وفاء زوجة
أراد أهل زوجة أن يفرقوا بين الزوج وابنتهم لفقرٍ نزل به بعد غنى، فرُفعت شكواهم إلى الحاكم ليفصل بينهما، فأمر الحاكم بإحضارها، فلما مَثُلَتْ بين يديه راقه جمالها، فقال لزوجها: إننا نخيّرها بيننا. فقال الزوج: ذلك إليكَ.
فتوجّه الحاكم نحوها وقال: يا سُعدى أينا أحبُّ إليكِ، الملك في عِزّه وشرفه وقصوره، أم هذا الأعرابي في جوعه وأطماره (ثيابه البالية)؟!.
فأشارت الزوجة إلى زوجها وأنشأتْ تقول:
هذا وإن كان في جوعٍ وأطمار أعزّ عنديَ من أهلي ومن جاري
ثم قالت: لستُ والله لحَدَثان الدهر بخاذلتِه، ولقد كان لي معه عيشة راضية، وأنا أحقّ مَن صبر معه على السرّاء والضرّاء، وعلى الشدّة والرخاء، والعافية والبلاء، وعلى القسم الذي كتب الله لي منه.
فتعجّب الحاكم من عقلها ومروءتها، وأمر لها بعَشرة آلاف درهم، ثم صرفها وزوجها وأثنى عليها بما أبدته من إخلاص لزوجها، ووفاء للعِشْرة بينهما، وتمنى لهما دوام الهناءة وحسن التعامل فيما بينهما لإكمال حياتهما مع بعضهما بعضاً.
وسوم: العدد 790