نجوم في المسرح والسينما ....ولكن

نجوم في المسرح والسينما... ولكن اا

علي مسعاد

[email protected]

الصورة ، التي تتداولها ، بعض الأشرطة المنتشرة ، عبر موقع اليوتوب ، عن الفنان المغربي و التي إنتشرت كالنار في الهشيم عبر هذا الموقع الأكثر زبارة ، على الإطلاق ، على مستوى الشبكة ، تظهر بلا روتوش ، الوجه الآخر عن الفنان المغربي ، والذي يعيش وضعا مزريا ، كما جاء على لسان معظم المتدخلين ، سواء من حيث وضعهم  الاعتباري كفنانين داخل المجتمع ، أو على مستوى "الحكرة" التي تطالهم من طرف  المنتجين ، والتي دفعت بمعظمهم إلى الكشف عنها ، عبر هذا الموقع ، بحيث أن أغلبهم   يعانون من هضم الحقوق ومن الإجحاف والظلم في بلد المهرجانات و الملتقيات الفنية التي لا تلتفت إلى الوجوه المحلية بقدر ما تغدق على الوجوه الآتية من الشرق والغرب .

هذا في الوقت ، الذي تصرح فيه بعض الوجوه الفنية المغربية ، أنها تعيش ضائقة مالية وجفاف فني ، خاصة وأن النقابات الفنية التي من المفروض فيها ، أن تدافع عن الفنان المغربي ومن تحسين وضعه الاعتباري ، تعيش صراعات داخلية ، لا علاقة لها بالهدف الذي من أجله أسست ولكن من أجل الحصول على  المناصب و احتكار ها ، ضدا على ظروف الفنان المغربي القاسية ، التي يتاجر بها البعض ، لأهداف لا يعلمها إلا هم . 

فهل ، بهكذا ، صور يمكن أن نتحدث عن نجوم في السينما المغربية ؟ا وهل بمثل هذه الظروف المؤلمة ، يمكن أن نتحدث عن فنان مغربي ؟ا بل هل في مثل هذه الظروف يمكن أن نطالب الفنان المغربي بالعطاء والحصول على الجوائز في المهرجانات والملتقيات الدولية ؟ا وهل هذه هي الصورة الحقيقية عن الفنان المغربي ؟ا

صحيح ، أن الوجوه التي مرت ، عبر اليوتوب ، لا تعبر بالضرورة عن آراء الآخرين ، الذين ربما يعيشون استقرارا ماديا و ارتياحا نفسيا ، على مستوى المشاركات و المداخيل المادية ، ولكنها وقائع حقيقية وغير مفبركة .

لأن الزائر للموقع ، لا يجد الوجه الآخر ، الذي يعبر عن الوضعية الأكثر إرتياحا ، مما يرسخ في ذهنه ، أن الفيديوهات المتداولة على النت ، هي الأصل فيما الثانية ، أصحابها هم معدودون على رؤوس الأصابع .

مما يطرح أكثر من سؤال :

فهل ما تشهده الساحة الفنية من حراك على مستوى الإنتاج ، يوازيه بشكل أو بآخر الرقي بصورة الفنان المغربي ؟ا أم أن الأمر غير ذلك ؟ا

لأن الفيديوهات البكائية ، التي تدو ولت  مؤخرا ، على مستوى الشبكة ، تسيء إلى صورة الفنان المغربي بشكل كبير ، ولا تخدمه على الإطلاق .

لأن صناعة النجوم في الشرق كما الغرب ، لا يمكن تحقيقها على المستوى المحلي ، مادامت مثل هذه الفيديوهات تجد لها مكانا على مستوى الانترنيت .

فالمطلوب من الفنان المغربي ، في زمن التغيير والتحولات والمتغيرات ، إن شئنا القول ، أن يكون له حضور وازن ، له مشاركات فاعلة  ومواقف  ثابتة و إبداعات متجددة  تتساوق و متطلبات المرحلة ، وليس إلى البكاء استدرارا للعطف والشفقة والمساندة .

ففي زمن التغيير ، كان من المفروض على الفنان المغربي ، أن يقف إلى جانب الشارع المغربي و إلى المطالبة بتحسين وضعه كفنان إلى جانب المطالب السياسية ، النقابية والاجتماعية التي ينادي بها ، العديدون ،  كل من موقعه ، ووقف نزيف الفيديوهات البكائية ، التي انتشرت ، في المدة الأخيرة ، ولم تجد من يصدها ، عبر البحث عن مكامن الخلل والعطب ، لأن على امتداد كل هذه السنوات كنا ننتظر ، في زمن التغيير ، الحديث عن النجوم وعن أخبارهم وليس إلى سماع شكاويهم التي يشاركهم فيها ، أغلب شباب حركة 20 فبراير ، الذين اختاروا التعبير عن مواقفهم عوض البكاء والنحيب .