أسرة معارضة نموذجيّة!
اجتاز الابن الأكبر "أحمد" الحدود إلى تركيا، بعد أن عرف أنه مطلوب للنظام بسبب نشاطه في الثورة التي بدأت سلميّة.
وكان أخوه "محمد" قد أُدخل السجن، فهو منذ عشرة أشهر ينتظر محاكمة مستحيلة.
أمسكوا الابن الثالث "سالم" رهينة كي يستسلم أخوه أحمد.
وكانت أسرة أحمد، زوجته والولدان، قد نزحوا إلى بلدة قريبة حيث يأوي أهلها. سقط عليهم برميل من السماء، فكانوا في عداد الضحايا.
سالم تحت التعذيب مات.
لمّا دخلوا بجثمانه بيت الأب، سقط مغشيًّا عليه ومات. والأمّ أصيبت بشلل نصفي.
وكان قد قُدِّر لثلاث من الشقيقات أنهنّ يعملنَ مع أزواجهنّ خارج الوطن، حملوا الأمّ إلى تركيّا عند ابنتها "ماريّة"، التي أصبحت تعلّم العربيّة في إحدى الجامعات.
زوجة محمد وابنها، امتنع عليهما الالتحاق بالشقيقة "رَهَف" في الخليج، لتقليصهم هناك عدد من يستقبلون من أبناء الوطن المنكوب، فوُجَّهها إلى مصر عند الشقيقة الثالثة "شَغَف"، التي أصبحت مطلوبة للأمن في وطنها، منذ وصلهم أنها تمارس أعمالًا إغاثيّة.
تبقى الشقيقة الصغرى "ميّادة"، التي تتابع دراستها الجامعية في الوطن، اغتصبوها في ليلة قمراء ورموها معطوبةً، فحملها الطيّبون إلى شقيقتها الكبرى في تركيا.
الموالون، في شماتتهم، يقولون: "بيستاهلوا! بدّهن حرية؟ هَيْ حريّة!".
بعض العربان، من بعيد، ما زالوا يرسلون تغريداتهم: "مؤامرة كونية!"، دون أن يُبيّنوا، أو يَتبيّنوا، مَن هم الذين تستهدفهم المؤامرة!
وسوم: العدد 826