجواء لكنها مملؤة هواء فارغة المحتوى ليس لها أثر ان ذهبت لن تجد من يسأل عنها أو يتأثر باختفائها ...
أن يبحثوا جيداً بين الوجوه عن الصادقين كما يبحث الغواص عن اللألئ في جوف البحر وداخل الاصداف انهم موجودون لكنهم مبعدون فالحياة أصبحت لا تحتمل الجواهر فقط يعميها بريق الذهب المزيف الذي حالما يتساقط عنه الطلاء اللامع يصبح باهتاً مشوهاً ومنفراً...
كثيراً ما سألت نفسي عن أولئك الذين يتركون بصمات في الحياة حتى وان عاشوا قليلاً ويجعلون من أنفسهم محور اهتمام فريد بحديثهم الهادئ المهذب وبعفوهم عمن ظلمهم بحياتهم الهادئة البسيطة دونما تعقيدات بعدم سخريتهم من الآخرين والتعالي عليهم بعدم تضييع وقتهم في القيل والقال وكثرة السؤال والجدال فيما لايُجدي، بتواضعهم الجم حتى وهم يملكون ما يجعلهم جوار الثريا عزة وأنفة مثل هؤلاء وجدتهم في حياتي وافتقدهم حينما يختفون مثل هؤلاء .....
من الذين يحيون معنا الآن لكنهم بعيدون عن شاشات التلفزة وصفحات الصحف وضجيج الإعلام، (أين هؤلاء؟!) ستكون سلسلة توثيقية تحكي سيرة حياة البعض ممن تركوا بصمات واضحة في هذه الحياة، آلينا على أنفسنا ان نبدأ بالذين إنزووا او زووا بدعاوي الموازنات الواهية التي أطاحت بأصحاب الكفاءة والخبرة ...
هم كُثر ونتساءل أين هم الآن ............ وغيرهم لا تتسع الصفحات لذكرهم ان سردنا أسماءهم، لقد شكلوا قواسم مشتركة في كل شئ الا ليت شعري أين هم الآن مما نحن فيه..
مرايا أخيرة:
لم يبقى لنا سوى التأسي بذكرى من إرتحلوا عن دنيانا وعزاؤنا فيمن بقوا على قيد الحياة يحملون عبق السابقين.
أين هؤلاء فهم أعلام لها تاريخ ووقفات في ذاك الزمان الجميل ... ليت لهم سرد تاريخي وقصصي يمكن تدوينه في لوحات ثقافية تورث لمن يأتي من بعدنا ... ليت شعري أين هؤلاء ...