رائد المواقع الإنشادية "إنشادكم" تحت المجهر
رائد المواقع الإنشادية "إنشادكم" تحت المجهر
آلاء الرشيد
نشيدنا لم يعد تلك الكلمة المغناة المحصورة في المساجد والمناسبات الدينية فقط، فقد انتقل من مرحلة الموشحات والمواويل الشعبية إلى مرحلة أوسع وأشمل، فغدا النشيد كلمة حاضرةً منتشرةً في كل مكان حملت على كاهلها مهمة الحفاظ على رسالة النشيد وأهدافه دون المساس بأصولها، وعاد الإنشاد من جديد يرسم خارطته في الساحة كفن أصيل ينافس الفنون الهابطة الأخرى، بما جدّ فيه من تطورات لوحظت على المنشدين والمنتجين والملحنين والشعراء، وأصبح النشيد على أفواه محبيه في جميع المحافل والمناسبات الرسمية والعامة.
والمتابع للقنوات الفضائية يجد حضورًا لافتـًا للأناشيد المسموعة والمصوّرة "الفيديو كليب" والحفلات المتعددة في القنوات الملتزمة وغيرها، وآذاننا ألفت سماع النشيد من الإذاعات، وغدت تتناقل أخباره وجديده الصحف والإنترنت، كل ذلك جاء كخطوة تغيرية للصورة النمطية للنشيد التي استمرّ عليها فترة طويلة من الزمن.
ولا ينكر أحد ما أحدثته الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" من تغيير للاتجاه المعرفي لدى القارئ والباحث، فبات مصدرًا من مصادر الحصول على المعلومة والمعرفة السريعة والميسرة التي أصبحت متوفرةً في متناول أيدي الأغلبية.
وحرصًا من الشباب الفاعلين للتصدى لموجة الفساد والتغيرات التي طرأت على الأمة، وسعيًا للارتقاء بفكرها، وبمبادرة من المهندس سالم بافرج الذي أسس صفحة شخصية على شبكة الانترنت كخطوة لم يكن يدرك حينها أنها ستكون بدايةً لواحد من أشهر مواقع النشيد الاسلامي الملتزم يحمل اسم "إنشادكم"، وتزامن تأسيس الصفحة الشخصية للمهندس بافرج عام 1998 مع صدور (ألبوم أعماق السكون) للمنشد الإماراتي أسامة الصافي، الذي حقق ألبومه خدمة للدارسين في أمريكا كمصدر للحصول على الأناشيد المفقودة هناك.
وتوالت التغيرات والتحولات من تأسيس "دومين" خاص للموقع، واندماجه مع مواقع أخرى، ومن ثم منتدى فقط استمر لمدة عامين تطور فيها الموقع بشكل متسارع إلى أن تم إطلاق الموقع بشكل رسمي يوم السبت بتاريخ 7/7/2007م.
وضع القائمون على موقع إنشادكم نصب أعينهم غرس القيم والأخلاق الإسلامية، وتحقيق مبدأ الحوار الراقي والنقد البنّاء من خلال طرح مواضيع هادفة تعمل على خدمة ديننا الاسلامي لدى أعضائه الذين يزيد عددهم على ( 57.000 ) عضوًا هذا غير زواره الذين يرتادونه يوميًا، ولم يتعارض ذلك مع السياسات المتبعة في الموقع بأقسامه المختلفة التي تسعى بشكل أساسي إلى الدعوة في إطار ترفيهي تربوي، وطرح مسابقات متنوعة لإبراز مهارات المتميزين من أعضائه في المجال الفنّي والفكري، وتعزيز روح العمل الجماعي، وتُرجم ذلك على أرض الواقع من خلال تنظيم لقاءات شبابية لأعضاء الموقع من الشباب والفتيات كلا على حده في عدد من الدول كالإمارات والسعودية والأردن، وساهمت تلك اللقاءات في إنجاز مشاريع خيرية وجمع التبرعات للمشاريع كمشروع مسجد انشادكم الذي ما زال قيد التنفيذ في النيجر بإشراف من جمعية الهلال الأحمر الاماراتية بالإضافة للتبرعات التي تم جمعها في الموقع من الأعضاء.
ولأن موقع إنشادكم يسعى لإنقاذ الشباب مما يحيط بهم من فتن ومغريات، وتحرير عقولهم من سطوة الحب والعشق الزائف، وترسيخ جذورهم الإيمانية بإيجاد بديل وسطي، وربطهم بقضايا أمتهم، ومحاكاة فطرتهم السليمة التي فطرهم الله عليها، رفع إنشادكم شعار "إنشاد هادف خير من غناء ماجن".
وسعى موقع انشادكم إلى تنمية مهارات رواده مستفيدًا من وجود طاقات شبابية متنوعة في مجالات عدة، ونظم دورات لصقل مواهبهم، في مجال: الإنشاد والتلحين والتوزيع الصوتي والتأليف، ومجالات أخرى: كالتصميم والتصوير الفوتوغرافي والفنون الأدبية، وجاء معرض إنشادكم في الموقع حصيلة لأجمل التصاميم والصور.
وبدا الاهتمام بالإعلام المرئي والمسموع والمكتوب للموقع جليّاً، عند التعاون مع قنوات فضائية كقناة إقرأ، وقناة الشارقة بتغطيتها الإلكترونية الحصرية لبرنامج منشد الشارقة، وكذلك يعتبر الموقع صاحب الخطوة الرائدة في الإعلام المسموع بتأسيسه راديو إنشادكم الذي يبث الأناشيد المنوعة في مواعيد محددة خلال اليوم، واحتضن الموقع أيضًا عددًا من الصحفيين والإعلاميين المهتمين بفن النشيد، زودوا الموقع بأعمالهم الصحفية الفنية المنشورة في الصحف، هذا غير التغطيات الإعلامية للمهرجانات الإنشادية إما بصورة رسمية من خلال مندوبي الموقع في عدد من الدول العربية أو بجهود شخصية من الأعضاء المنتسبين.
تجد أقسام الموقع بعد انطلاقته الجديدة يرتكز على تأسيس موسوعة شاملة لجميع العاملين في الحقل الإنشادي من شعراء ومنتجين وموزعين ومنشدين للتعريف بهم تيسيرًا للتواصل فيما بينهم وبذلك يكون الموقع مرجعًا للتعاون بين جميع الأطراف، فلا نستغرب يومـًا أن نجد ألبومًا إنشاديًا كاملاً تم تنظيمه والاتفاق على تنفيذه عبر الموقع.
إنشادكم باطلالته الجديدة أهدى الأعضاء أنشودة بمناسبة الافتتاح، وعدداً من الإهداءات الإنشادية من منشدين متنوعين من الوطن العربي مشاركة منهم فرحة الافتتاح، وما يميز إنشادكم عن غيره من مواقع النشيد الأخرى محافظته على حقوق الاصدارات الإنشادية فيحدد فترة ستة أشهر لترويج الإصدار في الأسواق قبل أن يسمح بنشرها في الموقع، وذلك إيمانـًا منه أن عملية إنتاج أي إصدار تكلف صاحبه جهدًا معنويًا وماديًا كثيرًا.
الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وعدد من الدعاة والعلماء زكوا موقع إنشادكم ، فالنشيد جزء لا يتجزأ من عقيدتنا، وجسر لنشر الدعوة الإسلامية من خلال الكلمة الطيبة واللحن الأصيل.
وأخيراً هذا ما نبحث عنه، طرب أصيل، وكلمة طيبة، وصوت سجي يطربنا عند الترويح عن أنفسنا حين الكلل، وجهود تُسخر التكنولوجيا الإلكترونية لتحقيق هذا الهدف السامي لأنفسنا أولاً، ثم لمتابعي الإنشاد، ولمن تاه عن هذا الدرب لإرشاده إلى المباح من الغناء والطرب.