من المستفيد، من رداءة، أعمالنا الفكاهية والدرامية الرمضانية

من المستفيد، من رداءة،

أعمالنا الفكاهية والدرامية الرمضانية ؟ا

علي مسعاد

[email protected]

في مجتمع ، ولد فيه محمد شكري ، الكاتب الجريء ، الذي وصلت شهرته ، إلى مختلف بقاع العالم ، وما " الخبز الحافي " السيرة الذاتية ، التي ترجمت له ، إلى لغات متعددة ، إلا وجه ، من الوجوه المتعددة ، لهذا الكاتب العصامي  والدي لا يقل عنه شهرة ، الروائي محمد زفراف ، صاحب رواية " بيضة الديك " ،  الروائي المغربي المغترب الطاهر بن جلون ، صاحب " ليلة القدر " ، وغيرهما من الكتاب والروائيين ، الذين أصبحت تدرس  أعمالهم ، في الكثير من الكليات والجامعات في أوروبا و أمريكا ، بعد أن ترجمت إلى العديد من اللغات حية .

في هذا المجتمع ، عينه ، حيث ولد زفزاف وشكري ، تطالعنا  ، للأسف ، القنوات الوطنية ، الأرضية منها والفضائية ، بأعمال أقل ما يقال عنها ، أنها موجهة ، إلى السن ما قبل 18 سنة ، أو إن شئت القول ، هي إلى  الأطفال أقرب منه إلى البالغين ، فهل التربة ، التي أنجبت ، صاحب رواية " زمن الأخطاء "  وغيره ، لم تستطع أن تنجب ، لنا ، كاتب سيناريو ، قادر على شد  انتباه المشاهد المغربي ، حتى آخر لقطة  ؟ا أم ، أن هناك ظروفا ، ذاتية وموضوعية ، تدفع بالموهوبين إلى التواري خلف الستار ، فيما الأقل موهبة ، هم من يتسابقون ، إلى تأسيس الجمعيات الخاصة بكتاب السيناريو وإلى كتابة الأعمال الفكاهية والدرامية ، التي تدفع بالمشاهد المغربي ، إلى العزوف عن رؤية ، أعمال بلا قيمة فكرية تذكر و بلا عمق فلسفي  و بلا جمالية فنية ، إلى القنوات الأجنبية ، حيث لا وجود ل" المحسوبية ، الزبونية و الشللية ،  التي كانت السبب في ، تدني مستوى ، أعمالنا الرمضانية و عدم حصولها ، على رضا وقبول المشاهد المغربي .

وإلا، كيف ، يفسر ، لنا كتاب السيناريو ، المستوى المتواضع ، الذي تظهر به ، معظم الأعمال الفكاهية والدرامية ، في شهر رمضان وغيره ؟ا وكيف تبرر الجهات المعنية ، صرف أموال طائلة ، على أعمال " تافهة " لا تروق للكثيرين ، رغم إن إعادتها للمرة الألف ، على قناة " المغربية " ،  لم يزد الهوة ، إلا عمقا ، بين أعمال لا تعني أكثر مما تقول وبين مشاهد ، يرغب في أعمال فنية لا تموت ، أعمال فنية خالدة وتثير من النقاش والأسئلة ، حول قيمتها الفنية والفكرية ، أكثر مما تجلبه من القرف والتأفف ، لدى العديدين  .

فليس من المعقول ، في مجتمع يزخر بالعديد من الفوارق والمتناقضات وبالكثير من المعاناة ، ولا ينتج أفراده ، أعمالا درامية كمسلسل " الجماعة " ، الذي تبثه ، حاليا ، قناة "نايل دراما "، بمناسبة شهر رمضان 2010 ؟ا وليس من المنطقي ، في مجتمع البطالة ،الهجرة ، العنوسة و ضيق الآفاق وغيرها ، من القضايا اليومية والآنية ، التي تشغل ، بال الكثيرين ، ولا ننتج أعمالا فنية ، تتكلم عن نبضات الشارع ، عن المواطن البسيط ، الذي يعاني من ازدحام المواصلات ، فساد بعض المسؤولين ، المحسوبية ، الرشوة و الزبونية ، وغيرها من الإشكالات ، التي تحول دوننا و دون تقدمنا في العديد من المجالات الإبداعية و الحياتية ؟ا

فالمشاهد المغربي ، بكل فآته العمرية والاجتماعية ، يجد نفسه مرغما ، على تغيير القنوات الوطنية ، لمشاهدة قنوات تحترم نفسها على الأقل وتحترم ذكاء مشاهديها ، وتقدم له باقة من أحدث المسلسلات والأعمال الفكاهية والدرامية ، التي تحقق المتعة والترفيه في آن ، كما تعالج العديد من القضايا المجتمعية ، بأحدث التقنيات في التصوير والإخراج ، مع إتاحة الفرصة للشباب والوجوه الجديدة ، لتقول كلمتها في المشهد الفني ، الذي لا يتسع ، إلا لأصحاب المواهب الصادقة والواعدة ، على العكس من مشهدنا الفني ، الذي يعاني من عقم ومن  وجود العديد من الدخلاء والطفيليين على الميدان ، في حين أن المواهب الحقيقية ، دونها الأبواب موصدة ، في مختلف المجالات .

وما نراه ، من تردي فني ، ما هو إلا نتيجة منطقية ، لهروب الفنانين الحقيقيين وهجرتهم إلى الخارج ، في الوقت ، الذي وجد فيه أنصاف المواهب ، الفرصة  لتمييع ، الواقع الفني والإبداعي ، وتقديم كل ما هو " تافه " و" رديء " و " سطحي " ، بحثا عن رضا الجهة المانحة و من أجل ملء أرصدتهم البنكية ، على حساب الفن الراقي و الإبداع الحقيقي .

- إلى ، متى ، إذن ، ستبقى الأمور على حالها ؟ا وهل من تفكير في تأسيس جمعية للدفاع عن حق المشاهد المغربي ، في احترام ذوقه وذكائه و حقه في مشاهدة أعمال تليق بتاريخه وحضارته ؟ا

- بل ، إلى متى ، سنظل نمارس سياسة " النعامة " التي تخفي رأسها ، في الرمال ، في الوقت الذي يتكاثر فيه أشباه الفنانين وأنصافهم ويتزاحمون على المشاركة في أعمال فنية تسيء إليهم ، أكثر مما تسيء إلى الواقع الفني المحلي ؟ا

- وهل ، سيأتي يوم ، على قنواتنا الوطنية الأرضية منها والفضائية وتقدم لنا أرقى الأعمال الدرامية والفكاهية المحلية ، التي تدفع بنا إلى الفخر بها ، بعد أن أصبحت تخجلنا أمام القريب قبل البعيد ؟ا إلى متى ؟ا إلى متى ؟ا   

أم ، أن الأمور ، ستبقى على حالها ، حتى إشعار آخر ؟