يد أبي هي العليا !
نحو أدب تربوي للأبناء :
اضطر محمد إلى ترك الدراسة بعدما أنهى المرحلة المتوسطة ، لأن أباه لايستطيع دفع نفقاتها ، ولكن محمد ظل قلبه متعلقا بها ، فهو يشعر بالحنين إليها !
- فرح محمد كثيراً و هو يتسلم أجرته من صاحب العمل ، وقرر أن يعطيها لأبيه ، يساعده في نفقات البيت ! ولكنه وقع في حيرة من أمره ، فكيف يعطيها لوالده ، وقد سمع اليوم حديثاً شريفاً يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم { اليد العليا خير من اليد السفلى ! }وكيف تعلو يده على يد أبيه ، وأبوه هو الذي كان ينفق عليه !؟
- دخل محمد غرفته ، وهو يفكر في ذلك ، فقال في نفسه : سأضع أجرتي في ظرف فوق سرير أبي ! ثم قال : الأفضل أن أضعه في ثوب أبي ! ولكنه توصل إلى طريقة أفضل ، فشعر بارتياح ورضى ! فاستأذن على أبيه ، وطرق باب غرفته بلطف ، فأذن له ، فدخل مسلماً ، وأخذ يد أبيه فقبلها ، ثم أخرج الأجرة ، ووضعها في كفه ، وجعل يده أسفل من يد أبيه ، وقال : تفضل ياأبي ، فانت صاحب الفضل ، ويدك هي العليا دائماً !
- ابتسم الوالد ، وقبل رأس محمد ، وضمه إلى صدره ، ورفع يديه يدعو الله أن يجعله في أعلى المراتب !
- واستمر محمد في عمله في النهار ، ولكنه كان يذهب إلى مدرسة ليلية أيضاً يتابع فيها تعليمه ، حتى نال الشهادة الثانوية ، ثم انتسب إلى الجامعة ، وتابع تعليمه العالي ، فأصبح مدرساً فيها ، وخطيباً في الجامع الذي كان يتردد عليه ، وظل يذكر الحديث الشريف كلما ذكر والده ، داعياً الله أن يرحمه ويجزيه عنه كل خير !!
- ( سمعت أصل القصة من الدكتور محمد عوض - رحمه الله - في المدينة المنورة ، ثم تمت صياغتها بما يتناسب مع فنية القصة للأبناء وروح الحكاية )
وسوم: العدد 1040