قراءة في عمل – 11 - نحت - ( فن تشكيلي )
التقديم : مجسم نحت بعنوان ( ها أنذا ) .
العمل : مادة الخزف الطبيعي بجميع عناصرها ، مشوية بدرجة حرارة
(1040)مئوية في فرن خاص بالخزف .
الفكرة والتنفيذ : د. أسعد بن أحمد السعود
الإحاطة بالمجسم :
الأبعاد الثلاثية : 50 X 55 X 15سم .
الكتلة المجسمة: صماء غير مفرغة ( غير معتمدة على قالب ) .
المرجعية الفنية للعمل : مجسم فراغي التعبير ، رمزي الدلائل .
الإحاطة بالموضوع :
فكرة المجسم مستوحاة من مفردات الشطر الثاني للبيت الشعري
الجميل العميق بالتركيبة الجبلّيّة لنفس الشاعرالعربي الفذ أبو الطيب
المتنبي .. :
الخيل والليل والبيداء تعرفني ..والسيف والرمح والقرطاس والقلم
مفردات الإيحاءات :
لعل المجسم النحتي الماثل أمام عيوننا يأتي بما اعتمل في نفس المتنبي
لحظة تلك الفلتة الأدبية الفنية الابداعية ، التي رسمها على أفواه الناس
وفي أذهانهم وذاكرتهم ، منذ تلك اللحظة وإلى اليوم ، وكلنا عَلِمَ فيما
بعد، ما الذي أخرج تلك الماسة من أعماق بحرها ، ومعها أخواتها في
القصيدة السيمفونية الخالدة : وا حرّ قلباه ...!!
يأتي هذا ( المجسم) برمزيته وتعبيريته الفنية ، وبما حملته تلك
الصورة من الشعر ، ويتقدم للناس ويقول لهم ( ها أنذا) ، وما يظهر
للعين ،هو ما استطاعت الكتلة الطينية من حمله من الايحاءات ، فأين
التقتا بالفكرة ، وأين أضافت كل منهما للأخرى اتحاداً أو تجاوزاً أو
تألقاً......هذا مايريد المجسم البوح به....؟ !
المفردات التعبيرية والرمزية :
إن البعد التعبيري والصور العديدة التي ازدحمت ، في ذلك الشطرمن
البيت ، هوالذي أوقع الشاعر ، في موقف صادم قاسي ، في لحظة
اغتنمها شذاذ الآفاق ، ليجيّروا الإبداع إلى حضيض مآربهم ، ولقد
التقط الفنان بعمل النحت هذا ، هذه اللحظة المأساوية ، وقدمها بتعبيرها
ورمزيتها الوضاءة ، وأخرجها كما لو كان متمنياً أن يكون حاضراً
ذلك الموقف ، ليضع حداً ويتدارك المواجهة ، ويوقف التدهور السريع ،
وما كانت لتحدث تلك النهاية المخزية ، والتي نراها اليوم تتكرر
هنا وهناك بذات العناصر ، وبذات التصادمية الشيطانية الخبيثة .
- أنت لست للسيف أبا الطيب ، بل السيف الرمز لك ، أنت
لاتشهره في وجه أبناء أمتك ، بل سيف الغدر اغتال إبداعك .
- ألست أنت قائلها أبا الطيب ؟
- نعم قلتها : وسيفي والرمح والقلم للحق ، حق أمتي وتمجيد
بطولاتها وليس للغدر وقتل أبنائها .. هذا ما رمزت إليه ..وها
أنذا لا أجيد قتلكم ولن يكون ذلك أبداّ .....!!
وسوم: العدد 730