الجيش السوري يساند (ناصر)

والنظام المصري يعرقله

أشرف شتيوى - ناقد صحفي مصري

[email protected]

بعد أن صدرت توجيهات عليا لإعلامنا المصرى صاحب الريادة بتجميد إنتاج المسلسلات التاريخية والدينية والبطولية حتى يظل الشعب نايم في العسل مع فيفي عبده وتيسير فهمي ويسرا والهام شاهين ونور وداليا البحيري وخالد صالح وسميرة أحمد وبوسي ونورالشريف ورياض الخولي وغيرهم كثيرون قدموا لنا تخلف عقلي النظام في حاجة إليه لدعم شعب مصر خرج علينا الكاتب يسري الجندي برائعة درامية عرض مفخرته التاريخية الإنسانية مسلسل (ناصر) في حيادية تامة عرض الإيجابيات والسلبيات ، ليتم التناول بجرأة ورؤية واضحة لشخصية عظيمة مثل ناصر حيث امتزج الفن بالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني استطاع يسري الجندي أن يصور بقلمه هؤلاء قادة الثورة بلغة صادقة جاءت معبرة عن ذاكرة أبناء الفلاحين والعامة البسطاء ونغوص في أعماق المتلقي المصري ومع بزوغ فجر الثورة جعلت الجندية شرفاً يُفرض علي الجميع دون استثناء أو مفارقة بين قادر ومعدم أن يؤدي واجبة نحو وطنه ، يخرج الملك فاروق من مصر وتختلط الأمور بين الباشاوات والإقطاعيين والأحزاب والجيش الذي فعل هذا الانقلاب ويصوغ الجندي هذا كله بحقائق تاريخية واقعية مراجعة علمياً وتاريخياً بصورة فنية تزيد الدراما ثقلاً وتعطي بعد آخر في دراما ناصر التي هزت وجدان الشعب المصري بل الشعوب العربية بعد أن رفضه إعلامنا المصري إرضاءً للنظام الفاسد ليضعنا يسري الجندي أمام سؤال ناصر (مجدي كامل) لنفسه أمام زوجته تحية (لقاء الخميسي) هل أنا كنت طامع في الحكم ؟ فتجيبه فتحية زوجته إن كنت طامع في الحكم كنت من البداية رشحت نفسك ولم يتنازل لنجيب ويتصاعد الحوار أثناء إحباط ناصر من أهداف الثورة وعدم تحقيقها فتقول له تحية لسه في أمل في بكره يرد ناصر: ممكن الأمل يتحول إلي سراب والحوارات الإنسانية رأيناها وسمعناها في مسلسل ناصر مع زوجته نجية وزوجة عمه خليل "صلاح عبدالله" توحيدة التي كانت الأم الروحية له بعد وفاة أمه صغيراً وأيضاً حواره مع زملائه , ومدير الإضاءة جمال مطر اللذان كان علي فهم تام لأبعاد وعمق المشاهد فنرى استخدامهم لمساقط الإضاءة وزوايا مختلفة تعطي حزم الضوء التي تعطي دلالات درامية وتعمق الحالة الشعورية للمشاهد وتعطي تأثيراً نفسياً علي المتلقي وتعبر عن الجو العام فجاءت الظلال – والضوء تناسب الحالة النفسية والجو العام للشخصيات ولإعطاء التأثير الدرامي علي المتلقي ايضاً الديكورات واستخدام المواقع الخارجية والداخلية كلما جاءت معبرة عن الفترة التاريخية واستطاع مهندس الديكور أن يستخدم الموبيليا التي تعبر عن الفقر والمنازل البسيطة والريف المصري في ذلك الوقت بدون مبالغة وكان للدكتورة سامية عبدالعزيز دور هام في توظيف الملابس لتناسب الشخصيات ملابس مدنية أو عسكرية وأيضاً تترات النهاية والبداية بكلمات الشاعر إبراهيم عبدالفتاح وصوت وائل جسار وموسيقى رضوان نصرى كان لها التأثير الدرامى الذى يمهد للشعور بالوطنية فمزج القيمة الأوركسترالية بالأصوات والهارمونية واستخدام الطبول كعنصر معبر عن شدة الإيقاع لتعطى انطباعاً وطنياً وحماساً مع تنويع هارمونى الأصوات وتوظيفه داخل التوزيع الموسيقى باستخدام آهات الكورال والصوت السبرانو المنفرد للفنانة هالة الصباغ والتفاعل مع الأحداث والحسرة على عصر الرجالة وكما كان لهم دور معهم فى رسم الشخصيات لتكون أقرب إلى الشخصية الحقيقية , فقد استطاعت سودابية " الإيرانية " أن تقوم بعمل مكياج لشخصية ناصر للممثل مجدى كامل أقرب إلى الحقيقة وأيضاً باقى الممثلين فجاء الشكل طبيعى وقد راعت مرور الزمن مع الشخصيات بينهم وروعى بتناسب مع المراحل العمرية للشخصيات خصوصاً عندما كان الضباط الأحرار طلبة ( مجدى كامل , سامح السيد , وغيرهم ) أخفت مراحلهم السنية الحقيقية بالفعل إلا أن بعض الممثلين أحضروا الماكيير الخاص بهم مثل ( لقاء الخميسى ) تحية و(شيرين) عنايات فجاءت الشخصيات مفزعة مقززة لا تتناغم مع روح المسلسل الذى تألقت فيه سوسن بدر ( توحيدة ) فى دورها الذى أدته ببراعة واستطاعت أن تكشف لنا عن انفعالات الشخصية فى أوقات الفرح والحزن كممثلة تؤدى السهل الممتنع وتحى بالمجتمع المصرى دور الام الذى يجب ان تكون بعد ان تشوهت الام المصريه بعوامل الفسادالعام الامريكصهيونى الموجهه من قبل نظام فاسد , والفنان القدير محمد وفيق ( عبدالناصر ) الأب الحنون الذى شجع جمال وتابع خطواته فكان نتاجه جمال عبدالناصر امتداد لجده محمد الدفراوى هذا النجم العملاق والممثل القدير صلاح عبدالله ( خليل ) عم جمال الذى أدى دوراً إنسانياً ووطنياً مفاعلاً مع الأحداث وكذلك الفنان على قاعود وفتوح أحمد وشيرين التى تخلت عن العرى الاغراء لتكشف لنا لنفسها ان النجاح ليس بالاباحيه والفن الجيد هو الذى يستمر فى قلوب هذا الوطن... استطاعواجميعا أن يعبروا عن شخصياتهم بأداء جيد يعبر عن لحظات القلق والفرح والوطنية وفاجئنا عبدالرحمن أبو زهرة ( محمد نجيب ) بأدائه الذى استطاع أن يجسد لنا الشخصية بخبرته الطويلة بيسر ومهارة ومجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار أحمد صفوت ( عبدالحكيم عامر ) وعاصم نجاتى ( السادات ) رغم افتعاله أحياناً وسامح السيد ( زكريا محى الدين ) ومحى عبدالحى (حسن إبراهيم) وكان يحتاج من الكاتب أن يدعم هذه الشخصية التى كان لها دور مؤثر افتقدناه فى المسلسل كذلك محمد يونس " عبداللطيف البغدادى " معهم اجتهاد ولكن يعيبها أنها شخصيات جاءت مهمشة ومحمد حسنى ( صلاح سالم ) الذى قام بنفس الأداء ونفس النظارة السوداء بمسلسل الدالى ورفعت ريان " كمال الدين حسين " وعمرو يوسف " حسين الشافعى " استطاعوا أن يجسدوا القلق والتوتر والجو العام الذى يعبر عن الحالة بأداء طبيعى كلٌ على حسب شخصيته وامتعنا كثيرون منهم محمد ناجى ( مرسى ) متولى علوان ( الشيخ فرغلى ) أحمد فوزى ( إبراهيم عبدالهادى رئيس الوزراء ) هانى كمال ( محمود فوزى ) كريم الحسينى ( عبدالناصر شاباً ) شريف حلمى ( محمد حسنين هيكل ), مجدى صبحى ( على أمين ) عمرو محمود ياسين ( عبدالرؤوف الصحفى ) الجميع اجتهدوا وبذلوا جهداً كان واضحاً على الشاشة يستحق التقدير سبقه عراقيل للتصوير داخل مصر وتسهيلات واحتفالات شعبية للتصوير بسوريا التى قدمت حكومتها الجيش السورى لخدمة ( ناصر ) .