دعينا نفكر
د.أحمد كنعان
كان اسمها "وداد" واسمه "زهير"
تخرجا من "السوربون" في نفس الشهر ، أصبح طبيباً ، وأصبحت مهندسة ديكور
كانت فتاة عذبة ، تحب الحياة ، وتعشق البحر والسباحة إلى حد الجنون ، كأن جدها كان حوتاً
وكان مثلها شاباً عذباً ، يحب الحياة ، لكنه على عكسها كان يعشق البراري إلى حد الجنون ، كأن جدته كانت فراشة
نظرتْ إلى نهر "السين" الذي كانا يتمشيان على ضفافه فتذكرت"النيل" وأنها سوف تعود إلى الاسكندرية بعد يومين
التفتت إليه وهمست في حنان : أحبك ، هل تتزوجني ؟
نظر إلى النهر فتذكر "بردى" ، رد عليها بعينين دافئتين :وأنا أحبك أيضاً ، لكن دعينا نفكر !
وافترقا
بعد يومين هاتفته : أفتقدك ، اشتقت إليك كثيراً ، هل تتزوجني ؟
رد : وأنا أيضاً أفتقدتك ، واشتقت إليك كثيراً ، لكن دعينا نفكر !
مرت أيام
هاتفته بصوت يطير فرحاً : لقد انتصرنا ، سقط الدكتاتور ، وأنا الآن في ميدان التحرير ،
الدنيا لا تسع فرحتي ، لقد تغير كل شيء عندنا إلا حبي لك ، هل تتزوجني ؟
رد عليها بصوت شجي : أنتظر التغيير عندنا ، أما حبي لك فلن يتغير ، لكن دعينا نفكر !
مرت أيام
راسلته : تقدم لخطبتي ضابط كبير ، لكني أحبك أنت ، ولا أتصور الزواج من غيرك ، هل تتزوجني ؟
رد : لقد انطلقت ثورتنا أمس ، دعينا نفكر !
مرت شهور
هي تراسله
وهو لا يرد
تزوجت هي الضابط الكبير ، لكن ظلت تفكر فيه
واستشهد هو في حمص ، وكان مايزال يفكر فيها !