المتحف الطلق في إقليم كيرنتن النمساوي
المتحف الطلق في إقليم كيرنتن النمساوي
الق وتاريخ من الزمن الجميل
بدل رفو المزوري
النمسا\غراتس
يقع المتحف الطلق (ماريا سال) والذي يعد أقدم متحف من نوعه في النمسا على الإطلاق في قلب إقليم كيرنتن الثقافي والتاريخي، يضم المتحف دوراً ومزارع من مناطق مختلفة من البلاد والتي بدورها تعد نظرة ثاقبة على طريقة السكن والحياة والزراعة في الماضي وعبر قرون من الزمن، بجانب استمتاع الزوار ببيوت الفلاحين العتيقة، حيث الاهتمام أيضا بالحرف اليدوية بالرغم من انتشار أفران الفحم وفرن الجير، وجود المطعم الريفي في المتحف يوفر للزوار وجبات شهية من تاريخ المطبخ النمساوي، ومن خلال ممرات المتحف فقد تم بناء ممر طبيعي للزوار من أجل تعريفهم بالنباتات النموذجية .
يقع المتحف الطلق على أرض واسعة مساحتها 4 فدانين، والطريق من (ماريا سال) يؤدي إليه ولهذا سمي المتحف بمتحف (ماريا سال) وعلى هذه المساحة تقع فناءات كبيرة لبيوت نمساوية قديمة وتكثر المناظر الطبيعية من البيوت وشرفاتها التي مضت على تشييدها قرون وشيدت على ضوء خرائط جميلة واختيرت أجمل البيوت وبتصاميم مختلفة من البلاد لعرضها بشكل دائم في المتحف الذي يعرض حكايات مختلفة لفن البناء النمساوي عبر هذه النماذج.
تاريخ بناء المتحف الطلق يرجع إلى تاريخ إقليم كيرنتن وإرادة الباحث الميداني الأول (د.أوسفين مورو) والذي غادر الحياة عام 1941، حيث كانت جهوده حثيثة في ثلاثينيات القرن المنصرم وكذلك مؤسس المتحف الوطني والذي كان يعد الأول والأهم في جمع مجاميع التراث الشعبي في الإقليم السيد (فرديناند راوجار) والذي مات عام 1943.
لقد مرّ المتحف الطلق بفترات عصيبة عبر تاريخه وخاصة حين اندلعت الحرب العالمية الثانية وكان المتحف وقتذاك في بداية تأسيسه ولكن في 22ـ 8ـ 1972 افتتح المتحف بشكل رسمي كمؤسسة ثقافية وإحدى واجهات اقليم كيرنتن والنمسا الحضارية، ويترك المتحف انطباعا ساحرا لدى الزوار ويعد أيضا اهتمام الباحثين عن فن البناء والعمارة خلال القرون الماضية وكذلك يتخذ الطلبة من دور المتحف مادة علمية، وتقام على أرض المتحف الشاسعة سيمينارات وندوات ثقافية ووقت زيارتي للمتحف كان العمل جاريا على قدم وساق لنصب شاشة كبيرة ومسرح كبير لإقامة مهرجان فني في وسط المتحف وبذلك يكون الاحتفال بابا للتعرف اكثر على المتحف الطلق للزوار، والأهم تقام الكونسيرتات الموسيقية وكذلك تقام على أرض المتحف برامج تعليمية حول صناعة الورق والحرف اليدوية أيضا ومن خلال جولتي بين أروقة المتحف والتنقل من دار إلى دار والتمتع بالأثات القديم وأفران الخبز داخل الدور لاحظت (الاسرة) صغيرة مقارنة بالأسرة الحالية وحين سالت عن السبب أخبرني أحد النمساويين بان الأجيال القديمة في النمسا كانت تملك قامات قصيرة نتيجة عملهم المرهق في الحقل، وأما بالنسبة لطلبة المدارس حيث تقام لهم سفرات مدرسية جماعية الى المتحف للتعرف على كنوز النمسا في فن البناء والتعرف على الخشب والحرف اليدوية داخل البيوت القديمة واما اثاث البيوت فتعد اليوم تحفاً رائعة من الزمن الجميل ويختلف اثاث البيوت من بيت الى بيت.
يبلغ عدد محتويات المتحف 38 قطعة تاريخية تنتمي الى فترات زمنية مختلفة وقديمة لاكثر من 400 عام ويمكن للزائر مشاهدة الاختلاف الكبير بين الدور التاريخية من خلال التصميم ونوعية وجودة الخشب وحجر العمل المنزلية، بالاضافة الى طبيعة المكان الجميلة التي يقع فيها المتحف حيث المرتفعات والتلال، والجميل كذلك وجود حانوت في مدخل المتحف لبيع الهدايا التذكارية والبطاقات للزوار بالاضافة الى بعض البضائع من الحرف اليدوية التاريخية من تلك الحقبة من الزمن ومن تاريخ الدور ومزارع المتحف.
زيارة إلى المتحف الطلق في إقليم كيرنتن في النمسا تعد بدورها زيارة إلى تاريخ فن العمارة والتصميم والدور العتيقة والغوص في عمق جمال بلاد الجبال النمسا.