العرض الأول لمسرحية هواية أسامة

العرض الأول لمسرحية "هواية أسامة"

تأليف وإخراج: ياسين سليماني

[email protected]

بحضور جمع كبير من الأساتذة المسرحين والأطفال تم عرض مسرحية "هواية أسامة" يوم الخميس التاسع من يوليو تموز بالمركز الثقافي الأمير خالد، وكانت فرصة جيدة لالتقاء أسرة المسرحية بذوي الاختصاص من الأساتذة من اجل نقد وتقييم وتقويم المسرحية.

والمسرحية من تأليف وإخراج ياسين سليماني

تمثيل: سمير سليماني (جمال)، حنان بلهوشات، أسامة مرابط، رمزي كاملي

موسيقى: طارق عيساني وديكور وسام كاملي

فيما أنجز الإكسسوارات محمد مطرش وساعد في الإخراج مجموعة من الشباب: عائشة كاملي، هدى لعيايدة، حبيبة بلهوشات، سمية كاملي.

    وقد بدء هذا اللقاء الذي أبدع فيه الفنان الموسيقي الشاب طارق عيساني بمقطوعة من التراث الجزائري "بلادي هي الجزائر" ثم افتتحت الآنسة هدى لعيايدة الجلسة بكلمات ترحيبية بالجمهور  الذي غصت به القاعة فتحدثت عن المسرح وعن التجربة المسرحية التي خاضها الكاتب الشاب ياسين سليماني في الرواية وبخاصة في مجال المسرح لتفسح المجال لممثل عن المنتدى الثقافي التابع لهذا المركز أن يتحدث في كلمة مختصرة عن جدوى المسرح، مرحبا بالكاتب ومشجعا له، منبها إلى أن فكرة إتباع العرض المسرحي بجلسة مناقشة ، فكرة جريئة يصر عليها إنسان لديه ثقة كبيرة بالنفس.

   من جهتة تحدث الكاتب ياسين سليماني مؤلف ومخرج المسرحية في كلمته عن ضرورة تكاتف جهود الفنانين المسرحيين ولم شملهم من اجل خلق مدرسة مسرحية حقيقية يتفاعل فيها المبتدئون مع المحترفين .

   وقد استمر العرض المسرحي بعد كلمة الكاتب لمدة تقارب النصف ساعة، وهي المدة التي يفترض أن يأخذها أي عرض مسرحي موجه للأطفال مع إمكانية زيادة بعض الدقائق لا أكثر وذلك من أجل الإبقاء على الانتباه من طرف الطفل.

وتحدث مجموعة من الأساتذة حول العرض الذي حضروه، فثمن جميعهم هذه التجربة، وباركوها متمنين المزيد من الإبداع في هذا المجال غير أن العديد منهم أشار إلى مجموعة من النقاط التي كان التعامل معها بالشكل الجيد يعطي للعمل بعدا جماليا أكبر وتلخصت هذه النقاط في:

- طول مساحة الموسيقى في العرض بحيث كانت مساوية للحوار وهو ما أرهق -حسب الأستاذ رشيد شبلي- الأطفال إلى جانب غياب الحركات في الأغاني بحيث كان الطفل واقفا مسمرا ينتظر انتهاء الموسيقى من أجل البدء في الغناء.

-توزيع غير مناسب لحركات الأطفال في المسرحية، خاصة أن العرض المسرحي، - يقول الأستاذ شبلي- كالدفتين في الميزان، يجب أن تتناسب الحركات مع الديكور وألا يثقل الجانب الأيمن في مقابل الأيسر أو العكس.

- المعاني التي جاءت في المسرحية كانت مباشرة فالمسرحية يتحدث فيها الممثلون عن فضائل الكرة ثم مساوئها وبعدها التلفاز ثم مساوئه، وأخيرا الكتاب الذي لا مساوئ له حسب المسرحية، وهذا في رأي شبلي دائما، أشبه بالعظة أو خطبة الجمعة، وهو الكلام الذي علق عليه الكاتب حيث رفض تشبيه ما جاء في المسرحية بخطبة الجمعة، وقال بأن هناك طرق في التعبير عن الموضوع الواحد، فيمكن استعمال التصريح، كما يمكن التلميح وان التصريح ببعض الأفكار لا ينقص من الموضوع، ويجب- كما يقول الكاتب- ألا نتذرع بالتلميح حتى يغمض الموضوع ويطول.

- عدم استعمال تقنية الإظهار و الإخفاء، فالكتاب ظهر من بداية العمل رغم أن دوره يأتي في آخره وهذا جعل من الطفل يعرف مسبقا الكتاب فغاب عنصر التشويق.

أما أستاذ اللغة و الأدب العربي الأزهر إسماعيلي فبعد أن أشاد بالكاتب نبه كذلك إلى مجموعة من النقاط:

- شخصية الطفل أسامة أصغر من أن تعرف معنى السعادة " لا أيتها الكرة أنت لا تعطيني السعادة"، وكان ردّ الكاتب بأن الطفل اليوم يعرف الكثير من المعاني وأولها هذا المعنى، وسؤال الأطفال حول هذا يمكن من إثبات ذلك.

- سرعة تغير مواقف البطل، حيث يحب بسرعة، ويكره بسرعة، بل ويقتنع بسرعة.

يقول الكتاب: "سماك أصدقائي "أسامة الكسول"

فيرد أسامة: لا لن أكون كسولا بعد اليوم.

واقتناع البطل بكلام الكتاب جاء بسرعة دون تفكير مسبق، وهذا نقص كان يمكن تفاديه ببعض الانتباه من الكاتب.

- غياب دور الأم، بل وتشويه صورتها.. فالأم حسب ما جاء في المسرحية قدمت في صورتها السلبية، رغم أن الطفل ينظر إلى أمه على أنها الكائن الذي لا يمس وجاء تعليق سليماني بأن هناك نماذج من الأمهات مثل ما صورته المسرحية (الأم المهملة)و قولبة الأم كنموذج (مثل أعلى دائما) بعيد عن الحقيقة تماما.

   من جانبه نبه الأستاذ زغادي إلى كثافة الديكور الذي أعاق في تصوره التمثيل كما كان غياب الجانب الفكاهي ، في الوقت ذاته أجمع الحضور على تثمين جهد ياسين سليماني في الكتابة والإخراج، فأشادت الكاتبة رقية هجريس باللغة الفصيحة التي ظهر بها العرض ونبه الأستاذ موسى فارس إلى أن الجميع يمكن أن يكون بطلا في النقد لأنه لم يجرب المحاولة، لذلك فرغم وجوب الأخذ بآراء الأساتذة إلا أن كلام الكثير منهم لا يخلو من الخطأ والآراء المسبوقة بخلفيات. كما اعتبرت عائشة كاملي - ردا على الأستاذ شبلي - أنّ الطفل قادر على حمل الكثير من الأفكار فإذا لم يحملها الآن فمتى يبدأ بحملها؟.

من جهته، فقد ذكر الجمهور مجموعة من الملاحظات المختصرة في نقاط قليلة:

- عمل جيد لكن الأفضل أن تكون الأغاني مسجلة.

- الفكرة والنص جيدان 100%

- غلبة طابع الموسيقى على المسرحية، واختيار أغاني مشهورة وتغيير كلماتها فقط.

   وقد رد سليماني على مداخلات الأساتذة و الجمهور بأن الإمكانيات البسيطة حالت دون تقديم عرض أكثر تميزا، مثل غياب الخشبة وغياب مكبرات الصوت، أما توظيف أغاني معروفة دون أخرى جديدة فراجع إلى محبة الأطفال لهذه الأغاني بعينها، إلى جانب أن كتابة كلمات جديدة بالموسيقى نفسها يعد أيضا إبداعا جيدا، خاصة أن الكلمات مغايرة تماما في مواضيعها عن الأغاني الأصلية مشيدا في الوقت نفسه بأعضاء مسرحية "هواية أسامة" من الموسيقي إلى الديكوريست إلى الأطفال وأسرهم و المساعدين الذين كانوا أسرة واحدة قدموا لياسين سليماني الدعم الكامل وغير المشروط واثقا من أن آراء الأساتذة خاصة ستؤخذ بعين الاعتبار في جانبها الموضوعي المفيد من اجل تقديم الأفضل في عروض قادمة.

وقد اختتمت منشطة الندوة الجلسة بالإعلان عن تكريم أبطال المسرحية حيث قدمت شهادات تكريمية وجوائز للممثلين الأربعة كما سلمت شهادة تكريمية للفنان الشاب طارق عيساني نظير مشاركته الفعالة في العمل.

يبقى أن نقول بأن أنشطة مثل هذه إلى جانب ما تضيفه إلى رصيد أصحاب العمل فهي تثري الساحة الثقافية وهو ما تصبو إليه عين البيضاء كغيرها من مدن الجزائر والعالم العربي.