بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى

فؤاد الزبادي بالجديدة

عزيز العرباوي

[email protected]

كاتب وشاعر من المغرب

الموسيقى تغذية للروح وقيمة نفيسة تساهم في ترقية الذوق الفني والثقافي للناس وتخلق جوا من التواصل الفني وتبادل الأفكار، ولذلك فإن الذائقة الموسيقية تختلف من شخص إلى آخر ومن طرف إلى آخر دون فرض ذوق على ذوق. فالموسيقى تساهم في خلق جو ثقافي وحضاري تمارس في ظله العديد من المواقف والآراء والتوجهات الفكرية والثقافية التي يبادر الكل إلى محاولة جعلها مجالا للتنافس والتواجد سواء من خلال المجتمع المدني أو وسائل الإعلام أو مؤسسات الدولة المختلفة التي تتانفس في تنظيم المهرجانات المختلفة والخاصة بالموسيقى والمهن الموسيقية.

وما اليوم العالمي للموسيقى إلا مناسبة لهذا التنافس والتباري على الوصول إلى المتتبع والجمهور بكل أطيافه وتوجهاته الفنية والموسيقية، وهذا يساهم في خلق مناخ فني وثقافي يدفع الكل إلى إنتاج الجميل من الألحان والموسيقى والشعر الذي يصل إلى العقول والقلوب بطريقة مناسبة ومحببة.

وبهذه المناسبة (اليوم العالمي للموسيقى) ارتأت جمعية المستقبل للتنمية الثقافية والموسيقية والاجتماعية بمشاركة الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بعمالة إقليم الجديدة تنظيم أمسية فنية راقية وراقية وحفل موسيقي جميل استدعت إليه الموسيقى الجميلة والفن الأصيل من خلال المطرب العربي فؤاد الزبادي بالمسرح البلدي بالجديدة. كانت أمسية فنية راقية وأصيلة بامتياز استطاع خلالها الفنان العربي المتميز فؤاد الزبادي أن يثير إعجاب الجمهور الذي حج بكثرة إلى المسرح البلدي بل جعل الجمهور الجديدي باسترجاع ذكرياتهم الماضية التي كان فيها هذا الصرح الثقافي (المسرح البلدي) الذي كان يعيش على إيقاع الفن الأصيل والمسرح الجميل والراقي والثقافة والإبداع المتميز وخرج العديد من الفنانين المغاربة الذين تبوأوا المراتب في الرقي الفني والثقافي.

أحيا الفنان العربي حفله الموسيقي بمشاركة فرقة معهد المستقبل بقيادة الموسيقار عبد المومن المصباحي الذي تميز في هذا الحفل بعزف مقطوعات عربية وموسيقية صعبة استحسنها الجمهور الحاضر وصاحبها بدندنات وإعجاب منقطعي النظير. وبذلك عاشت مدينة الجديدة ليلة موسيقية رائعة وجميلة استرجعت بها ماضيها التليد.

يذكر أن الفنان فؤاد الزبادي من مواليد مدينة مكناس، مارس الفن في ريعان شبابه وانضم إلى فرق موسيقية بالمدينة وسرعان ما اشتهر وانتقل إلى الشرق العربي وبالخصوص إلى مصر بلد الفن والفنانين ومن خلال تقليده وإعادته لأغاني فنانين عرب رواد من أمثال محمد عبد الوهاب ومحمد رشدي ومحمد عبد المطلب ... وغيرهم استطاع أن يحوز إعجاب المتتبعين والملحنين الذين اكتشفوا موهبته الفنية الأصيلة وكانت الانطلاقة نحو المجد والشهرة والحضور الفني المتميز الذي أصبح عليه اليوم. الفنان الزبادي يغني الأغنية العربية الأصيلة التي تثير الإعجاب وتساهم في رفع الذائقة الفنية والموسيقية العربية ولذلك فقد أثار جمهور الجديدة في ليلة الأحد 21 يونيو التي كانت ليلة رائعة بامتياز.