قصص في دقائق 44

انتصار عابد بكري

مائدة

اجتمع حول المائدة عند المساء ثمانية كلاب ، لم يسموا ولم يحمدوا . طبق صغير تناولت منه عائلة كثيرة الأولاد في مخيم اللاجئين دون شبع سموا وحمدوا . وبقيت الكلاب تنبح.

خيمة

سماء تمطر، خيمة تنزف ، وطفل يصرخ بين يدي أمٍ تحتضنه بيديها المرتجفتين، تمده بدفء قلبها المرتجف فيغفو ليستيقظ على صوت دوي رصاص .

صمود

في صباح أشرقت الشمس فيه ، غطت الثلوج كل المحيط بالخيمة ، وقف صغير ينظر ، عاد الى أخته وسأل : بماذا نلعب ؟ الأخت :هيا نصنع رجل الثلج. في اليوم التالي لم يذب رجل الثلج فصنعوا له انثى الثلج ،اما في اليوم الثالث فبدؤوا بصناعة أطفال الثلج . العائلة الثلجية ما زالت صامدة ، تكبر تحت كل معاني الظلام .

صلاة مجابة

قالت لي جدتي "رحمها الله" عندما كان يتأخر المطر ، كنا صغارا وكبارا نخرج الى الطرقات ندعو الله بأن ينزل المطر ليروي الأرض ويعم الخير في البلاد " اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت " و"ربي الغيث يا ربي تسقي زرعنا الغربي " .اليوم لا أحد يذكر حتى يستجاب .

استغفار

تعبت روحه من الأمور الموجودة في محيط عمله والتي ليست على هواه ركب سيارته في سفرة دون تخطيط ، وصل الى شاطىء البحيرة ليلا. نزل هناك وشرب كؤوس الخمر ليصحو في الرابعة متجها الى المسجد مستغفرا .