عليم قاسيموف يطرب جمهور أبو ظبي
مغني الصوفي الأذربيجاني
ابوظبي من جمال المجايدة: وسط إعجاب وتصفيق حاد من الجمهور اختتم المغني الصوفي الأذربيجاني عليم قاسيموف وابنته وفرقته مساء الثلاثاء فعاليات مهرجان موسيقى العالم في أبو ظبي في موسمه الأول الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، بحضور السفير الأذربيجاني وعدد من السفراء وحشد كبير من الصحافيين والجمهور على مسرح الظفرة في المجمع الثقافي التابع للهيئة.
وسرق قاسيموف وابنته ذات الصوت الرائع ذو المقامات العالية أضواء المسرح بالأغاني والموسيقى المستمدة من الشعر وسط صمت وانسجام عال جداً سيطرت خلاله لغة الموسيقى وصوت الغناء الذي تحول الى قيثارة محلقة، وسط تصفيق طويل وصيحات الاعجاب من الجمهور الذي اندمج مع الأجواء الصوفية وانبهر بالأصوات غير المألوفة.
ويذكر أن هذه المرة الاولى التي يلتقي بها المغني الصوفي الأذربيجاني عليم قاسيموف وابنته وفرقته مع الجمهور الإماراتي التي بدت عليه علامات الفرح في أول تجربة لهم مع هذا الفن الأزيري، ويعتمد قاسيموف على الأداء الكلاسيكي القديم الذي انتشر على مدى قرون في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، والمعروف باسم 'مغام' (مقام بالعربية)، والذي يعتقد أنه مأخوذ عن الموسيقى العراقية التى تقدم هذا اللون من الموسيقى إلى اليوم.
وقدم المغني الصوفي قاسيموف الذي يعتبر صوته من أهم الأصوات في العالم أغنياته وابنته مجموعة من قصائد الحب في جانبها البعد الفلسفي الصوفي الذي تغزل بالحبيب تناغمت فيه صوتيات المغني وابنته مع أصوات الآلات الموسيقية وتجاوزتها في الجماليات في أحيان كثيرة.
والجدير ذكره أن مهرجان موسيقى العالم في أبو ظبي استمر لأكثر من 8 أشهر منذ تشرين الاول (أكتوبر) 2008 أطل فيها أشهر مغني العالم على جمهور أبوظبي والكثير منهم للمرة الأولى، ومن مختلف البلدان من جميع قارات العالم ليمثلوا بالتالي مختلف الحضارات، وقد شهد المهرجان حضور أكثر من 16 ألف مشاهد توزعوا على 15 حفلة، وسوف يُعلن لاحقاً عن انطلاق الموسم الثاني من برنامج 'موسيقى العالم في أبوظبي' بمشاركة عدد كبير من أشهر نجوم الفن والموسيقى العالميين ابتداءً من تشرين الاول (أكتوبر) 2009.
ويذكر أن عليم قاسيموف مولود في شاماخا عام 1957، ويعتبر أسطورة موسيقية في اذربيجان ويحظى بتقدير عالمي كواحد من أفضل خمسة مغنين في كل العصور، ويشتهر قاسيموف باشتغاله على الموسيقى التقليدية الأذرية، وتحديداً طريقته في أداء تراث الموغام والآشيك، والموغام هو أسلوب موسيقى كلاسيكي يستمد جذوره من بلاد القوقاز والشعوب الناطقة بالتركية في آسيا الوسطى، وليس بمقدور أحد أن يقدم الاشعار المرتجلة والأصوات المسكونة بالفن في هذا الصنف الموسيقي مثلما يفعل قاسيموف.
وقد أصدر قاسيموف تسعة ألبومات وجاب العالم مشاركاً في العديد من التظاهرات الموسيقية والمهرجانات الفنية المرموقة، وفاز في 1999 بجائزة اليونسكو للموسيقى، وهي إحدى أرفع الرتب التكريمية الدولية التي يطمح إليها أي موسيقي في العالم.