زيدان إبراهيم
مبدع من الزمن الجميل
توثيقي للفن السوداني
فنان رحل قبل أن يكمل مشواره الفني
سليمان عبد الله حمد
ترعرع محمد إبراهيم زيدان " أسمه الحقيقي " في حي العباسية بأُم درمان الذي ضم كثير من العمالقة فى السياسة والأدب والفن والموسيقى والرياضة والمجتمع والعلوم الانسانية والطب والهندسة والقضاء والاداره الاهلية .والقوات المسلحه.حيث درس بمدرسة حي العرب الإبتدائية وكان من التلاميذ الأُدباء والنجباء، وقد ظهر الفنان زيدان ابراهيم منذ بدايته بموهبة فذة، لم يواصل مشواره الأكاديمي لظروف مرت به، بدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار مؤدي لأغاني الكاشف ووردي والكابلي تعلم العود تحت اشراف الموسيقار صالح عركي عام 1960م كانت (بالي مشغول يا حيبي) التي كتبها الشاعر عوض أحمد الخليفة ومن ألحان عبداللطيف خضر من أولى الأعمال لزيدان مقدماً بعدها مجموعة من الأعمال لعدد من الشعراء مقدما أغنيات بالعامية السودانية وأخرى باللغة العربية الفصحى تعاون خلال مشواره الفني مع عدد من الشعراء والملحنين إضافة إلى تلحين أعماله بنفسه. ومن الذين تعاون معهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر التجاني حاج موسى ومحمد جعفر عثمان ومهدي محمد سعيد وعبد الوهاب هلاوي ومن الملحنين نذكر بشير عباس وعبد الماجد خليفة وعبد اللطيف خضر والسني الضوي والفاتح كسلاوي والفاتح قميحة وإبراهيم ناجي. فقد كرم العام الماضي باعتباره الفنان الوحيد الملتزم بلوائح الاتحاد والمحافظ على حقوق إتحاد العام للمهن الموسيقية.
إذاً نحن نتعامل مع شخصية إستثنائية أعطت للفن السوداني كل حياتها ، فما من شخص من الفنانين طرق بابه وإلا كان مفتوحاً له ، مقدماً يد العون والمساعد في تجلي يعكس فهمه ووعيه لرسالته كفنان يساهم بأضعف الإيمان في تقديم كل ما يفيد الأغنية السودانية وتطورها وفي ذلك كانت تجربته الغنائية هادية لمجموعة كبيرة من الفنانين الشباب في بدايات مسيرتهم الغنائية وأصبحوا يؤدون أغانيه الخالدة والمحفورة في ذاكرتنا والتي لا تمحيها حتى الرياح العاتيه، هذا الوعي ليس غريباً على شخصيته الفنية المرهفة جداً والتي يحسها كل من يستمع إلى أغانيه بصوته الرائعة الذي يتغلغل في إحساس الإنسان السوداني لينتج هذا التصالح الرهيب مع الذات المبدعة والمتألقة دائماً .
حقاً رحل زيدان إبراهيم جسداً ولكن تبقى روحه وأغنياته وكل تجاربه الفنية ملهمةً للجميع لنصنع منها تمثالاً للأغنية السودانية الرصينة ذات الأبعاد الجمالية التي تمتع بها فقيدنا الرائع ، اللهم أرحمه بقدر ما قدم من تجارب وأعمال ساهمت وسوف تشكل ولردحاً من الزمان نبراس للأغنية السودانية، ومؤشراً مهماً للتجارب الغنائية المختلفة .
توفي المطرب السوداني زيدان إبراهيم بالعاصمة المصرية القاهرة متأثرا بمرض الفشل الكبدي وبعد فترة طويلة من المعاناة مع المرض .
وتوفي ابراهيم زيدان في أطباء مستشفى قصر العيني حيث شخص الاطباء مرضه على انه فشل في الكبد وانخفاض في نسبة السكر في الدم.
وعلقت وسائل الإعلام السودانية على وفاة ابراهيم زيدان الشهير بأسم “العندليب الأسمر” انه سيترك أثرًا في وجدان الشعب السوداني.
وكان ابراهيم زيدان ولد بمدينة أم درمان حي الموردة عام 1943م، وتعلَّم الموسيقى على يد إسماعيل عبد المعين، كما درس بمعهد الموسيقى والمسرح لمدة عام وتعلم العود على يد الموسيقار صالح عركي عام 1960م.
ومن أشهر أغنياته بقيت ظالم، قصر الشوق، حنين ياليل، لو أحبك، دنيا المحبة، قصر الشوق ،وقد نال الراحل وسام الآداب والفنون الفضي من الدولة عام 1976م، وشارك في عدد من الفعاليات الفنية خارج البلاد وله عديد من “الألبومات”.
وقد كرم الفنان الراحل العام الماضي باعتباره الفنان الوحيد الملتزم بلوائح الاتحاد والمحافظ على حقوق الاتحاد العام للمهن الموسيقية.
فنانوا ذاك الزمن قامات لا يجود الزمان بمثلها ... لماذا لا تتكرر مثل هذا الأصوات والنغمات التي تسحر الألباب وتبقي خالدة على مر الزمان !!! برحيل أحدهم يبقي ذاك المكان فارغاً لسنوات قادمات ... منهم الملحن والمغني والشاعر والموسيقي ... عجباً لذاك الزمن الجميل ، ويبقي بين هذا وذاك أماني وذكريات تبقي في ذاكرة الزمان والأيام ... نغم يتجدد في أيام قادمات أحبتي لنا لقاء أحبتي ...