مشاهد مصورة موصوفة
هذه مشاهد مصورة موصوفة بترتيب مروري بها،
في حي جزيرة الروضة، من القاهرة الباهرة؛
فشاهدها قارئا، واعجب لها مستفيدا،
مع تحياتي الطيبات!
(1) منامات عائمة
في مزدحم المراكب النيلية الشعبية الكبيرة المصطفة على مرمى حجر من شرفة بيتنا بجزيرة الروضة، تصطف قوارب صغيرة لا تبرح أمكنتها وكأنها مبنية فيها، لم أنتبه إلا قريبا إلى أهميتها الشديدة؛ إذ يتخذها ربابنة المراكب الكبيرة منامات قريبة عاجلة! أما إذا صافَ الصيف فيا ما أَرْوَحَها من مناديح تتقاذفها الرياح! وأما إذا قَرَسَ الشتاء فيا ما أحوجها إلى مغاليق الأغطية السابغة المحكمة!
(2) حضن الطريد الشريد
كان جَرْوًا يتقافز حوله ثم يركن إلى قريب منه وهو مفترش الأرض، ثم بعدما أدركَته ببطانيتَيْ فراشه وغطائه إحدى جمعيات رعاية المتشردين صار يجالسه ويلاصقه! ثم صباح اليوم فتشت عنه -إذ لم أره واضحا للعيان على ما عودني- فإذا به مختبئ معه بين الفراش والغطاء إلا أطراف أقدامه التي لم يتعلم منه بعدُ كيف يضمها ويحيطها! نعم؛ لا يحنو على الطريد الشريد إلا الطريد الشريد، ولا يجد من غيره إلا الأسف!
(3) العوامة المسكونة
أي جني فنان هذا الذي طرد أساتذة جامعة القاهرة، فانحصروا في ناديهم عن يمين هذه العوامة المُقْفِرة، لينفرد هو بها إذا أظلم الليل، ويتحوَّل عنها إلى الغِيل المُواجِهِها إذا أضاء الصبح!
كأنه من سراة الجن الذين زاروا شُمَيْر بن الحارث الضَّبّيّ قديما، فقال:
ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْدَ هَدْوٍ بِدارٍ لا أريد بها مقاما
سوى تحليل راحلة وعينٍ أكالئها مخافة أن تناما
أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ قالوا سراة الجِنِّ قلتُ عِمُوا ظلاما
وسوم: العدد 971