ألحان سيد درويش الغائبة عن النشيد الإسلامي
ألحان سيد درويش
الغائبة عن النشيد الإسلامي
نجدت لاطـة
كثيراً ما أستمع إلـى بعض أشرطة النشيد الجديدة مرة واحدة ثم لا أعود أليها أبداً , وذلك لضعف هذه الأناشيد ، ولو بحثنا عن السبب الرئيسي بل السبب الوحيد لوجدنا أن ضعف الألحان هو السبب . يعني ليس السبب هو ضعف الصوت ، وليس كذلك بساطة الكلمات أو ضعف معناها . وحتى أقرّب هذا المعنى أضرب مثالاً : لو جئنا بأنشودة جميلة جداً لأستاذنا أبو راتب أو أبو الجود ... ثم أعطيناها لمنشد عادي جداً وأنشدها ، فإننا سنجد أن الأنشودة سـوف تطربنا ، لماذا ؟ لأن لحنها جميل ولن نمل من سماعها . أليس كذلك ؟ صحيح أنها لن تكون بنفس المستوى ولكن ستبقى جميلة .
والمتتبع لحال منشدينا يلحظ بشكل واضح جداً أن التلحين هو المشكلة الكبرى عند المنشدين ؟ لذا تجدهم كثيراً ما يلجئون إلى أخذ ألحان الأناشيد القديمة أو ألحان الأغاني . ويكاد نجد فـي كل شريط لحناً مسروقاً أو أنشودة مستعارة بكاملها . فإذا كان المنشد الكبير عماد رامي استعار أناشيد أبو الجود كلها فـي شريطه ( غرباء ) . فالله يعين بقية المنشدين الذين معظمهم أقل من عماد رامي .
وأظن أن مشكلة التلحين لن نجد لها حلاً إلا إذا أنشأنا معاهد فنية خاصة بالمنشدين . وإلى حين إنشاء هذه المعاهد التي تحتاج إلى سنين لا بدّ أن نجد حلولاً سريعة حتى يقوى النشيد وحتى يقل عدد الأشرطة الضعيفة . وحتى نكون عمليين ونفكر بعقولنا وليس بعواطفنا أنا أنصح إخواني المنشدين اقتباس ألحان الموسيقار الكبير سيد درويش ، فهو عملاق العرب بدون منازع بشهادة كبار أهل هذا الفن . وحتى المطربين القدامى والجدد يستعيرون من ألحانه كثيراً ، فمثلاً غنت المطربة فيروز أغنية سيد درويش :
زوروني كل سنة مرة حرام تهجروني بالمرة
وغنت إحدى المطربات الجدد أغنية سيد درويش أيضاً وهي :
الديك بينده كوكوكوكوكو في الفجرية
ياللا بنا ياللا على باب الله يا صنايعية
وغنى كثير من المطربين أغنيته المشهورة وهي :
سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة
وكل هذه الأغاني نجحت بشكل كبير جداً وأحبها الجمهور كثيراً .
وهناك الكثير من أغانيه وكلها جميلة جداً في غاية الروعة ولا تملها الأذن أبداً ، وقد صار عمر أغانيه أكثر من ثمانين سنة ولم تملها الأذن . وعدد أغاني سيد درويش كثير جداً ، وقد أصبحت من التراث ، يعني حقوقها غير محفوظة وإنما هي لهذه الأمة . على فكرة ، سيد درويش كان يعمل مؤذناً في أحد المساجد في مصر ، يعني هو ليس من بتوع مطربين هذا الزمان ، يعني سمعته جيدة . ونحن أحق به من المطربين .
فنحن إما نسـتعير أغنيته كلها أو نستعير اللحن فقط ونضع له كلمات جديدة . أليس هذا أفضل من ألحان الكثير من الأناشيد التي توجع الرأس بدلاً من أن تطربه ؟
وأغاني سيد درويش متنوعة ، فمنها الوطنية مثل :
بلادي بلادي لك عزي وفؤادي
ومنها الاجتماعية والغزلية وغير ذلك . ومن يريد أن يطلع على أغانيه فهناك كتب تحكي قصة حياته وتتحدث عن أغانيه ودوره في الغناء العربي .
وأظن أنه إذا استعار المنشدون ألحان سيد درويش سيحدث نوع من التجديد الذي يحرك الساحة الفنية وينشطها .