منوعات قصصية 884
الصدقة علاج
تجلس الحاجه صفيه في المقعد الملاصق لمكتب الطبيب المتابع لمرضها منذ شهور بينما وقف أبنائها الثلاثة بإنتظار ما سيقوله الدكتور عن تطور حالة والدتهم المرضية.
تناول الطبيب الصور الاشعاعيه الحديثه ، علت وجهه علامات دهشه واستغراب . نظر إلى الحاجه صفيه قليلا ثم نظر في وجوه الاولاد ، لم يتكلم بل اتجه مباشرة إلى الكمبيوتر أمامه وأخذ يقرء في ملف الحاجه صفيه والذي يعرفه تماما ويحفظه صما لكنه أراد أن يتأكد مما يرى ،
لحظات مرت كأنها ساعات والابناء ينظرون إلى الطبيب وقد تملكهم الخوف الشديد بينما الحاجه صفيه مطرقة رأسها قليلا تنظر في سبحتها وتتمتم تسبيحا وتحميدا وتهليلا وكأن الأمر لا يعنيها ،
ترك الطبيب النظر إلى الكمبيوتر ثم توجه بنظره إلى الحاجه صفيه وقد بدى وجهه مرتاحا منشرحا ، ثم سأل
يمه ، ماذا تناولت من ادويه أو علاجات ؟
رفعت الحاجه رأسها قائله ، والله يمه انا ماشيه حسب تعليماتك بالضبط ،
عادت الابتسامه لوجه الطبيب
يعني ما اخذتي شي ، اعشاب طبيعيه أو غيره؟
لا والله يمه فقط الأدوية التي كتبت لي ، صمتت لحظه ثم تابعت سائله خير يمه ،،شو في ؟
تنهد الطبيب تنهيده مسموعه ثم نظر إلى الأبناء المتابعين للحوار بكل اهتمام ثم عاد ينظر إلى الحاجه صفيه قائلا ،
يمه انا كتبت لكي مسكنات فقط ، لان الحاله عندك بصراحه كانت متقدمه جدا ولا يملك الطب على حسب علمي لها أية معالجة ولا حتى الاستئصال ، صمت الطبيب لحظه ثم تابع لكن الان الصور توضح أن لا وجود للورم نهائيا ، اختفى تماماً ، هز رأسه انا مش مصدق ،
اخفضت الحاجه رأسها وهي تقول الحمد لله، ذلك الفضل من الله ، انا والله يمه المسكنات على رأيك آخذها فقط اتباعا لاوامرك لكن للامانه منذ فتره اختفى الصداع من رأسي ولا اشعر بأية حاجه للدواء ،
أشار الطبيب إلى الأبناء أن يجلسوا وعاد يسأل ، طيب يمه بعيدا عن الطب ماذا فعلتي ؟
رفعت رأسها مرة أخرى وعلامات الاستفهام بادية في وجهها الصافي ، على حد علمي لا شيئ يذكر ثم نظرت الى اولادها سائله ، مش هيك يمه ؟ ثم أجابت دون انتظار اجابه زي ما قلت لك لا شيء يذكر ، الحمد لله الاولاد مش مقصرين وانا تفرغت للصلاه والدعاء والقرآن،
الطبيب ينظر بالصوره ، والله هذا اغرب ما مر علي ، كان الورم في أوسع انتشاره ثم اختفى تماماً ،
قاطعته الحاجه صفيه ، الاولاد منذ فتره احضروا لي خادمه من بنغلاديش ، الله يرضى عليهم ، وبعد أن مكثت عندي اسبوعين فقط طلبت منهم ارجاعها وهم حتى هذه اللحظة لا يعلمون لماذا طلبت منهم ارجعها ؟؟
بس الان انا حابه احكيلك واحكيلهم لماذا انا طلبت منهم ارجاعها الى بلدها ،
لم يقاطعها أحد بل تيقظت حواس النظر والاستماع بكل طاقتها،،
نعم لا احد يعرف السبب،
للامانه البنت طيبه جدا ونظيفة ومرتبه غير أنني لاحظت انها تذهب الى الحمام كثيرا وتمكث فيه فتره اطول من المعتاد وقد سألت الاولاد قبل أن اسألها هل تم عمل فحص لها فقالوا نعم ، بعد ذلك كان لا بدّ لي من سؤالها وقد سبب لي مكوثها بالحمام حالة من التوتر والخوف ،
وقفت أمامي تخفي دموعها فقالت ، والله يا ماما انا بالف خير ، لا اشتكي من شي،
فأجبتها ، لكن يا بنتي انتي تمكثي بالحمام طويلا ،
صمتت لحظه قبل أن تجيبني ، مسحت دموعها ثم قالت ،
ماما ، انا انجبت ولدا قبل أن آتي الى هنا بشهرين فقط وكنت محتاجه لهذا العمل جدا جدا ولذلك لم استطع ان أرفض ، وكما تعملين ماما ، يأتي الحليب في صدري فيألمني جدا ولذلك ادخل الى الحمام من أجل إفراغ الحليب حتى ارتاح،،
صمتت الحاجه صفيه لحظه ، مسحت دمعتها ثم نظرت الى الاولاد وهي تتابع ولذلك طلبت منهم ، الله يرضى عليهم أن يعطوها كامل عقدها لمدة سنتين وان يعيدوا تسفيرها الى أهلها فورا ،
كان الطبيب ينظر مبهورا وقد اغرورقت عينه بالدموع وهو يسند رأسه بكلتا يديه مستندا إلى مكتبه ثم قام من خلف مكتبه ليتقدم من الحاجه صفيه وهي مطرقة الرأس تنظر الى سبحتها وتتمتم ،
تقدم الطبيب منها فقبل رأسها وهو يقول صدق رسول الله
داووا مرضاكم بالصدقات ،
الحمد لله على سلامتك يمه يا غاليه يا حنونه
**********************************************
قصة حقيقية
في سنة 1973، زار الرئيس الزائيري وقتذآك الجنرال موبوتو سي سي سيكو موريتانيا لمدة ثلاثة أيام،،،
وكانت موريتانيا من أفقر بلدان القارة الأفريقية، واقتصادها
يعتمد على صيد الأسماك
والزراعة والرعي...
أثناء المباحثات في الأيام الثلاثة لاحظ الرئيس الزائيري أن مضيفه الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه، وهو أول رئيس لموريتانيا بعد استقلالها من الاحتلال
الفرنسي، لم يغير بدلته طيلة
الأيام الثلاثة، فأدرك موبوتو أن
مضيفه لا يملك المال الكافي
لشراء البدلات الأنيقة، والباهظة
الثمن....
وعند اختتام زيارته، وفي صالة المغادرة في مطار نواكشوط،
سلم الرئيس الزائيري موبوتو
شيك بمبلغ 5 ملايين دولار لسكرتير الرئيس، لكي لا يحرج مضيفه، ومع الشيك ورقة فيها عناوين أشهر مصممي دور الأزياء في العاصمة الفرنسية والتي يحيك موبوتو بدلاته عندهم، على أمل أن يحيك الرئيس المختار ولد داداه بدلات رسمية وتوابعها عند تلك الدور...
وبعد مغادرة الرئيس الزائيري
سلم السكرتير رئيسه شيك
الخمسة ملايين دولار قائلا إنها
هدية من الرئيس موبوتو لكم
لكي تشترون بها بدلات ولوازمها
من باريس..
استلم الرئيس ولد داداه الشيك وسلمه على الفور لوزير المالية الموريتاني لكي يضعه في حساب الدولة..
لاحقآ ومن هذا المبلغ الهدية تم بناء وتجهيز المدرسة العليا لإعداد المعلمين في موريتانيا، التي كانت تعاني من نقص في شديد في هذا المجال، بسب الفقر..
وبعد مرور خمس سنوات، أي
في العام 1978 توقف الرئيس الزائيري في المغرب قادمآ من الولايات المتحدة الأمريكية،
وكان بزيارة فيها لمدة أسبوع،
وحين علم الرئيس المختار بتوقفه
في الرباط اتصل به ودعاه لزيارة
موريتانيا حتى لو كانت زيارة
قصيرة...
وفي الطريق من المطار إلى القصر الرئاسي لاحظ موبوتو وجود
لافتات باللغة الفرنسية تزين
الشوارع مكتوب عليها :
شكرآ زائير.. شكرآ موبوتو..
شكرآ على الهدية..
قبل أن يصل الموكب الرئاسي
إلى القصر توقف في مدرسة
إعداد المعلمين والمعلمات،
ترجل موبوتو من السياره استفسر
وسأل المختار بتعجب عن الهديه
التي يشكرني عليها الشعب
الموريتاني، فإني قد وصلت قبل ساعة إلى نواكشوط وللأسف
لا أحمل هدايا معي.
عندئذ ابتسم *الرئيس المختار* وقال له :
هذه هي هديتك القيمة، فبمبلغ الخمسة ملايين دولار التي قدمتها لي قبل خمس سنوات بنينا هذهِ المدرسة لإعداد المعلمين والمعلمات، فشعبنا بأمس
الحاجة إلى المال لكي نحارب
الأمية والفقر،،، فعانقه موبوتو
وقال له :
لو قدر أن يكون باقي الزعماء الأفارقة مثلك لكانت قارتنا لا
تعاني من الأمية والجهل والفقر
والتخلف ...
فقال له المختار :
إنني أستلم راتبا شهريا من خزانة الدولة ولا أعمل بلا أجر، وهذه الهدية منك لشعب موريتانيا، أما مظهري وهندامي فلا يجوز أن يكون من أرقى المناشئ وبيوت الأزياء العالمية بينما شعبي
يعاني من الفقر..!
بالعلم نستطيع أن نقضي على
تلك الآفات والمعوقات التي
تعرقل مسيرتنا..
وقد عرف عن الرئيس المختار
رحمه الله (توفي سنة 2003)
البساطة والابتعاد عن مظاهر
الترف والبذخ، وكان يسكن في
بيت متواضع وبسيط، لا يوجد
فيه سوى ثلاث غرف..
*****************************************
ماء الوجه لا يباع !!
يروى أنّ أعرابيّاً كان يسكن بجوار الحسن بن علي رضي الله عنهما .. وقد أصابه الفقر والعوز الشديد .. فقالت له زوجته : اذهب إلى الحسنِ فهو كريم آل البيت ، ولا يردُّ سائلاً .. فقال لها : أخجل من ذلك ، فقالت : إن لم تذهب أنت ذهبت أنا .. فأجابها بأن سيكتب إليه ، وكان شاعراً ، فكتب للحسن بيتين من الشعرِ قال فيهما :
لم يبقَ عندي ما يباع ويُشترى يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري
إلاّ بقية ماء وجه صنته عن أن يباع وقد وجدتكَ مُشتري
وأرسلها إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما ، فقرأها الحسن وبكى ، وجمع ما عنده من مال وأرسله إليه .. وكتب له :
عاجلتنا فأتاكَ عاجل برّنا طلاً ولو أمهلتنا لم نقصرِ .
فخذ القليل وكنْ كأنّكَ لم تبع ما صنتهُ وكأنّنا لم نشترِ
كتبها في صفحته بالفيس
د عبد المجيد بيانوني وهو ابن عم الشيخ احمد عز الدين بيانوني وتزوج ابنته رحمها الله
وسوم: العدد 884