فرسان سنا 13 / سين و جيم
عبد الله زنجير * /سوريا
تلقيت أصداء عن ( فرسان سنا ) منها ما يشاطرني الرأي والفكرة ، و منها ما يفصح عن نقد دون مستوى النقد .. إحدى الرسائل استهجن صاحبها أن يكون لمشروع سنا الإعلامي ذاك الأثر ، أو أن يكون فرسانها في الفن والبث على قد ما ذكرته ، و أنني بالغت في اللغة على حساب الحقائق ، و أن قناة سنا تحاول تقمص نجاحات غيرها أمام مباضع النقاد و مضامير التنافس و التسويق ! ثم أن ما قلته يصطبغ بالعواطف و المجاملة ، إلى اتهامات أتريث عندها قليلا ، ليس لإثبات البراءة بل لإظهار حسن النية ، فأنا ناثر أولا و لم أسعى مرة لطرد الكاتب من داخلي ، إنما أتكامل معه في طرح ما يفيد القارئ ويعزز قراءة المتقاطع في الأدب و الحياة . وهنا سأخطو إلى أحشاء ( سنا ) المعمل و المخبر ، فأقدم للأخ الناقد بعض الجواب :
من ذاكرتي التي تستعيد ذاكرتها ، بدأت سنا غرة شهر رجب 1415 ه بأرشفة المكتبة الصوتية للأستاذ الكبير علي الطنطاوي - رحمه الله - ثم بإطلاق سلسلة كتب مسموعة ، ومن بعدها تنتقل للفن الرحيب فتؤسس كورس الشباب بفرسانه الجدد ، و بالسرعة المدروسة تدخل ملعب الطفولة الغالية من أوسع أبوابه ، فتنتج عشرات الإصدارات للكبار و الصغار ، غنى و غناء و علما و عالمية .
وزعت أعمالها في المملكة العربية السعودية و دول الخليج و اليمن و الأردن و سورية و لبنان و مصر والجزائر و المغرب و تركيا و إيطاليا و فرنسا و بلجيكا و بريطانيا و أمريكا و كندا و استراليا و جنوب افريقيا و غيرها ، من خلال موزعين شرعيين و معتمدين . كما نالت العديد من الجوائز المحلية و الدولية في الرياض و القاهرة و المنامة و الدوحة و عمان من جهات و مهرجانات متخصصة ، و قد بلغت أسطواناتها المباعة في الشرق الأوسط 5 ملايين كاسيت و سي دي مسموع و مرئي ، أمتعت أطيافا لا حدود لها من محبي العربية و ضوء القمر. وأحد برامجها مثلا ( روائع الإحياء ) كان يبث من إذاعة البحرين في رمضان 1431 ه وكذلك ( نزهات في رياض الصالحين ) كان يبث من إذاعة الزيتونة في تونس
و في منعطف استثنائي ، و باستقلاليتها و قدراتها الذاتية ، عبرت للفضاء الرحيب و أخذت دورها المتجدد بزمن متواضع . و على الرغم من عدم تفرغ العديد من كوادرها ، و غياب و حدات ضرورية كالسكرتارية و متعلقاتها ، و الشؤون الإدارية و الخدمات الإلكترونية والمصممين المبدعين و العمالة الفنية المتاحة و السائقين والمسوقين و المعاونين ، والأقسام المالية و القانونية و المعلوماتية و التخطيط و التطوير ، حتى أمانة المستودع ( ... ) فإن فريقها يقوم بالرقابة المستدامة و ضبط الجودة و تنمية الموارد و التنسيق و التدقيق وتلافي الارتجالية ، وكل تفرعات الإنتاج و النشر من نصوص وسيناريو و تصوير و ديكور و ماكيير و ريجسيير و ماسترنغ و كاستينغ و إخراج ، وصولا لأبحاث تواكب الحدث
إن مؤسسة ( سنا ) في صوتها و صهوتها تشبه عصا موسى ، و هذه قسمتها فيما تملك و تجتهد . مع تقديري و ترحيبي بالنقد الموضوعي ، الذي يتوخى الخير و المصلحة و الغيرة .. و على الله قصد السبيل.
* عضو رابطة أدباء الشام