معرضُ الفنان تيسير بركات الفلسطينيّ
في كفرياسيف الجليل!
آمال عوّاد رضوان
بتاريخ 14-5-2011 وتحت عنوان "غبار، حوار، حديد"، قامت صالةُ العرض التابعة لرابطة إبداع- كفرياسيف الجليلية قضاء عكا، بافتتاح معرض للفنان الفلسطينيّ تيسير بركات من رام الله، وسيستمرّ المعرض لغاية 31-5-2011، وقد رحّبَ بالحضور الفنان إبراهيم حجازي؛ عضو رابطة إبداع ومنظم المعرض، وتلته كلمة السّيّد جورج توما رئيس جمعية إبداع، التي أشاد فيها بالفنان تيسير بركات ولوحاته، واعتذر عن عدم تمكّن الفنان بركات من الحضور، بسبب عدم حصوله على تصريح عبور من السلطة الإسرائيليّة، وقد جاء في كلمة د. منير توما "الرّؤى الإنسانيّة الشفافة في لوحاتِ الفنان تيسير بركات":
"الفنّ ليس غايةً في حدّ ذاتها، بل وسيلة لمخاطبة الإنسانيّة، كما أنّ الفنّ هو الحياة، حيث نعيش ونتألّم ونَجْهَد"!
ليسَ العالمُ موجودًا لمجرّدِ أن نتحدّث عنه بل لكي نرقبَهُ كذلك، ونحن لا نملك فقط ألسنة لنتحدّث بها وآذانًا لنسمع، ولكننا نملك عيونًا لنبصرَ ونرى، فالألوان والأشكال تستوقف الأنظارَ بدرجاتٍ متفاوتة، والرّسّام أو المثّال كالفنان تيسير بركات يُحيلُ أحاسيسَهُ إلى استجاباتٍ حركيّة، ثمّ يُجسّدُ تلك الحركاتِ على لوحةٍ أو في قطعةٍ مِنَ الرّخام في حالةِ النحت، والمشاهدُ الذي يتأمّلُ عملاً مِن أعمال الفن التشكيليّ، يستوقفهُ ويثيرُ اهتمامَهُ ما فيهِ مِن قيمٍ تشكيليّةٍ مميّزةٍ له، أو بمعنى آخر ما فيهِ يهمّ العين.
أمّا أنّ الفنون التّشكيليّة تنطوي على قيم أخرى غير تلك التشكيليّة، فهذا ما أتيحَ لنا أن نلحظهُ في فن تيسير بركات، فالعين دائمًا هي عين كائن حيّ، وقد تثير المرئيّاتُ الخيالَ على نحو ما تفعل كلمات االنثر أو الشعر، فالشكلُ واللونُ هما شكل ولون لشيء ما، حيث ترتبط الأشياءُ المرسومة في صورةٍ برصيدِ العواطفِ البشريّة بأسرها، والعين التي تبصر هي عين كائن، حتى ترتبط عيناهُ بشيءٍ أكثرَ مِن مجرّد جهاز بصريّ، وله اهتماماتٌ غير تلك الاهتماماتِ الجماليّةِ الخالصة.
إنّ الاستمتاعَ التشكيليّ الخالص لصورة يقتصرُ على الخطوط والألوان المنقوشة في لوحة، وعلى الأشكال والكتل في النحت، والألوان لا تبدو لنا في تجربتنا العادية مجرّد ألوان تراها العين، بل هي ترتبط بأحاسيسَ وذكرياتٍ سارّة أو مُكدّرة، ويغلبُ على ألوان الفنان تيسير بركات الألوان الداكنة والغامقة إلى حدّ كبير، ممّا يعكسُ الحزنَ حينما يتعاملُ مع اللون الأسود، وكذلك الحالة المضطربة والقهر حين يستخدم اللونَ الرّماديّ، وفي حالةِ استخدامه للأسودِ والبنّيّ والظّلال البنيّة الحمراء الدّاكنة، فإنّه يُعبّرُ عن أحاسيسَ وذكرياتٍ مترابطةٍ ومتداخلة، على نحو تتحدّث فيها ألوان الصّورة بطريقة مُبهمةٍ ذات آثارٍ محتدمة، من خلال هذه الترابطات التي لا نكادُ نستبينها، فاللّون كما تراه العين وما يثيرُه في الخيال، كلاهما سماتٌ ضروريّة في تأثيرِها الجماليّ!
الكثيرُ مِن لوحات الفنان بركات تعكسُ حبّهُ للحياة وعدم الرّغبة في موت الإنسان، مع تشديدِهِ على المعاناة في أزمنة متقطعة من خلال الألوان الرّماديّة، وذات اللون الدّاكن التي تربط البشر بالحجر والإنسان بالمكان، وإسقاط ذلك على معاناة وآلام الشعب عامّة والفرد خاصّة، في ظروفٍ قاهرة عصيبةٍ كظروف الاحتلال مثلا، وذلك بأسلوبٍ تعبيريّ تجسيميّ يُجسّدُ رؤى ذهنيّة، فيها خروجٌ وانطلاق مِن الحالةِ الإستاتيكيّة إلى الدّيناميكيّة، كذلك توحي لنا لوحاتُ الفنان تيسير، بأنه يُجسّدُ بفنّهِ رؤى إنسانيّة عالميّة تعكسُ القهرَ الذي يتعرّضُ له الإنسان في السّجون كما في سجن أبو غريب في العراق مثلا، علاوة على تركيز الفنان ببعض اللوحاتِ والأشكال يعبّر فيها على قدرة الإنسان على التحدّي والعمل، في سبيل الحركة الحياتية!
يرمز في بعض لوحاتِهِ إلى تعانق الطبيعةِ مع الإنسان مِن خلال تداخل الفن التعبيريّ باللون المُجسّد للإنسان ذي الأصل الترابيّ، الذي يرمز إليه اللون البنيّ أساسًا كلون جوهريّ، والرّماديّ كلون مُرادِف ومساعدٍ في الوقت نفسه لهذا الإيحاء، بالإضافة إلى عنصر وجود الأداة الحياتيّة والحركة المُصاحبة لها في حياة الإنسان، فالنتوءات اللّونيّة في اللوحات تعكسُ روحًا تفيضُ بالفِكر الحالم المتطلّع دائمًا للابتكار، وإلى عناق الإنسان الوجدانيّ مع أخيهِ الإنسان، وكلّ ذلك مِن خلال التشظيات الشكليّة واللونيّة في اللوحات، حيث يُشكّلُ ذلك إسقاطًا نفسيّة الشاعر، التي يكمن فيها التسامي الإنسانيّ والتوزع الذاتيّ على المكان بشيئيّة فراغيّة، لا تخلو برمزيّتها من العواطف الحسّيّة التي تعكسُها لوحات العناق الحميميّة الدّاكنة بين بني البشر، كذلك تُجسّد بعضُ اللوحاتِ اغترابَ الإنسان طوعًا وقسْرًا عن جذورِه، كما حدث في التاريخ وكما يحدث حاليًّا في عالمِنا عامّة ومجتمعِنا خاصّة.
إن التأثيرَ الذي يهدفُ إليه اللون عند الفنان تيسير بركات هو خلقُ نوعٍ مِن التوافق التشكيليّ، واستحداثُ جوٍّ بصريّ، ومِن ثمّ تصبحُ الأشياءُ المرسومة في التصوير اللونيّ خاضعة لضوءٍ وصبغةٍ خاصّتيْن، كما تصبح عناصرَ في جوّ بصريّ، وللخطوط كذلك عند الفنان تيسير بركات تأثيراتها الفرعيّة مثل الألوان، ونحن نتحدّث بأسلوب دارج عن الأشياء الجميلة، فنقول إنها مُريحة للنظر، وإنّ توازن الأجزاء التي تتألفُ منها الصّورة وتناسقها، وما في الخط المنحني من السلاسة، وما في الخط المستقيم من حسم، كلها تسهم في المتعة الجماليّة وتؤدّي إليها، وإن للأنماطِ الخاصّة مِن الخطوطِ المثلمة والمتكسّرة والمصقولة أو المتماوجة والدّوائر والخطوط الإهليجية، مثل ما للنغمات العالية والمنخفضة، ولأصباغ الألوان الحادّة ارتباطاتٌ عصبيّة فريدة.
إن العينَ في لوحاتِ الفنان تيسير بركات لا ترنو للخارجي، وإنما هي تتركّز على تأمّلات عرضيّة داخلية، وتصبح متعة التصوير أدب اولئك الذين لا يعرفون كيف يقرؤون، والصّورة في اللوحة لا تفقدُ أصالتها، لأنّ موضوعَها وجهٌ طريف من الناحية الإنسانيّة، أو منظرٌ وجدانيّ قد يجدُ المرءُ فيه سلامًا وحرّيّة وراحة، وكما على الرّسّام والمُشاهد أن يتذكّر أن الموضوع ليس هو الذي يخلق الصورة، ولا يجب على الرّسّام أن يعتمدَ على التأثيرِ الإنسانيّ في الصّورة كبديل عن المتعة الجماليّة، إذ لا بدّ أن تحقق الأشياءُ المعروضة في الصّورة قيمة تصويريّة بذاتها، وهذا ما فطن إليه وفعله الفنان تيسير بركات بحرفيّة وفنيّة متناهية الدّقة، فما هو لطيف من الناحية الإنسانيّة، يجب أن يصبحَ مِن ناحيةِ التأثير المباشر لكلّ من اللون والخط بهيجًا من الناحية التشكيليّة.
ربّما جاز القول بأن الأشياء المرسومة في صورِ لوحاتِ الفنان بركات، أقربُ إلى أن تكون عناصرَ حقيقيّة منها محاكاة صارخة للعالم الواقعيّ، وهذه الحقيقة ليست سوى التصوير ذاته، ووحدة ذلك الكون المُصوّر هي الضوء الذي يغمرُ الرّسّام فيه جميع الأشياء التي تقطن ذلك الجزء من المساحة المحدّدة بإطار الصّورة، فإن بناء هذا العالم هو في صورة ذلك التوازن المتناغم، والتكامل القائم بين الألوان والخطوطِ والكتل الذي ارتآه الفنان تيسير لنفسِه، وأشرف على تنفيذه.
ولا يفوتنا إلاّ أن نُشيرَ إلى روح الحنين المتجسّدة في رسومات تيسير بركات، التي تعكس وجوه رمزيّة ذات ضبابيّة هادفة من الطفولة والفقر في أمكنةٍ مختلفةٍ من العالم، دون أن ينسى فناننا القدير بالإشارة الإيحائيّة في خطوطِهِ وألوانِهِ إلى الحضارةِ الإنسانيّة، بما يحمله ذلك من تداعياتٍ في عصرنا الرّاهن.
ويتضح في لوحاتِ الفنان بركات التنوّعُ والتداخلُ الفنّيّ، حيث تكاتفت وتعدّدت في فنّهِ ألوانٌ مِن الواقعيّة والانطباعيّة والتعبيريّة والرّمزيّة بأشكالٍ ووجوهٍ شتى، تجعلُ المشاهدَ ومتذوّقَ الفنّ شاهدًا على أصالةِ وقدرة هذا الفنان، في ايصال أفكارِهِ ومشاعرهِ وعواطفهِ وأحلامِهِ ورومانسيّتِه أحيانًا، إلى الإنسان ذي الحسّ المُرهف الذي يُقدّرُ الفن الرّفيع. وختامًا أهلاً وسهلا بالفنان تيسير بركات في كفرياسيف، التي تعتز وتفتخرُ به فنانًا مُبدعًا من أبناء شعبنا، يُتحفنا دومًا بروائعِهِ الفنيّة، فله دوامُ الصّحّة والمزيد مِن العطاء والإبداع.
وقال د. بطرس دلة في مداخلتِه: عندما يزدادُ عنفوان الصّراع يزدادُ مجدُ النّصر".
الفنان تيسير بركات فنان يرسمُ بالكلمات عند الحاجة، ولكنه يُمسكُ بطرفيْ ريشتِهِ بعزم الفلسطينيّ المّلتزم، فيسمو ويتألق ويكتب شعرًا لم يكن يحلم به ذات يوم، كما أن لديه أسلوبًا مميّزا في اقتفاءِ الكلمات على مستوى النثر الإبداعيّ، فهو يكتب متسائلا، لأنه لا يترك الأمورَ تتطوّرُ على انفراد، إنه يستفز القارئَ لبعضِ صُورِهِ الجميلة، ويُحلّقُ في سماءِ الكلمة، فتجتمعُ كلماته معًا كما لو كان حاديًا يحدو في صفّ السّحجة في عرس أحد الأصدقاء.
إنه يتآنسُ وينتشي بالبرق ويطرب للرّعد، ويتماهى حينما يخرجُ في كل صباح فلاحيّ مع الفلاحين الذين يُحبّون الأرض ورائحتها، فيُرشدُهم إلى سواءِ السّبيل راسمًا لهم طريق عودتهم، مع طريق عودة إخوتِنا المشرّدين الفلسطينيّين مِن اللاجئين المشرّدين منذ ثلاثة وستين عامًا، في خيام الذلّ والغربة، آما آن لهذا الليل من آخر؟ أين الأعرافُ الدّوليّة؟ وأين أنتِ يا هيئة الأمم؟ كلّ قضايا اللاجئين وُجدَ لها حلّ، ما عدا قضيّة اللاجئين الفلسطينيّين فأين العدالة؟
الفنان المبدع تيسير بركات هو ذلك الذي يأخذ مواضيعَهُ مِن بيئتِهِ التي يعيش فيها، ويُطبّق التقنيّاتِ الجديدة بأساليب مختلف المدارس الفنيّة، فيؤلفُ بين التقنيّة والأسلوب، فيُعدّهما لمدرسة الحياة حيث تتكاملُ فرحته بما أبدع، لأن هذا هو الإبداع الحقيقيّ.
لنضرب لذلك مثلاً.. يقول محمود درويش: "تكلم.. تكلم لتعرف حدًّا لهذا السّفر".
إن قرانا العربيّة التي هُدّمت وهُجّرت عام 1948 وتلك التي هُدّمت فيما بعد، ما زالت أنقاضها تبكي أهلها الذين هُجّروا عنها، فهي موجودة كالماهية في ضمائر أصحابها، ولكنهم لا يستطيعون لمسَها، لذلك فإنّ أطلال هذه القرى هي حالات كتابة أو لوحاتٌ فنيّة، حتى تتحقق الأحلامُ وتستعيدُ هذه القرى كيانها في الوجود المحسوس لا في الخيال فقط، وهذا ما نسمّيه بلغة الأدب الالتزام.
هكذا صنعَ الفنان العالميّ بيكاسو، عندما أرسلَ هتلر طائراتِهِ لغزو القرى في شمال إسبانيا، وهدمَ قسمًا كبيرًا منها وشرّد أهلها، وذلك في حملة دعم من النظام الدكتاتوريّ الإسبانيّ ولتهدئة الثورة ضدّه، فجاءت لوحة فيرنيكا لوحة احتجاج صارخ، ولو بصمتٍ ضدّ وحشيّة الغزاة النازيّين، فكان بيكاسو مُلتزمًا. ومحمود درويش الذي كان لديه حلم العودة، دعا إلى الكلام عن العودة، كان ملتزمًا يريد من خلال كلماته تحقيق الذات والعودة إلى مسقط رأسِهِ قرية البروة.
ممّا سبق نستنتج أن الفنان الملتزمَ يعرفُ كيف ينتصرُ في النهاية، فتنزفُ كلماته كما تنزفُ ريشتُهُ أو إزميله، وذلك لأنه يعرف كيف يُعبّر عن قضيّة شعبه، حتى يحقق حلمَهُ الموعودَ في العودة إلى الوطن الأرض والدّولة الفلسطينيّة.
هذا ما يؤمن به فناننا تيسير بركات؛ العريس الغائب في عرس معرضِهِ، واللوحة في الفن يجبُ أن تزخرَ بشحنةٍ أو بشحناتٍ معيّنة، يجب أن يقدّم لنا فكرًا معيّنا، وإلاّ أتت بلا روح وبلا معنى وبلا روعة، لأنّها يجب أن تعبّرَ عن شيء معيّن ومُهمّ، عن معاناةٍ خاصّة وأفكارٍ جديدة، كما يجبُ أن تصعقنا مِن أوّل نظرة، وتجعلنا نقفُ نتأمّلها دونما رغبةٍ في البحث السّريع عن غيرها.
هذا الشّدّ الذي يُقيّدُ المُشاهدَ ويجعلهُ مُسمّرًا أمامَ اللوحةِ وروعتِها، هو سرّ الفن العظيم الذي لا يُدرَكُ إلاّ مِن خلال التعمّق الدّقيق، فليس قيمة اللوحة بمضمونِها ونوعيّة هذا المضمون الذي يختارُهُ الفنان، بل قيمتها تتوقفُ على مدى ما تثيرُهُ مِن مشاعرَ وأحاسيسَ جماليّةٍ تثورُ في داخل المُشاهد الحاذق، وضيفنا في هذا المساء الفنان تيسير بركات جاءنا بمعرضِهِ هذا، كي يُجسّدَ ما قلناه نظريّا مِن جهتِنا، وعمليّا مِن جهتِهِ.
يقولُ في مقدّمة "غبار، حوار، حديد": إن لوحاته هي كائن حيّ ينبضُ ويتنفسُ ويُقيمُ حوارًا، فإذا فهمتَ أيّها المشاهدُ، فسوف تكتشف فنّا رفيعًا راقيًا، أمّا إذا عشقت فسوف تعطيكَ أكثر مِن ذلك بكثير.
إنّ البحث عن التفاصيل في كلّ لوحةٍ فنيّة يُفقدُ هذه اللوحة جماليّتها، وأنت أيّها الفنان بركات تبحث عن التفاصيل، ونحن ندعو إلى التكامل بدلاً من التفاصيل، فالتكامل والتوافق هما اللذان يجمعان شقّي البرتقالة في مؤتمرٍ للمصالحة، تمامًا كما حصل في مؤتمر المصالحة التاريخيّ في القاهرة، يومَ توقيع اتفاق المصالحة بوساطةٍ مصريّةٍ ومصيريّة يوم 4- أيار 2011.
وتسألُ المُشاهدَ: هل اقتربتَ مِن الملامسة؟ وهل بتّ على أعتاب الهالة، أم أنك تخطو لتكتشف أنك بعيد؟ وتجدّد في تعريف الذات فتقول: "أنا شعبٌ لم يولد بعد، ولكن ربّما يولد في أيلول من عام 2170؟ وأنا حزين لا أرغبُ في أن اكون الآن، سأقيمُ الكثيرَ مِن المعارض على عدّة كواكب منها المشتري وعطارد وزحل.... أنا تعبان".
إلاّ أنّ لسانَ حالِهِ الحقيقيّ يقول: إنّني أحملُ لكم في يدي كدس زنبق، مواعيدَ جَمال وقطيعًا صغيرًا مِن النجوم، جمعته لكم مِن رغوةِ الثلج ومِن عنق حبيبتي، وكتبتُ حروفي وأنتم تعرفون أن كتابة الحرفِ الجميل عذابٌ جميل، أمّا قراءته فعذابٌ أجمل، وعندما يستنيرُ الإنسان بنورِ أحلامِهِ، فإنّه يُصبحُ شعلة قمر، وتتحوّلُ قدراته مِن شعلةِ قمر إلى منارةِ شمس". وما لمسناهُ في هذا المعرض يُثيرُ لدينا الكثيرَ مِن الفخر والاعتزاز على هذا الإنجازِ الرّائع.
وأخيرًا... قام الفنان تيسير بركات الذي تمكّن من متابعة الافتتاح عبر اتصال الكترونيّ، بشكر الحضور ورابطة إبداع وجميع القائمين على المعرض.