دردشات مع المنشدين (2)

دردشات مع المنشدين

على هامش تصوير حلقات البرنامج الخاص

بالأغنية الملتزمة في قناة الرسالة

( 2 )

تقرير عن الحلقات

نجدت لاطـة

[email protected]    

       في البداية لا بد من أن أذكر أسماء المنشدين الذين تواجدوا في مكان التصوير، وهم : موسى مصطفى ، عادل الكندري ، محمد العزاوي ، عماد رامي ، يحى حوا ، عبد الفتاح عوينات ، غسان أبو خضرة ، المطرب سميح شقير ، فرقة البراء ، فرقة اليرموك ، وهناك أعضاء من بعض الفرق الأخرى . وقد كنا نتبادل الأحاديث معهم في شتى القضايا ، وخصوصاً أن سـاعات التصوير كانت طويلة جداً ، من الظهر إلى الساعة العاشرة ليلاً .

       بصراحة .. فكرة البرنامج هي أكثر ما أعجبني في البرنامج ، لأن ظهور المنشدين في القنوات أصبح مألوفاً ومعتاداً عليه ، بعكس أيام زمان حيث كنا نحلم أن نرى منشداً في قناة فضائية .

       أما فكرة البرنامج فهي غير مألوفة أبداً ، لا في العمل الإسلامي ولا في القنوات الإسلامية . لذا تعتبر فكرة البرنامج شكلاً رائعاً للتطور الفكري والفني في العمل الإسلامي ، لأن القائمين على البرنامج هم من الشباب الإسلامي .

       وتقوم فكرة البرنامج على ثلاثة عناصر أساسية ، وهم سمة التطور في هذا البرنامج ، العنصر الأول : تسمية الأنشودة في البرنامج الأغنية الملتزمة ، أي أن الأستاذ إيمان بحر درويش يرفض ذكر كلمة ( النشيد أو الأنشودة ) لذا سنجده يحرص كل الحرص على تكرار مصطلح ( الأغنية الملتزمة ) . وهذا المصطلح سيقرّب الأنشودة إلى الجمهور أكثر من ذي قبل .

       العنصر الثاني : استضافة نوعين من الفنانين : 1 ـ المنشدون . 2 ـ المطربون الذين ابتعدوا عن الفن الهابط والتزموا في غنائهم هموم الوطن والقضية الفلسطسنية والمعانية الإنسانية وغير ذلك من الأمور الجادة ، ولا يعني ذلك استبعاد المعاني العاطفية ، وإنما كذلك تشملها ولكن دون إسفاف فيها . واستضافة المطرب الملتزم سميح شقير خير شاهد على ذلك . وبالفعل لقد غنى لنا أغاني جميلة جداً في اللحن والكلمات .

       العنصر الثالث : الحرص على أن يكون الجمهور من شتى فئات الناس ، يعني ليس شرطاً أن يكونوا من المتدينين والمتدينات ، لذا سنجد فـي الجمهور نساء سافرات . وقد كان الجمهور فـي حلقة المنشد موسى مصطفى مختلطاً ، ذكور وإناث ، الذكور منهم المتدين ومنهم غير المتدين ، والنساء منهن المتحجبات ومنهن غير متحجبات . ولكن ـ للأسف ـ لم يتم التصوير ، وذلك بسبب الأعطال الفنية . وحين جئنا في اليوم الثاني ( وكان يوم جمعة ) لم يستطع مخرج البرنامج أن يأتي بنساء غير متحجبات ، وقد سألته عن ذلك فقال : اليوم جمعة والجامعة معطلة ، لأن التصوير كان في داخل إحدى قاعات الجامعة . لذا تمّ تصوير حلقة موسى مصطفى وجمهور النساء كلهن متحجبات .

       ولكن في حلقة المطرب سميح شقير كان نسبة النساء غير المتحجبات كثيرة ، وقد جئن على سمعته وشهرته . أما بقية المنشدين فقد كان جمهور النساء متحجبات فقط ، وذلك لأن الجامعة معطلة أيضاً .

       وأقول : إن الإسلاميين ما زالوا مقصّرين في العمل الدعوي ، والمنشدون مقصّرون كذلك ، وجمهورهم هو من المتدينين فقط ، أما غير المتدينين فهم لا يعرفون شيئاً عن النشيد والمنشدين ، وقد سألت إحدى البنات من غير المتحجبات عن المنشد موسى مصطفى فلم تعرفه ولم تسمع به . وسألت أخرى عن المنشد أبي راتب فكذلك لم تسمع به .

       المهم أن المشرفين على البرنامج يحرصون على أن يكون الجمهور من المتدينين وغير المتدينين . وهم يتقصدون ذلك حتى يكون البرنامج لشتى فئات الناس وليس للمتدينين فقط .

       وقد ذكرت للمنشد يحيى حوا أهمية العنصر الثالث في البرنامج ، يعني أهمية وجود نساء غير المتحجبات في البرنامج ، فقال لي : لا بأس بذلك ، فقلت له : ينبغي أن نحرص على أن يكون جمهور البرنامج مثل جمهور الأستاذ عمرو خالد ، وجمهور عمرو خالد مختلط ، ومن هنا اكتسبت أحاديث عمرو خالد أهمية كبرى في الدعوة . فأضاف المنشد يحيى : إلا الحلقة الخاصة بي ، فسأحرص على أن يكون الجمهور من المتحجبات ، لأني أنا منشد وقارئ للقرآن ، ومن غير المعقول أن يراني جمهوري جالساً بين نساء سـافرات وأغني لهن .. فوافقته على ذلك ، يعني عليه فقط . أما بقية المنشدين فينبغي أن يكون جمهورهم مثل جمهور عمرو خالد .