قراءة في لوحة 5 (فن تشكيلي)
العنوان : إرهاصات- 2
العمل : تنفيذ بألوان الأكريلك ، على خشب صناعي مضغوط ) NDF) ميزونت
القياس : 80X60 سم
فكرة وتنفيذ : أسعد بن أحمد السعود
الإحاطة والإرتباط :
لاشك أن من تابع القراءة في اللوحة السابقة ( إرهاصات 1) ، سوف لايرى كثير
فرق فني بينها وبين اللوحة التي بين أيدينا الآن (إرهاصات 2) ، وذلك من حيث
النظرة الأولية من عين المتلقي ، سواء كان في الألوان أو في كتلة الرسم وخطوطه ،
أو في تغطية المساحة وتوازن رموزالتعبير، أو في تناولها الرمزي والتجريدي بآن
واحد .ولكن ذهن الباحث وعينه ، سوف يرصدان الموضوع وأركان تناوله في العمل
، فيجدان مدى تكيف الفكرة وأبعادها ، مع ما يظهر للعين المتلقية كما ذكرنا بكل
بساطة ،وبكل مسالمة جمالية لكل لوحة على حدى.
موضوع العمل :
بالنسبة لإرهاصات 1 :
نلاحظ أن القادم المُرصَد ، يشكل ركاماً غليظاً داكناً آتياً من أعلى جموع الأجسام
البشرية ، والتي تبدو خطوط هياكلها متكسرة بزوايا حادة ، في حركة تبدو أنها
بحالة مرغمة مقهورة ، وكأنها منتزعة بقسوة من أماكنها ، وهي صاعدة إلى
الأعلى باتجاه الركام بحالة جذب قسري ، بفوضى مضطربة مخيفة ..!؟
وفي الوقت ذاته لايغيب عن المشهد ، تعدد الألوان الحارة الصارخة ، للاجساد
البشرية نفسها والبيئة المغلفة لها ، وتناقضاتها الحادة المتباينة ، للتدليل على
رمزية انتماءاتها المكانية والزمانية بداهة ...!!؟؟
وأما ما جاءت به لوحة إرهاصات 2 :
فالأجساد البشرية تبدو في فضاء لاتقيدها جهة ما منه ، وهي في حالة حركة
بكل أبعادها وحيويتها ، خارجة عن مألوف تكوينها وتناسقها العضوي ، بعدم
ظهور أي من علامات مسمياتها العينية المعروفة ، مثل تفاصيل الوجوه والأطراف ،
التي يضمحل دورها إلى حد بعيد أثناء هذه الحالة ،وكذلك يندرج معها عدم تناسب
الأطوال ، وهو مايستدل به على التمثل الأقصى لحريتها وكسر قيود حركتها
عموماً ...!! ؟؟
إن المفهوم الرمزي بالرسم التجريدي ، يحتم اختيار الخط واللون المناسبين
لتكامل أبعاد معنى الموضوع ، وليس مبرر التناول العبثي لهما ، من أجل إخلاء
المسؤلية الفنية للفنان ، والهروب المقنع أمام عين المتلقي .. ؟
إن ظهور كتل الأجساد البشرية في( لوحة إرهاصات 2 ) بشكل عقد أو نقاط
متواصلة متلاحمة ، يمكن تمثلة أو توقعه وبالتالي تسميته ، إن كان دماً ، أو ماء ،
أو أي مما يماثله طبيعة ، وهو مغلف أو محاط بخط ليّن ، لهو يجاري المفهوم
البديهي الفطري لحق الظهورالكيفي أولاً ، ولسلمية حركتة ، ولعمومية هدفه ،
وخضوعة للظرف الفيزيائي ، ونفي صبغة التخصص في تظاهره لمكان أو لجهة
معينه ..وهكذا ..
العنصر الفني المشترك في موضوع اللوحتين :
بالرغم من الارتفاع والابتعاد للأ جساد البشرية عن الأرض ، أو المكان
الذي يفترض تواجدهم فيه ، باللحظة التي سجل فيه موضوع الإرهاصة ،
فإن الحرص الشديد دعى للتأكيد إلى عدم الإنفصال أو الإنقطاع عن تلك
الأرض أو المكان ، وذلك بترك تلك الخطوط او الإستطالات ، وبذات ألوان
الأجساد ، رابطاً مابينها وبين تلك الأرض أوذلك المكان تأكيداً لأبعاد للمفهوم
الرمزي ذاته....!!؟؟
.........
.........
- حقوق اللوحة بموضوعها وتنفيذها من ممتلكات كاتب القراءة ...
وسوم: العدد 716