علبة شوكولا
( قصة واقعيه )
يروي أحد الدكاترة قبل عدة أعوام :
كان لي جار متحدث لبق ، ومستمع جيد ،
ومحاور هادئ ، وكان إنساناً اجتماعياً ومحبوباً
التقيت به في أحد الأيام وهو راكب سيارته
وقد أثار استغرابي وجود أكثر من؛
20 علبة شوكولا فاخرة بالمقعد الخلفي للسيارة
فسألته : إلى أين أنت ذاهب يا جار ؟
فرد علي بابتسامة جميلة لم أفهم معناها :
ما رأيك بأن ترافقني ؟ فقبلت الدعوة
توجهنا إلى حي فقير جداً فأوقف السيارة
ونزلنا منها حاملاً معه علب الشوكولا
وتوجه إلى مجموعة من البيوت
دق الباب على البيت الأول ففتح أولاد صغار
وعندما رأوه قفزوا فرحاً ونادوا أمهم :
جاء الرجل صاحب الشوكولا فأعطاهم علبة"
وتكلم معهم ثم استأذن
ودق الباب على البيت الثاني ففتحت امرأة مسنة
وعندما رأته دعت له كثيراً :
اللهم افتحها عليك .. الله يطعمك من ثمار الجنة ..
الله يجبر خاطرك مثل ما تجبر خاطرنا ، فأعطاها علبة" واستأذن
وهكذا مع بقية البيوت ، وكل بيت كان قصة بحد ذاته
وفي كل بيت.... . جميلة ورائعة من المشاعر والأحاسيس
المهم عندما انتهينا من توزيع علب الشوكولا
وعدنا إلى السيارة وتوجهنا إلى البيت
سألته سؤال المتردد : الله يعطيك العافية ياجار
شيء جميل ماصنعته ، ولكن لدي سؤال : لماذا لاتعطيهم مالاً يستطيعون شراء حاجاتهم بأنفسهم ؟
فضحك ضحكة" قوية" وكأن سؤالي أعجبه
ثم التفت إلى الكرسي الخلفي وتناول علبة شوكولا
وقدمها لي وقال : افتحها يا دكتور
ففتحت العلبة وأنا مترقب وكلي شوق لرؤية ما تحتويه !!
وجدت فيها بالإضافة للشوكولا مغلفاً فيه مال
فزادت حيرتي وقلت : لماذا لا تعطيهم المال مباشرة" يا جار ؟
لماذا بداخل علبة الشوكولا ؟
فنظر لي وابتسم كعادته وقال :
يا دكتور أنا إنسان أحب الشوكولا وآكل منها كل يوم
والله تعالى قال :"لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ"
يا دكتور الصدقة فن . الفقير يشتهي كما نشتهي
على حسب قدر السلعة يكون مكيالها
أعمال الدنيا مقياسها :
الحديد .. بالطن
الفاكهة .. بالكيلو
الذهب .. بالجرام
الألماس .. بالقيراط
أما أعمال الآخرة .. بالذرة
*{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)*
*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} .*
{ ألا إن سلعة الله غالية .. ألا إن سلعة الله الجنة }
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ }
وسوم: العدد 984