معرض "انتظار"

معرض "انتظار" للفنان التشكيلي

طالب الدويك

جميل السلحوت

[email protected]

يقيم الفنان التشكيلي طالب الدويك معرضا فنيا للوحاته ما بين 8-12 تشرين الثاني الحالي في المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي سابقا – في القدس الشريف .

والفنان طالب الدويك من مواليد القدس عام 1952 شغل رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين من 1990 وحتى 1996

- رئيس قسم الفنون في جامعة القدس من 2001 وحتى 2003

-  عضو لجنة المناهج للفنون والحرف الفلسطينية

-  محاضر في جامعة القدس – كلية الفنون الجميلة .

شارك في معارض دولية مميزة في سوريا ، اليابان ، المانيا ، اسبانيا ، الولايات المتحدة ، كندا ، بلجيكا ، الامارات العربية المتحدة ، مقر الأمم المتحدة ، تونس ، المغرب ، الأردن ، الشارقة ، اضافة الى عشرات المعارض في فلسطين

وطالب الدويك فنان تشكيلي متميز في لوحاته شكلا ومضمونا، وواضح في لوحاته المختلفه انه مسكون بالقدس ، وتراثها وناسها ، وموروثها الديني ، كما هو مسكون بهموم شعبه ووطنه ، ومن هنا فإن لوحة التراث التي تتصدر معرض " انتظار " تحوي عشرات الرسومات التراثية الدينية الاسلامية والمسيحية ، اضافة الى الصناعات التراثية ، والمأثورات الشعبية المادية ، ومن يتمعن في لوحته هذه يجدها تصرخ قائلة : " انا القدس ممتدة عبر التاريخ واحمل في حضني حضارة شعب عريق ، ساهم في بناء الحضارة الانسانية" ، ويلاحظ ان وجهين يتوسطان اللوحة واحدة لرجل والثانية لامرأة ، وكان الفنان يقول بأن كلا الجنسين البشريين ساهما في بناء هذه الحضارة .

وبما ان القدس هاجس الفنان ، هذه المدينة التي تتم سرقتها وتغيير ملامحها العربية الاسلامية ،  تأسر لبّ وريشة الفنان ، لذا فهو يسحتضرها في اكثر من لوحة منها " القدس في الليل " و " القدس في اللون الاصفر " و " البلدة القديمة " و " رمضان " و " القدس في العين "

و " القدس في الليل " جاءت في اكثر من لوحة ، وفي اكثر من جانب ، والفنان لا يكرر نفسه في هذه اللوحات لان القدس لوحة حضارية انسانية تصعب الاحاطة بكنوزها وجمالها وروعتها وقدسيتها واهميتها .

ويلاحظ ان الفنان طالب الدويك . اشتهر ايضا برسم الوجوه ، لذا فإن اكثر من لوحة ايضا تحمل رسومات لوجوه مختلفة ، فهل تعني هذه الوجوه أن اجيالا تذهب وان اجيالا تأتي ، وهذه سنة الحياة ؟؟ أم تعني انه مهما تبدلت الوجوه على القدس فإن وجه المدينة لن يتغير ، أم ان هذه الوجوه حائرة مذهولة لما يجري في القدس ، أم ان هذه الوجوه تنتظر من يحررها أم انها تبحث عن المستقبل ؟ فكل الاحتمالات قائمة ، وعلى الناظر الى لوحات الوجوه ان يفهمها كيفما يشاء ، فلكل عقله وعلمه وثقافته ، وكل لوحه تحمل اكثر من قراءة .

وهناك لوحات عن الجدار الاسرائيلي الذي يعتبر جريمة العصر بكل المقاييس ، ففي لوحة " اطفال يتسلقون الجدار " واضح ان الفنان الدويك مؤمن بأن اطفال فلسطين قادرون على هدم هذا الجدار الذي يهدم تواصلهم مع ابناء شعبهم، ومع امتدادهم العربي والاسلامي، ولم يغب عن المعرض لوحات " الأمومة " حيث الأمّ مصدر الحنان ومنبع الخصوبة .

أمّا لوحة " انتظار " فهي تحمل خليطا عجيبا من الرموز التي تعيش حالة البؤس والحرمان والاضطهاد وتنتظر الخلاص فهل من مخلص ؟؟