اِسْتَقِيمُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهْ..
محسن عبد المعطي عبد ربه
كَانَ الضُّبَّاطُ وَالْمُسَاعِدُونَ يَدْخُلُونَ التَّحْوِيلَةَ لِيَتَكَلَّمُوا فِي التِّلِيفُونْ
وَكَانَ يُشْرِفُ عَلَى التَّحْوِيلَةِ جُنْدِيَّانِ فَهْلَوِيَّانِ أَحَدُهُمَا اِسْكَنْدَرَانِيٌّ وَالْآخَرُ بَحْرَاوِيٌّ (مِنْ مُحَافَظَةِ الْبُحَيْرَةْ)
وَشَدَّ انْتِبَاهَ الْمُتَرَدِّدِينَ عَلَى التَّحْوِيلَةَ وُجُودُ جُنْدِيٍّ ثَالِثٍ غَرِيبٍ عَنِ الْكَتِيبَةْ
فَسَأَلُوا الْفَتَى السَّكَنْدَرِيَّ؟!!! مَنْ يَكُونُ هَذَا الْجُنْدِيُّ؟!!!
وَمَا قِصَّتُهْ؟!!!
وَكَانَ الْفَتَى السَّكَنْدَرِيُّ ذَكِيًّا فَفَكَّرَ أَنْ يُضِيفَ لِنَفْسِهِ قُوَّةً وَمَهَابَةً تُضَافُ لِقُوَّتِهِ وَمَهَابَتِهِ فَقَالَ لِلضُّبَّاطِ وَمُسَاعِدِيهِمْ : هَذَا جُنْدِيٌّ وَاصِلْ .
فَهُوَ يَكْتُبُ فِي مَجَلَّةِ الْمُجَاهِدْ (مَجَلَّةِ الشُّئُونِ الْمَعْنَوِيَّةِ لِلْقُوَّاتِ الْمُسَلَّحَةْ)وَخَالُهُ قَائِدُ الْكَتِيبَةْ .
وَفِي مَرَّةٍ أُخْرَى سَأَلَ الضُّبَّاطُ وَالْمُسَاعِدُونَ الْفَتَى الْبَحْرَاوِيَّ عَنِ الْجُنْدِيِّ الْغَرِيبِ فَحَكَى لَهُمُ قِصَّةً عَنْهُ مِنْ وَحْيِ خَيَالِهِ وَوَشْوَشَهُمْ قَائِلاً :إِنَّهُ جُنْدِيٌّ وَاصِلْ
وَخَالُهُ قَائِدُ الْكَتِيبَةْ .
وَعِنَدَمَا يِنْفَرِدُ بَعْضُ الضُّبَّاطِ وَالْمُسَاعِدِينَ بِالْجُنْدِيِّ الْغَرِيبِ يَسْأَلُونَهُ عَنْ صِلَتِهِ بِقَائِدِ الْكَتِيبَةِ فَيُخْبِرُهُمْ بِأَنَّ قَائِدَ الْكَتِيبَةِ بَلَدِيَّاتُهُ وَلَيْسَ َخَالَهُ وَيُؤَكِّدُ لَهُمْ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُمْ لَا يُصَدِّقُونَهُ وَيَقْتَنِعُونَ بِقَصَصِ الْجُنْدِيَّيْنِ السَّكَنْدَرِيِّ وَالْبَحْرَاوِيِّ وَالَّتِي أَيْقَنُوا فِيهَا أَنَّ الْجُنْدِيَّ الْغَرِيبَ وَاصِلْ
وَأَنَّ خَالَهُ هُوَ قَائِدُ الْكَتِيبَةْ .
فِي نَفْسِ الْوَقْتِ كَانَ أَغْلَبُ أَفْرَادِ الْكَتِيبَةِ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئاً عَنْ هَذَا الْجُنْدِيَّ الْغَرِيبْ .
فَهُوَ يَقْضِي وَقْتَهُ فِي مَسْكَنِهِ بِالْكَتِيبَةْ (التَّحْوِيلَةْ) آكِلاً شَارِباً نَائِماً مُرَفَّهاً لَا يَحْضُرُ طَابُورَ الصَّبَاحِ الَّذِي يَحْضُرُهُ قَائِدُ الْكَتِيبَةِ نَفْسُهْ .
ذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ الْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ إِلَى مَسْجِدِ الْكَتِيبَةْ .
وَانْتَظَرَ حَتَّى أَذَّنَ الْجُنْدِيُّ الصَّعِيدِيُّ (عِيدْ) لِلصَّلَاةْ .
وَصَلَّى الْجُنُودُ وَالضُّبَّاطُ وَالْمُسَاعِدُونَ السُّنَّةْ .
وَأَقَامَ الْجُنْدِيُّ الصَّعِيدِيُّ (عِيدُ) الصَّلَاةْ .
وَوَقَفَ الْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ أَمَامَ الصُّفُوفِ وَوَجْهُهُ لِلْمُصَلِّينَ قَائِلاً بِأَعْلَى صَوْتِهِ " اِسْتَقِيمُوا يَرْحَمْكُمُ اللَّهْ " فَاسْتَقَامَ النَّاسْ .
وَأَمَّ الْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ الْكَتِيبَةَ فِي الصَّلَاةْ .
وَبَعْدَهَا هَمَّ الْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ بِالِانْصِرَافْ مِنَ الْمَسْجِدْ .
وَقَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْبَابِ نَادَاهُ (الصُّولْ) إِمَامُ مَسْجِدِ الْكَتِيبَةْ:
لَوْ سَمَحْتَ يَا دُفْعَةْ .
وَيَرُدُّ الْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ بِصَوْتٍ قَوِيْ : مَاذَا تُرِيدْ؟!!!
فيَقُولُ لَهُ الصُّولْ : لَقَدْ جِئْتَ وَأَمَمْتَ النَّاسَ فِي الصَّلَاة .
لَمْ تَسْتَأْذِنْ أَحَداً مَعَ أَنَّ لِلْمَسْجِدِ إِمَاماً .
وَيَرُدُّ الْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ بِصَوْتٍ قَوِيْ : أَنَا أَحَقُّ النَّاسِ بِالْإِمَامَةِ فِي هَذَا الْمَسْجِدْ
وَذَلِكَ لِعِدَّةِ أَسْبَابْ :
أَوَّلاً : أَنَا خِرِّيجُ جَامِعَةِ الْأَزْهَرْ .
ثَانِياً : أَنَا خِرِّيجُ كُلِّيَّةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةْ .
ثَالِثاً : أَنَا أُحَضِّرُ دِرَاسَاتٍ عُلْيَا .
رَابِعاً – وَهُوَ الْأَهَمُّ – أَنَا أَحْفَظُ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ كُلَّهْ .
الصُّولْ(فِي نَفْسِهْ): وَاللَّهِ لَأَنْفُخَنَّكَ وَأَسْجُنَنَّكَ حَتَّى وَلَوِ اجْتَمَعَتْ فِيكَ كُلُّ هَذِهِ الصِّفَاتْ .
وَلَكِنَّ هَذَا الْجُنْدِيَّ يَتَكَلَّمُ بِثِقَةْ .
رُبَّمَا يَكُونُ مَسْنُوداً .
الصُّولْ(لِلْجُنْدِيُّ الْغَرِيبْ):أَلَا نَتَعَارَفْ .
اَلْجُنْدِيُّ الْغَرِيبُ: جُنْدِي / لطفي عبد السلام بركة
خَالِي قَائِدُ الْكَتِيبَةْ .
الصُّولْ(لِلْجُنْدِيُّ الْغَرِيبْ): عَلَى دْمَاغْنَا مِنْ فُوقْ يَا فَنْدِمْ