على بعد 10 أيام، من حلول شهر رمضان الكريم
القنوات التلفزية الوطنية، هل ستكون في الموعد؟ا
علي مسعاد
لعل ، السؤال ، الأكثر ترددا ، لدى متتبعي ، برامج ، القنوات التلفزية الوطنية ،الأرضية منها والفضائية ، هو :
- هل ستكون القنوات 8 في مستوى المنافسة ؟ا
- وهل ستكون في الموعد ، مع جمهورها ؟ا
- أم ، أنها ، ستعرف ، طريقها ، إلى "الفشل " ، تماما كالسنة الماضية ، في مستوى البرمجة الدرامية كما الفكاهية ؟ا
قبل ساعات ، نشرت الصحف الوطنية ، تفاصيل البرمجة الرمضانية ، التي يغيب عنها ، هذه السنة ، العديد من الوجوه الفكاهية ، التي استنفدت مبرر وجودها ، لتتاح الفرصة لأخرى ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، خاصة وأننا ، أصبحنا نعيش زمن "المنافسة " وبامتياز ، عبر الأقمار الصناعية .
وما الأخبار " الغير السارة " ، التي تناقلتها ، وسائل الإعلام ، المكتوية منها والإلكترونية ، عن إفلاس ، قناة "عين السبع " و " المغادرة الطوعية " ، إلا نتيجة منطقية ، عن هروب " المشاهد " المغربي ، إلى القنوات العربية و الأجنبية ، بحثا عن " الجودة " المفتقدة في أعمال وطنية ، أبانت عن مستواها ،الرديء و المتواضع ، إن أدبيا أو فنيا .
"الرداءة "، التي كانت السبب الحقيقي ، وراء " هرولة " العديد من المشاهدين ، إلى قنوات عربية ، أقصر عمرا ، من نظيرتها الوطنية ، ولكنها ، استطاعت في وقت وجيز ، أن تبصم حضورها و تقول كلمتها ، عبر " الساتل " ، في الوقت الذي عجزت فيه القنوات الوطنية ، أن تقدم لمشاهديها ، برامج في مستوى " تطلعاتهم " و أفق انتظارهم .
"أفق الانتظار" ، الذي لم تستطع ، أن تصل إليه ، أعمال درامية وفكاهية ، فشل أصحابها ، في تطوير إمكاناتهم الذاتية ، وتجديد أسلوبهم الفني ، وارتكنوا إلى حيث هم ، إلى اجترار أنفسهم ، في كل الأدوار، بالحركات ذاتها والإلقاء عينه والتشخيص نفسه ، دون تفاعل مع البناء الدرامي للشخصية .
أعمال فكاهية ودرامية ، كتب عنها وبشأنها ، الكثير من المقالات ، التي وقفت على نقاط ضعفها ، إن على مستوى السيناريو أو الأداء أو الرؤية الإخراجية .
انتقادات " لا دعة " ، وصل صداها ، إلى الموقع الاجتماعي الشهير ، " الفايس بوك " ، عبر تكوين مجموعات شبابية ، دعت المسؤول ، عن البرمجة الرمضانية ، إلى إيقاف " المهازل " الفنية ، التي ترتكب في حق الفن والفكاهة .
أعمال ، لا تستحق المرور إلى المشاهد ، بله الحصول على دعم مالي ضخم ، لا يوازي فقرها الفني والإبداعي ، و" فشلها " في الدخول ، إلى قلوب المشاهدين ، بسبب تفاهتها وسطحيتها وفراغ محتواها .
مما ، أفقد المشاهد المغربي ، الثقة في الأعمال الفنية الوطنية ، التي بقدر تسابق أصحابها ، على الحصول ، على " كعكة " رمضان ، بقدر ابتعادهم عن " التجديد " و " التطوير " و تحقيق " المتعة " و " الترفيه " التي من أجلهما ، وجدت الدراما والفكاهة .
فهل ، ستكون البرمجة المقبلة ، التي أعلنت عنها القنوات الوطنية ، لرمضان المقبل ، في المستوى و هل ستعيد الوجوه " البديلة " ، الجماهير " المهاجرة " إلى الساتل ؟ا
وهل ، ستحقق ، الإنتاجات الرمضانية ، لهذه السنة ، التي يساهم في توقيعها ، كل من " البشير السكيرج ، حسن الفد ، الحسين بنياز ، مصطفى الزعري ، صفية الزياني ، محمد الجم ..." وآخرون ، "المتعة" لمشاهديها ؟ا
وهل ، بأعمال فكاهية و درامية ك :" جحا " ، " العام طويل " ، " الحراز " ، و " دار الورثة " ، " شمس القنديل " ، "عشق البارود " ، " المطمورة " ، " رياض المعطي " ، "توتر " ، " اللجنة " ، " الرحلة " و " ريح الشقاء " ، ستكون في الموعد ، مع جمهورها ، الذي " هاجر " قسرا ، إلى القنوات الأجنبية ؟ا
وهل ، سيشكل رمضان 2010 ، القطيعة مع " التفاهة " ، " الرداءة " و " السطحية " أم أن " تطلعات " المشاهد المغربي ، في إنتاجات مغربية ، تتسم بالجودة ، في الشكل والمضمون ، ستبقى ، معلقة ، حتى إشعار آخر ؟ا